ماذا كان يقرأ (نجوم الفن) في الزمن الجميل ؟!
كتب: أحمد السماحي
كان يعنى (نجوم الفن) عناية كبيرة بتثقيف أذهانهم، وتوسيع مداركهم عن طريق الإطلاع، ولقد سألت (الكواكب) طائفة منهم عن الكتب والصحف التى يقرءونها وكيف يطلعون عليها، وكيف يستفيدون من قراءتها، وكانت هذه أجابتهم على النحو الذي يحمل المفارقات التي تعكس شخصية فناني الزمن الجميل.
حيث كان غالبيتهم يحرض على تحصيل الثقافة عن طريق قراءة الكتب في مختلف ألوان الفن والحياة، ومنهم من كان يذهب إلى الشعر والأدب وغيرها من الاهتماماتت المختلفة.
أم كلثوم وشوقي
كان على رأس (نجوم الفن) الذين يهتمون بالقراءة، السيدة (أم كلثوم) التي تعتبر الشاعر الكبير (أحمد شوقي بك) أمير الشعراء من أحب الشعراء إلى قلبها، وتحفظ ديوانه ” أسواق الذهب، والشوقيات” عن ظهر قلب، هي تدين لشعر شوقي بالاتجاه الفني الجديد الذى اتجهت إليه فى السنوات الأخيرة ووفقت فيه والحمد الله.
ومن الأدباء الذين تفضل الاطلاع على انتاجهم الأدبي الأستاذان (عباس العقاد وتوفيق الحكيم بك)، أما عن الصحف والمجلات فهي تقرأ فى الصباح أنباء السياسة الخارجية والداخلية، وتقضي فترة بعد الغداء فى مطالعة المجلات المعروفة والمغمورة.
يوسف وهبي بك وبرنارد شو
ولعل (يوسف وهبي بك) كان يعد أبرز (نجوم الفن) الذين يحرصون على تثقيف أنفسهم، حيث يقول: فى مكتبتي عددا كبيرا من الكتب العامة لمؤلفين مصريين وأجانب، وأحب الكتاب الأجانب إلى هم (أوسكار وايلد، وبرنارد شو، والنرويجي هنريك إبسن، والفرنسي بول رينال).
وهؤلاء من أعظم من كتبوا المسرحيات فى العصر الحديث، أما من الكتاب المصريين فأنا أحرص على مطالعة كل كتاب جديد لمعالي الدكتور الدكتور (طه حسين باشا، والأستاذ عباس العقاد، والأستاذ توفيق الحكيم)، كما أنني قرأت جميع مؤلفات (المازني والرافعي)، ولقد خصصت ساعتين في الصباح لقراءة جميع الصحف والمجلات، وفي المساء أقضي دائما فترة ما قبل النوم في المطالعة.
ليلى مراد وحبها لأندريه أوبي
النجمة الرقيقة (ليلى مراد) كانت من (نجوم الفن) الذين لهم قراءات كثيرة، وفي هذا تقول: أسعد لحظات حياتي هى التى أقضيها فى مطالعة رواية فرنسية للأديب (أندريه أوبي) وهو ناقد وكاتب مسرحي، ومن كتاب القصة القصيرة، وأحب أيضا مطالعة جميع المجلات والصحف العربية، ولا تضحك عندما أقول لك إن أحب القراءات إلى هى الروايات الأدبية وكتب الشعر والمقالات الخفيفة التى لا تتعرض للمشاكل السياسية والحوادث المزعجة.
سليمان نجيب بك وأحدث المؤلفات العالمية
أما أكبر المثقفين من (نجوم الفن) فقد كان (سليمان نجيب بك) الذي كان مشهور بثقافته الرفيعة، وعن هذا يقول: بدأت حياتي الفنية بالاشتغال بالأدب والتأليف والاقتباس، ولهذا تجدني أقضي كل أوقات فراغي فى المطالعة التى هى تسليتي الوحيدة.
ولو زرت مكتبتي فى البيت لوجدت فيها جميع المؤلفات القديمة والحديثة لكثير من المؤلفين المصريين والأجانب، وعندما أسافر إلى أوربا، أزور المكتبات الكبيرة واشتري منها أحدث المؤلفات، أما الصحف فأنا أقرأها فى السيارة فقط.
محمد عبدالوهاب يقرأ الصحف
الموسيقار محمد عبدالوهاب كان من أبرز (نجوم الفن) الحريصين على تثقيف أنفسهم، لذا يؤكد أنه قبل زواجه كان لا يجد صديقا مخلصا غير الكتاب، ولهذا قرأ فى فترة العزوبة أكثر مؤلفات الأدباء المعروفين، أما اليوم فإن مشاغله كرب أسرة تمنعنه من قراءة شيئ غير الصحف، ولكن ليس معنى هذا أنه لا يقرأ الأدب، بل يقرأ مؤلفات الكثيرين من الأدباء كلما سنحت له فرصة، ويحرص على مطالعة جميع الصحف المصرية في الصباح.
أنور وجدي والمبادئ الإشتراكية
ومن مثقفي (نجوم الفن) الذين كانت لهم ميول اشتراكية، كان الفنان (أنور وجدي) الذي يقول: أحب الكتب التى أحرص على قراءتها هى التى تبحث فى المبادئ الاشتراكية، وقد طالعت عددا غير قليل منها، وكان لهذا اللون أثره فى اتجاهي الفني في أفلامي، وأنا أحسن قارئ للصحف اليومية والأسبوعية، فلا تفوتني جريدة أو مجلة إلا وأقرأها، وأحب الأوقات التى أفضل القراءة فيها هي فترة ما قبل النوم.
فريد الأطرش والأخطل الصغير
يؤكد الموسيقار (فريد الأطرش) الذي يعتبر من كبار (نجوم الفن) المهتمين بقراءة الأدب، أنه مدين بمعلوماته فى الأدب العربي إلى أديبين هما (جبران خليل جبران)، و(بشارة الخوري) الشهير بالأخطل الصغير، ويدين بميله للمطالعة والبحث إلى قصص المرحوم (مصطفى المنفلوطي)، وكلما تعطش للأدب الصحيح أسرع إلى كتب هؤلاء الأدباء والشعراء، ويعيد قراءاتها مرات ومرات، أما الصحف فهو يقتل أوقات فراغه بمطالعتها.