في ذكرى (سراج منير).. ميمي شكيب تكشف حقيقة ثروته التى تركها بعد وفاته
إعداد: أحمد السماحي
(سراج منير) أحد نجوم السينما الذين يزيدهم الغياب حضور، وتزيدهم الفضائيات نجومية، وتزيدهم أدواره قربا للناس، منذ أيام مرت في صمت كالعادة الذكرى 67 لرحيله.
وبهذه المناسبة نستعيد حوار الكاتب الصحفي (سيد فرغلي) مع زوجته الفنانة (ميمي شكيب)، والذي نشر في مجلة (الكواكب) عام 1958، بعد رحيل (سراج منير) بثمانية شهور.
في البداية قال فرغلي : لم تتحدث ميمي شكيب طوال الثمانية شهور التى مضت على وفاة زوجها الفنان الفقيد (سراج منير)، ولقد بذلت أكثر من محاولة لحملها على الحديث، ولكنها أطبقت فمها.
وظلت صامتة، وتحاول أن تتغلب على الكارثة بكل ما استطاعت من قوة، غيرت مسكنها، وأثاث المسكن، وكل التحف، بل كل ما يذكرها بزوجها الفنان الراحل (سراج منير).
وخلال شهور الصمت هذه، تلقت (ميمي شكيب) عشرة عروض للزواج بعضها من رجال أعمال يريدون إبعادها عن الوسط الفني، وعلى الرغم من إحساسها بأنها في حاجة إلى رجل يساندها في حياتها، لكنها رفضت كل هذه العروض.
ولاذت بالصمت تجتر الذكريات، وتبتلع دموعها وآلامها، تحدثت الفنانة الأرملة (ميمي شكيب) لأول مرة، بعد ثمانية شهور طوال من الصمت، تحدثت عن زوجها الفقيد (سراج مني)، والشائعات التى تقول أنه ترك ثروة كبيرة.
سراج منير.. لم يترك مالا!
ميمي قالت لـ (الكواكب): أن الفقيد لم يترك مالا! كانت عادتنا أن ننفق كلانا من دخله على لوازمه، وقد اعتاد أن ينفق الكثير قبل وفاته على الأطباء والأدوية، بل أنه في السنوات الأخيرة كان ينفق كل مليم على علاجه وصحته.
وأنا وأهله لم نبحث حتى الآن عما إذا كان قد ترك لنا ثروة أم لا؟!، لقد دهمتنا كارثة موته ولا يكفي مال قارون لكي يزيل أثر الصدمة من نفوسنا، وقد كان المرحوم (سراج منير) يتحدث كثيرا عن الفنانيين الذين يموتون معدمين.
وكان يضرب المثل بالفنان (علي الكسار)، وأعتقد أنه كان من رجاحة العقل بحيث يحتاط لظروف كهذه، وأعتقد أنه قد أدخر بعض المال أو أمن على حياته، إلا أننا أنا وأهله لم نبحث بعد أشياء كهذه.
ومن حقي طبعا كأرملة للفقيد أن أرث إذا كان قد ترك ثروة، على أننا كنا نتمنى أن نفقد كل شيئ ولا يختطفه الموت منا بهذه السرعة المذهلة، ولكن نعمل ايه؟، تلك إرادة الله.
10 عروض زواج لميمي شكيب
(ميمي شكيب) تحدثت عن حياتها بعد وفاة زوجها الفنان الفقيد (سراج منير) وقالت : لقد جعلتني الصدمة المباغتة أكره كل شيئ، لم أعد أفكر في مستقبلي أبدا، لقد تلقيت أكثر من عشرة عروض للزواج، ولم أعط أي أحد من أصحابها ردا مقنعا.
ومع أنني أؤمن بحاجتي إلى رجل يساندني في الحياة، فأنا مازلت شابة، إلا أنني أترك هذا الأمر لله وحده، فالمستقبل بين يديه.
* وسألت (الكواكب) ميمي شكيب: نفهم من هذا أنك لا تمانعين في الزواج مستقبلا؟
** لست متأكدة، وكما قلت تلقيت عشرة عروض بعضها من رجال أثرياء يريدون أبعادي عن الوسط الفني.
وعن الشائعة التى قالت أنها ستتزوج من أحد أشقاء المرحوم (سراج منير)، قالت منزعجة: لا ظل لهذه الشائعات من الحقيقة، وحتى لو تقدم لي أحدهم، يطلب الزواج مني، فسأرفض رفضا باتا!
وذلك لأن شخصية الأخ ستذكرني بزوجي الفقيد، ولا شك أن هذا سيكون سبب كبيرا للألم الذي أجده في ذكرياتي.
المسكن والأثاث ورقم الهاتف
تحدثت (ميمي شكيب) عن تغييرها لمسكنها، وبعض أثاث هذا المسكن قائلة: لم أستطع أن أعيش في الشقة التى كنا نعيش فيها معا، لأن كل ما فيها يذكرني به، لقد بقيت أربعين يوما مذهولة على أثر الصدمة!
ولم أكف عن البكاء، ولقد قمت بتغيير قطع كثيرة من الأثاث لأنه كان يفضلها، وكنت أتذكره كلما أراها، وتثير في نفسي الحزن، حتى نمرة التليفون غيرتها، وجعلتها سرية، لأنها كانت مسجلة في الدليل باسمه.
ولكن هذا لم يمنع (ميمي شكيب) من الاحتفاظ بأشياء عزيزة تصلها بذكرى زوجها الفنان الفقيد (سراج منير)، فقالت: إن الأشياء التى أحتفظ بها على الرغم من إنعدام قيمتها المادية لها مكانة كبيرة في نفسي.
مثل الخطابات التى كان يكتبها لي المرحوم قبل زواجنا، حيث أجد فيها كل العزاء، وأيضا مجموعة من الصور التذكارية التى تجمعنا أعتبر هذه الصور هي البلسم الوحيد الذي يهبني الصبر لفقده.
* ماهى أحاسيسك وأنت تمثلين دورا يظهر فيه المرحوم (سراج منير) على المسرح وقد أخذ مكانه ممثل آخر؟
** أنني عندما أمثل أندمج في دوري ولا أحس بشيئ إلا أشباع رغبة الجمهور، إلا أنني أشعر بفراغ كبير وأنا أمثل دورا في إحدى المسرحيات اعتاد هو أن يندمج معي فيها.
وعلى كل فأدواره يتقاسمها عدد من ممثلي الفرقة مما يجعلني استغرق في الدور وفي أحاسيسي الخاصة فقط.