بقلم الأديب الكبير : سامي فريد
ترددت الأخبار في الاستوديو أن الأستاذ (بشارة واكيم) اعتذر اليوم عن الحضور إلى الاستوديو بسبب مرضه، في أثناء تصوير بعض المشاهد التي يشارك فيها (بشارة واكيم) في فيلم لعبة الست أمام (تحية كاريوكا وعزيز عثمان وعبد الفتاح القصري وماري منيب).
وبسرعه رفعت (تحيه كاريوكا) سماعة التليفون، وكان اسمها حتى ذلك الوقت يتردد بين (بدويه كريم) لمن يعرفونها منذ بدايتها أو (تحية كاريوكا) لمن يعرفون نجمه السينما وراقصة مصر الأولى وان كانت في بدايه مشوارها السينمائي.
رفعت تحيه كاريوكا سماعة التليفون لتطلب الأستاذ بشارى لتطمئن عليه وتعرف هل ما سمعته عن مرضه كان صحيحا أم مجرد كلام؟
ورد الأستاذ بشارة وكان واضحا من صوته أنه مريض بالفعل، قال بشارة: أنا تعبان قوي يا ست تحيه يا بنتي والاستاذ (ولي الدين سامح) مخرج الفيلم مش مصدق وعمال يقول لي معلش تعال صور المشهد ده وارجع ثاني عشان التكاليف بس يا بشارة.
ويشكو بشارة واكيم لتحيه كاريوكا: يعني هى التكاليف ولا صحتي؟، والله يا بنتي أنا حقيقي تعبان ومش قادر والدكتور جاي لي البيت دلوقت أقول ايه للأستاذ المخرج وردت تحية: ولا يهمك يا عم بشارة انت بامر الله زي الفل ما تسألش فيه وخليك في صحتك، يعني انت قدامك قد ايه كده مثلا عشان تبقى تمام وترجع الفيلم ثاني؟
قال بشاره قولي أسبوع بالكثير، بس هو الأستاذ وليد الدين سامح هيقدر يستنى
وقالت تحيه هيستنى غصب عنه!
رده بشارة مندهشا غصب عنه ازاي؟
قالت تحية لما يطلبك وتعتذر ويطلبني وما يلاقينيش أنا كمان تفتكر هيعمل ايه
وتجيب هى عن السؤال:
حاجه من اثنين ياحيصور مناظر ثانية من الفيلم يا هايسبنا ورجله فوق رقبته
قال بشاره منزعجا يعني ايه؟
وردت تحية يعني هيضطر غصب عنه يستنانا يا إما يلغي الفيلم كله من أساسه ويشوف له فيلم ثاني.. ايه رأيك؟
ورد بشاره انتي جبارة يا تحية.. تقدري تعملي كده!
يعني هى التكاليف ولا صحتك؟.. والله يا بنتي أنا حقيقي تعبان ومش قادر والدكتور قال جايلي البيت دلوقتي أقول ايه؟
فقالت تحية أنا نازلة دلوقت افطع تذكرة طيارة لأي مطرح.. أي حتة وبعدين بعد أسبوع هارجع علشان أشوفك واطمئن عليك لقيتك كويس أخذتك ورحت معك الاستوديو يا إما أهلا وسهلا وعاتبنا شوية وخلصت، يا إما نمشي ونسيبه يخبط دماغه في الديكور.
وبالفعل حجزت تحية مكانا في الطائرة إلى أي مكان ووجدت تذكرة إلى اليونان التي غابت فيها أسبوعا اعتبرته إجازه للفسحة ثم عادت إلى الفيلم لتستأنف التصوير، وكان المشهد للبناني الأمثل ةبشاره واكيم في الكازينو مع (تحية وماري منيب وعبد الفتاح القصري وعزيز عثمان) وتحية تجيب على أسئله الصحفي (حسن البارودي) وهو يسألها أين ترعرات سيدتي؟
ويسمع الجمهور السينما تعليقات الريحاني (حسن دبور) الساخرة فيخرج (وجيه بك الشابوري) ومعه تحية وأسرتها هاربين من هذا الموقف الذي في نهايه الفيلم الذي يعتبر من أهم الأفلام السينما المصرية اسمه (لعبة الست) لتحية كاريوكا ونجيب الريحاني.
ولدى تحية كاريوكا في فيلم آخر موقف يدل على بعد نظرها ورؤيتها الفنية والسينمائية الناضجة، وكانت تحية قد اعتزلت الرقص وتفرغت للتمثيل، كان الفيلم هو فيلم (أم العروسة) من إخراج (عاطف سالم) الذي عرض عليها اسم (أبو العروسة) الممثل الذي سيشاركها البطولة، فعرض عليه اسم (يحيى شاهين) فرفضت وقالت إنه لا يصلح للدور لانه فنان فوق العادة والدور لممثل يدخل سن المعاش الوظيفي، وهو موظف مقهور لا يملك تكاليف جهاز ابنته العروس (سميرة أحمد) ويعرض عليها عاطف سالم اسمه ممثل كبير آخر وهو الفنان (محمود مرسي) فرفضته أيضا، وتقول إنه جاء زيادة عن الدور والدور ليه يحتمل جدي ممثلا يصلح أن يكون مقتربا من سن المعاش، وأنه ليس أمامه إلا استبدال جزء من مرتبه بسلفة يستطيع معها أن يشتري لوازم الفرح.
واختارت تحيه النجم (عماد حمدي) فكان أحسن اختيار لها، ونجح الفيلم وبعد عرضه دور الأب الموظف محور الأحداث أمام أسرة العريس وطلبات العروس وأمها (زينب)، لنتفاجئ في نهايه الفيلم أن هناك مازق آخر خاص بالنجم (حسن يوسف) حيث يتقدم وسط زحام المدعوين والفرح بطلب يد شقيقه العروسه للزواج ويتصنع (عماد حمدي) عدم الموافقة حتى يصرخ (حسن يوسف) في أذني قائلا انه سيساعده في تكاليف الفرح فيفتح أبو العروس عينه سعيدا وهو يقول: ألف مبروك يا ابني.
وقد نجح الفيلم ونجحت رؤيه تحية كاريوكا السينمائيه والفنيه السديدة نجاحا مذهلا وما زال إلى اليوم رغم مرور عشرات السنين عليه يحظى بإعجاب كل من يشاهده.