رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

هدى العجيمي تكتب : عبد الوارث عسر (3) .. كواليس فيلم (زينب)

بقلم الإعلامية الكبيرة : هدى العجيمي

بعد نجاح فيلم (الحل الأخير) الذي كتبت له السيناريو لأول مرة تشجعنا لعمل أفلام أخرى اقتبسناها من مسرحيات قدمناها من قبل بالاشتراك مع سليمان بك نجيب مثل فيلم ( الدكتور، وأصحاب السعادة) وكانت من إنتاج (ستوديو مصر)، وكنت أمثل في الأفلام أيضا إلى جانب كتابة السيناريو، كما أنني كتبت سيناريو فيلم من إنتاج محمد كريم، انتجه لحسابه وهو فيلم (جنون الحب) واشتركت في التمثيل فيه أيضا، ثم أخذنا قصة (زينب) التي كتبها الأديب والرجل السياسي الدكتور محمد حسين هيكل وحولناها الي فيلم سينمائي.

وحول هذا الفيلم قصة حدثت في الكواليس فقد قلت لهم أنا سوف أغير بعض الشخصيات التي جاءت في القصة الأصلية حسب ما أكتبه في السيناريو وممكن أضيف شخصيات جديدة، ذلك لأن السرد القصصي يختلف عن السرد السينمائي، فقالوا لابد من موافقة الدكتور محمد حسين هيكل، مؤلف قصة زينب، فقابلته وعرضت عليه وجهة نظري ورغبتي في تغيير بعض شخصيات القصة التي جاءت في نص الرواية التي كتبها، وأخبرته عن أسباب الرغبة في التغيير لأنها ضرورة من ضروريات السينما ولغة السينما التي تختلف عن الكلمة المكتوبة.

وقد تفهم الدكتور هيكل وجهة نظري وفرح بها وقال إن لم تفعل هذا فأنت لا تصلح للكتابة للسينما أي كتابة السيناريو لأن لغة السينما تختلف كثيرا عن اللغة الأدبية، فقمت بتغيير الشخصية الرئيسىه في القصة كان صاحب العزبة رجل كبير وقوي وشديد ووالد  لعدد من الأبناء فجعلته أنا شابا صغيرا وهو صاحب النفوذ والمال في القرية والسيطرة على الفلاحين، وأضفت شخصيةجديدة هى شخصية (عم سلامة)، وقد مثلت أنا هذه الشخصية وقد وافق الدكتور هيكل على هذا التغيير وشجعنا كثيرا وقام يحي شاهين ببطولة الفيلم في دور الشاب صاحب العزبة.

مشهد من فيلم (دموع الحب)

ثم قمنا بعمل فيلم (دموع الحب) وهو الفيلم الثاني لمحمد عبد الوهاب إنتاج محمد كريم أيضا ومثلت في هذا الفيلم دور الميت،  فقد كنت أنام بجانب إحدى الخزانات وكنت أتقلب علي السرير فخبطت رأسي في جسم الخزنة فحدثت الوفاة وكانت عيوني مفتوحة وأنا أبدو ميتا، وكان المصور رجل فرنسي أعجبه التمثيل فقال لي لتظل كما أنت هكذا وقام بتصويري في هذا المشهد هكذا، وكنت سعيدا لأنني أجدت تمثيل دور الر جل المتوفيىعلي هذا الشكل.

وكنت إلى ذلك الوقت موظفابالحكومة وبعدها كثرت العروض السينمائية من محمد كريم وعدد من الزملاء من (جمعية أنصار التمثيل) التي أعدنا إنشاءها بمساعدة سليمان بك نجيب، ثم طلب مني محمد كريم أن نواصل كتابة السيناريوهات لأفلام جديدة واختارني للتمثيل في تلك الأفلام وصورنا بعض الأفلام في باريس ومنها فيلم (أصحاب السعادة) الذي كتبت له السيناريو ومثلت فيه دور الحانوتي، ولكي أقوم بهذا الدور التمثيلى تذكرت حانوتي في منطقة سيدنا الحسين بالقاهرة، الحانوتي هذا كان يرتدى جبة وقفطان وهى ملابس جميلة ثمينة وكان ظريفا وابن نكتة، وقد اخترت هذه الشخصية نموذجا لي وهو جالس أمام الدكان ويسأل الناس عن المرضي من أهل الحارة فيقولون ل:  (لسه) لم يحدث لهم شيء)،  ويرد عليه المساعد له هو الممثل سعيد أبو بكر ويقول له صبرا صبرا، وكان هذا الحانوتي يستعمل في تنقلاته موتوسيكل ويأخذ سعيد أبو بكر وراءه وكان الجمهور يفاجأ بالموتوسيكل في تلك المشاهد.

مشهد من فيلم (اصحاب السعادة)

وكانت الكاميرا تلاحقه بالتصوير ولم أكن أعرف قيادة الموتوسيكل فلجأت إلى من يعلمني ذلك، وتعلمت وقمت بالدور في الفيلم، وكما قلت لكم من قبل أن معظم سيناريوهات الأفلام في المرحلة القديمة كانت مقتبسة من المسرحيات ومن اللغات الأجنبية تحولت إلى أفلام نجحت نجاحا كبيرا عند العرض علي الجمهور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.