رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(ساويرس) يشعل نار الفتنة بين المصرين بتغريداته المريبة !

(ساويرس) يشعل نار الفتنة بين المصرين بتغريداته المريبة !
ابتسامة صفراء لنجيب ساويرس تشعل نيران الفتنة

بقلم : محمد حبوشة

استفزني أول أمس تعليق المهندس (نجيب ساويرس) في تعليقه غير الموضوعي حول حريق كنيسة (أبو سيفين)، حيث قام بكتابة تغريدة عكس الرياح بهدف إثارة المشاكل والأزمات والفتنة، قال فيها: (لم أرد أن أكتب تعزية قبل أن أعرف تفاصيل الحادث، لأننا في صعيد مصر لا نقبل العزاء قبل أن نعرف التفاصيل وأن نعرف الفاعل!.. الله هو المنتقم! وهو الذي سيأتى بحق الضحايا.. عزائى لمصر كلها بكل المسلمين والمسيحيين لأن كل من يعبدالله حزين)، وهذا ليس جديدا على (ساويرس) الذي يخرج علينا كل فترة محدثا فتنة مفتعلة، فقد تحدث منذ فترة عن أن القطاع الخاص لا يأخذ حقه في العمل بالمشاريع، فرد الرئيس السيسي بأن قيمة المشاريع التي حصلت الشركات التابعة له تقدر بـ 75 مليار جنيه.

(ساويرس) يشعل نار الفتنة بين المصرين بتغريداته المريبة !
وداع حزين لزهرات الشباب والأمهات والأباء من منكوبي الكنيسة

وظني أن (ساويرس) يهدف بهذه التغريدة عن حرق الكنيسة بأن هناك فاعلا وراء الحادث، دون أن يمتلك دليل أو تصريح صحفي أو بيان من الكنيسة أو من أي شاهد، حيث تحدث بصيغة: (لن نقبل العزاء)، وكأنه متحدث رسمي باسم الأقباط، وهذه اللغة غير مقبولة، ولقد اعتاد (ساويرس) أن يحرض على الدولة، ونشر معلومات كاذبة ليس لها صحة، ومن ثم أطالب النائب العام بالتحقيق مع (ساويرس) لإثارة للفتنة، وإشعال النيران في بلد تواجه تحديات من الداخل والخارج، خاصة أن تلك التصريحات تصب في صالح الإخوان الذي قاموا بتخفيف ضرائبه لـ 14 مليار جنيه عندما قام ببيع شركات الأسمنت بـ 75 مليار.

ومن هنا أوجه حديثي لساويرس متضامنا مع النائب مصطفي بكري في برنامج (ورقة وقلم)، تقديم نشأت الديهي: يا أخ ساويرس لا تزايد على الدولة المصرية!!، (ماذا فعلت للكنيسة؟)، هل ذهبت لتقديم واجب التعزية لأهالي الضحايا؟، هل ذهبت لزيارة المصابين في المستشفيات؟، ولفت نظري استهجان الإعلامي عمرو أديب، في تعليقه على المنشور الذي كتبه رجل الأعمال نجيب ساويرس بخصوص حريق كنيسة أبو سيفين في إمبابة، قائلا خلال برنامجه (الحكاية) عبر فضائية (mbc مصر) مساء أول أمس الأحد): (أنا مش فاهم المنشور وإيه يقصد المهندس نجيب، بعض الجمل مش قادر أترجمها)، متابعا: (واضح إن القصد مش سهل، طبعاا الانطباع إنه غاضب وهو أمر طبيعي، لكن هناك انطباعات أخرى، ربما يعرف حاجة إحنا منعرفهاش).

(ساويرس) يشعل نار الفتنة بين المصرين بتغريداته المريبة !
قلوبنا مع الأمهات والثكلي الذين فقدوا فلذات أكبادهم

وأضاف مقدم برنامج (الحكاية): لن نستبق الأحداث، وفي انتظار نتيجة التحقيقات في الحادث من خلال تقرير المعمل الجنائي وبيان النيابة العامة، متسائلا: (هل نجيب ساويرس لديه معلومات أخرى؟، هذا أمر تكشف عنه الأيام المقبلة)، ولأن (التويتة) غامضة ومريبة وليست في وقتها)، فقد اتهمه بعض رواد التواصل الاجتماعي  بـ (إثارة الفتنة) وتساءل كثيرون : (على ماذا يرمى السيد ساويرس؟)، داعين إلى تقديم بلاغ ضده بـ (إثارة الفتنة) بين المصريين لمجرد أوهام تعشش في رأسه فقط دون التأكد من دلال تشير إلى أنه عمل إرهابي على حد تلميحاته المريبة، وهو الأمر الذي دفع الفنان (أحمد فلوكس) إلى الهجوم على رجل الأعمال المصري (نجيب ساويرس)، ونشر (فلوكس) عبر حسابة الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات الشهير(إنستجرام)، فيديو يشن فيه هجوم على تعليق نجيب ساويرس على حادث حريق كنيسة أبو سيفين، وعلق عليه، قائلا: (لما يكتب ده علي تويتر الوسيلة الأساسية في الغرب يبقي معناه كبير ومقصود للفتنة وللضرر على البلد ….. و ده غير مقبول).

