سقطة المسئولين عن (مهرجان الموسيقى العربية) في حق وسائل الإعلام!
كتب: أحمد السماحي
يبدو إن الدورة الـ 32 لمؤتمر و(مهرجان الموسيقى العربية) التى من المقرر أن تعقد في الفترة من 11 حتى 24 أكتوبر المقبل، والتى لا يعلم أحد إذا كانت ستقام أم لا؟! تعاني من مشاكل واضطربات حادة، وسيطرة العشوائية والفوضى على قرارات المسئولين عنها!
فخلال الساعات الماضية من مساء أمس الأربعاء كان من المقرر أن ينطلق في تمام الساعة 6 مساء، في المسرح الكبير المؤتمر الصحفي تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، للإعلان عن تفاصيل الدورة 32 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية.
وذلك بحضور الدكتورة لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، ورئيس مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، ومدير المهرجان د.خالد داغر، وعدد كبير من الصحافيين، والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام، والشبكات الإذاعية.
تأجيل بدون سبب!
فجأة، قررت إدارة دار الأوبرا المصرية تأجيل المؤتمر الصحفي الخاص بالكشف عن تفاصيل الدورة الجديدة من (مهرجان الموسيقي العربية) لأجل غير مسمي!، دون ذكر أي أسباب، أو نشر بيان صحفي للاعتذار عن تأجيل المؤتمر الصحفي!
وهذا يعتبر سقطة من المسئولين عن (مهرجان الموسيقي العربية)، لسبب بسيط أن التأجيل حدث قبل ساعات قليلة من بدء المؤتمر، وكان يجب على السادة المسئولين قبل الإعلان عن تأجيل المؤتمر الصحفي، نشر بيان صحفي يعلنوا فيه أسباب هذا التأجيل.
ويقولون مثلا أن أحد الذين كانوا سيتحدثون في المؤتمر الصحفي جاء له (مغص كلوي)، أو صداع رهيب!، أو(زغطة)!، أو واحدة من المتحدثات دخلت المستشفى للولادة!
وكان الزملاء في وسائل الإعلام المختلفة سيتقبلون الأمر بصدر رحب، لأننا كلنا معرضين لمثل هذه الحالات المرضية!
لكن أن يعلنوا عن إقامة مؤتمر صحفي والزملاء في وسائل الإعلام المختلفة يستعدون للذهاب، وفجأة وقبل ساعتين أو ساعة يتم تأجيل المؤتمر، دون ذكر سبب واحد لهذا التأجيل، ويتركون الصحافيين يضربون (أخماسا في أسداسا)، وكل صحفي وإعلامي يخترع سببا للتأجيل، فهذا ليس من اللياقة ولا الذوق! وعيب!
بل إن مثل هذا القرار يعكس العشوائية، تماما كما حدث في تأجيل دورة العام الماضي (2023)، حيث أكد د.خالد داغر- وقتها – أن قرار تأجيل الدورة (32) من (مهرجان الموسيقى العربية)التي كان مقررا انطلاق أولى فعالياتها 20 أكتوبر 2023، دون ذكر الأسباب الحقيقية وراء التأجيل؟
فقط قال (داغر): جاء بقرار من وزيرة الثقافة د.نيفين الكيلاني، ولم يتم إلغاؤه ولكن فقط تأجيله لوقت آخر، مشددا على أنه وكل القائمين على المهرجان بصدد تقديم دورة استثنائية على مستوى الأفكار والمشاركات والفعاليات.
(يا سيدي عايز تأجل، أجل كما يحلو لك)!، لكن قبل التأجيل لابد أن تحترم ضيوفك القادمين لك من وسائل الأعلام المختلفة، وتعلن عن أسباب التأجيل، والتأجيل بالمناسبة ليس عيبا!، ولا حراما!، ولا خطأ، ولكن الخطأ والعيب هو عدم ذكر سبب التأجيل!
فمثلا عندما قرر الفنان محمد رياض تأجيل (المهرجان القومي للمسرح)، ظهر في فيديو، ووضح أسباب التأجيل.