ولاشك أن هذا الحريق يمثل فاجعة كبيرة ومأساة إنسانية خلفها حادث حريق كنيسة أبو سيفين الذي وقع صباح الأحد غرب القاهرة وأودى بحياة 41 شخصا، وإصابة 45 آخرين، وهو ما دفع منصات التواصل الاجتماعي في مصر والعديد من الدول العربية استنكار الحادث المأساوي بعد أن اتشحت الصفحات بحالة من الحزن وتفاعل كثيرون مع الحادث وسط دعوات لأهالي الضحايا بالصبر والتحمل على فقد ذويهم وتعاطف واسع مع المصابين وأسرهم، حيث كان من بين الضحايا أسرة من 6 أشخاص بينهم 3 أطفال أشقاء هم (مريم وبارسينا وإبرام) ونالت صور متداولة لهم تعاطفا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

وكتبت أحد أقارب الأطفال تدعى (ليال)، في منشور عبر حسابها على (فيسبوك): (انتقلت إلى الأمجاد السماوية جدتي ماجدة نبيه حبيب وخالتي إيريني عاطف وأولادها بارسينا تامر ومريم تامر وإبرام تامر وأيضا خالتي ميرنا عاطف في حادث كنيسة أبو سيفين إمبابة مع المسيح ذاك أفضل جدا.. اذكرونا أمام عرش النعمة.. بقي عندي 6 قدسين في السما)، وأضافت ليال في منشورها: (بجد أنا مش مصدقة هتوحشوني انتو الـ 6 مع بعض).

(ساويرس) يشعل نار الفتنة بين المصرين بتغريداته المريبة !
أم تبكي على أطفالها الذين قضوا في الحادث الأليم

كما كان لقصة أخرى نصيب واسع من التعاطف حيث لقي 3 توائم هم (مهرائيل باسم أمير، ويوسف باسم أمير، وفلوبتير باسم أمير)، وجميعهم في عمر 5 سنوات مصرعهم داخل الحادث، ووسط حالة الحزن تلك قال المتحدث باسم الكنيسة في بيان له إن بابا الأسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، قدم التعزية في ضحايا الحريق الذي اندلع اليوم بكنيسة أبو سيفين، مشيرا إلى أن البابا تواضروس يتابع مع الأجهزة المعنية كافة الأمور المتعلقة بالحادث، إذن الأمر مازال قيد التحقيق حتى الآن ولم يتم تحديد الأسباب الحقيقية التي تتحدث أولها عن أن (ماس كهربائي) تسبب في تلك الكارثة المأساوية التي أحزنت المصريين على اختلاف عقائدهم وانتمائتهم الدينية.

على جانب آخر من الصورة، أصبح الشاب المسلم (محمد يحيى) بطلا لمأساة حريق كنيسة أبو سيفين في حي إمبابة بمحافظة الجيزة بعد إنقاذه عددا من رواد الكنيسة من الموت وإصابته بكسر في ساقه أثناء إنقاذ أحدهم، وتصدرت بطولات (يحيى) وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن تقدم من دون تردد واقتحم النيران بشجاعة، لينقذ الأطفال والشيوخ العالقين داخل المبنى المحترق، وعن سبب مخاطرته بحياته، قال الشاب المصري إنه لم يهتم سوى بإنقاذ أرواح الموجودين داخل الكنيسة، وأن ما فعله هو الواجب ولو كان باستطاعته فعل المزيد لفعل، مشيرا إلى أنه ليس المسلم الوحيد الذي شارك في إنقاذ الضحايا، وأن أغلب سكان المنطقة شاركوا في عمليات الإطفاء والإنقاذ.

واتفق الجميع على أن ما فعله (محمد يحيى) يعكس شجاعة المصريين وشهامتهم التي تظهر في المواقف الصعبة، وسط دعاء الجميع بالشفاء للشاب الشجاع، وأكد أغلبهم أن ما فعله يحيى نموذج للإنسان المصري الذي يضحى بنفسه من دون تردد لإنقاذ أشقائه وجيرانه، وأن ذلك رسالة لمحاولات تقسيم المجتمع والتفرقة بين مكوناته، وأشاد عدد كبير من المسيحيين بموقف يحيى، وقدموا له الشكر على موقفه البطولي، وتمنوا سرعة الشفاء لمن وصفوه بـ (وجه مصر الحقيقي).

(ساويرس) يشعل نار الفتنة بين المصرين بتغريداته المريبة !
محمد يحيى .. بطل مصري مسلم قادم من عمق المأساة

وهذا يؤكد أن مزاعم (ساويرس) ليست في محلها، ولن تنال من اللحمة الوطنية المصرية مهما كانت تغريداته وسمومة التي يبثها بين الحين والآخر في نفوسنا، فقد أكدت وزارة الصحة المصرية في إطار الشفافية أن عدد القتلى في الحريق الذي شب في كنيسة أبو سيفين بلغ 41 قتيلا، بينما نقلت مصادر صحفية وطبية أن الحريق أسفر عن 45 إصابة، وقالت الوزارة – في بيان الأحد – إن الوفيات جاءت بسبب الاختناق نتيجة لتصاعد الدخان الكثيف للحريق وتدافع الضحايا أثناء محاولتهم الهروب، وأوضحت الوزارة – في بيانها- أن فحص أجهزة الأدلة الجنائية أوضح أن الحريق نشب في جهاز تكييف بالدور الثاني بمبنى الكنيسة -الذي يضم عددا من قاعات الدروس – نتيجة خلل كهربائي، وأدى ذلك إلى انبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسي في الوفيات والإصابات.

ونقلت مصادر أمنية أن الحريق الذي اشتعل في كنيسة (أبو سيفين) كان نتيجة تماسّ كهربائي بمولد كهرباء الكنيسة، مما أدى إلى تدافع المصلين الذين بلغ عددهم أكثر من 5 آلاف شخص، وحجبت النيران باب الخروج من قاعة الصلاة مما أدى لتفحم بعض الجثث، كما ذكرت المصادر أن غالبية القتلى من الأطفال، وأن من بين الإصابات ضابطين و3 من أفراد قوات الحماية المدنية، ومن جهته، أعلن النائب العام المصري حمادة الصاوي تشكيل فريق تحقيق كبير في حريق الكنيسة الواقعة بمنطقة المنيرة في إمبابة، انتقل على الفور لمعاينتها وبدء إجراءات التحقيق، بحسب بيان للنيابة العامة.

(ساويرس) يشعل نار الفتنة بين المصرين بتغريداته المريبة !
بكاء وعويل على ما حدث يوم الأحد الغاضب

أيضا كتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على صفحته الرسمية في فيسبوك: أتابع عن كثب تطورات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة بمحافظة الجيزة، مضيفا: (وجهت كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري التعامل مع هذا الحادث وآثاره وتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية للمصابين)، كما اتصل الرئيس السيسي هاتفيا ببابا الأقباط تواضروس الثاني، بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، وأكد له : (قيام كافة مؤسسات الدولة بتقديم الدعم اللازم لاحتواء آثار هذا الحادث الأليم).

أما شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب فقد نعى ضحايا الحريق، وأكد في بيان  له: على استعداد الأزهر (لتقديم كل أوجه الدعم إلى جانب مؤسسات الدولة للمصابين، وجاهزية مستشفيات الأزهر لاستقبال المصابين مع تقديم الدعم النفسي لهم)، هذه هى مصر الوطنية يا ساوريس فلا تلعب بالنار وتزرع بذور الفتنة.

ملاحظة أخيرة لها صلة بالحادث، فمن خلال متابعتي لكثير من شهادات شهود العيان لحادث كنيسة (أبو سيفين) وبعض التغطيات الصحفية: كنت أتمنى أن أجد موضوعا صحفيا أو تحقيقا تليفزيونيا يتكلم عن فصل التيار الكهربي المتكرر عن المناطق العشوائية في وقت لا توجد فيه تخفيف أحمال أساسا، في حين أنا نتشدق بفائض كهرباء الذي نصدره، فضلا عن عشوائية استخدام وبيع مولدات الكهرباء دون رقابة حقيقة، وهناك موضوع آخر غاب عن إعلامنا (المطبوع والمرئي) وهو أن يتناول الكلام الخطير الذي قاله شهود العيان من إن سلم أحد عربات الإطفاء التي وصلت مكان الحادث كانت معطلة، لذا لم يتمكنوا من أن ينقذوا الأطفال الذين كانوا كانوا في حضانة الدور الثاني، ولقد شاهدنا الفيديوهات التي كان فيها أحد الشباب يقوم بـ (حدف) الأطفال للناس على سطح الكنيسة.

إذن هي صحافة غائبة، وفضائيات غافلة، ودور رقابي مفقود من جانب موظفين ومسؤولين متقاعسين سيجعلون الفساد  يعود من جديد ليلتف مرة أخرى حول رقابنا جميعا، فهل من إفاقة لإعلامنا الميمون كي يقطع الطريق على كل المتصيدين من أمثال نجيب ساويرس؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.