حفلات موسيقية بدون بروفات
الاضطرابات والفوضى ليست قاصرة فقط في الدورة الـ 32 على تأجيل المؤتمر الصحفي، ولكن كثير من نجوم الغناء الكبار سواء من مصر أو العالم العربي لعتذروا عن المشاركة في الدورة القادمة، وهذا أيضا شيئا عاديا ويحدث كل عام!
لكن الشيئ غير العادي أن تقام ليلة موسيقية في الدورة الـ 32 لمهرجان الموسيقى العربية، ويتم التعامل فيها مع المؤلفين الموسيقيين المشاهير سواء المصريين أو العرب كأنهم مطربين!
بمعنى أن كل مطرب له فرقته الخاصة التى تحفظ أغنياته، وبالتالي لا يجري معظمهم إلا بروفة أو أثنين بحكم أن فرقته تحفظ أغنياته التى يكرر معظمها في كل المهرجانات، والمناسبات السعيدة، كأنه لا يوجد لديه غيرها!
وهذا ما طلبه المسئولين عن الدورة الـ 32 من المؤلفين الموسيقيين الرائعين الذين سيشاركون، فقالوا لهم ستقتصر البروفات مع الأوركسترا على بروفة أو اثنين وليس أكثر من هذا، بحجة ضيق الوقت.
والمثير والغريب أنهم طلبوا من البعض خاصة العرب منهم عدم الاستعانة بعازفين من فرقهم الخاصة، لعدم وجود ميزانية تتحمل تكاليف طيران هؤلاء العازفين!، وكأن لسان حالهم يقول لهم وياريت كمان لا تشاركون!
وهذا ما جعل كثير من المؤلفين الموسيقيين خاصة من العرب يعتذر عن المشاركة في (مهرجان الموسيقي العربية) هذا العام، باستثناء مؤلف موسيقي عربي واحد سيكون ضمن الليلة الموسيقية التى سيخصص فيها لكل مؤلف موسيقي ما بين (نص، أو ربع) ساعة حسب شهرة هذا المؤلف!.
والسؤال الذي نطرحه وطرحه معنا بعض المؤلفين العرب الذين اعتذروا عن المشاركة: هل ربع ساعة أو حتى نصف ساعة كافية لمؤلف موسيقي شهير يستعرض فيها بعض مؤلفاته الموسيقية التى سيقدمها بدون بروفات أو من خلال بروفة أو اثنين على الأكثر؟!
ولا أدري لمصلحة من يتم هذا العبث في (مهرجان الموسيقي العربية) الذي يعد من أهم المهرجانات الموسيقية والغنائية في العالم العربي، ومهرجان له اسم كبير في العالم العربي، لكن يبدو أن القائمين عليه لا يدركون أنهم مسئولين عن مهرجان مهم يفتخر بالمشاركة فيه أي نجم عربي كبير.
خاصة أن تصريحات التأجيل عادة ما تأتي متأخرة، وفي مفاجأة غير متوقعة، كما أن الشروط المجحفة التي وضعتها اللجنة يبدو أنها تعكس العشوائية أيضا، لأنه ليس مبررا أن تصرح اللجنة أنها وضعت تلك الشروط لأن الوقت ضيق، فلا يعقل أن دورة مؤجلة من عام مضى لاتجد وقتا كافيا لوضع مثل تلك الشروط غير المنطقية!
المشاركين في مهرجان الموسيقى العربية
من المقرر أن يشارك في الدورة الـ 32 من (مهرجان الموسيقي العربية)، ومؤتمر الموسيقى العربية، نفس نجوم السنوات الماضية، (هاني شاكر، علي الحجار، مدحت صالح، عاصي الحلاني، وائل جسار، عبير نعمة، مي فاروق، مروة ناجي، أحمد سعد).
فضلا عن حفل موسيقي كبير للموسيقار الشهير (عمر خيرت)، سيعزف من خلالها أشهر مؤلفاته الموسيقية التى يمتع بها الجمهور كل عام!