رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في ذكراه : تعرف على أغنية فريد الأطرش التى منعت في لبنان بسبب الرئيس شارل حلو !

فريد الأطرش في لحظة تأمل

كتب : أحمد السماحي

يوم الأحد القادم نحيي الذكرى الـ (47) لرحيل الموسيقار المبدع (فريد الأطرش) الذي رحل عن حياتنا يوم 26 ديسمبر عام 1974، وطويت بموته صفحة غالية من صفحات الموسيقى الشرقية، وسكت النغم الحزين عن مزيد من الخلق والابداع، وجف نهر الدموع عن الانسكاب من قلب عانى من المرض والحب والحياة معاناة تنوء بحملها الجبال.

العود .. عشقه الأول والأخير
مبدع النغم الشرقي

تفرد (فريد الأطرش) بألحانه الشرقية، وظل على الوفاء لها لا تغريه موجة وافدة، ولا نغمة مستوردة، هذا الأسبوع نتوقف في باب (حواديت الأغاني) عند أغنية له، تم منعها من الإذاعة اللبنانية وبالتالي من كل الإذاعات العربية ليس بسبب جرأة كلماتها، ولا لأنها تخدش الحياء، ولا لهبوط مستواها لاسمح الله، ولكن بسبب الرئيس اللبناني (شارل حلو) الذي تولى رئاسة لبنان عام 1964 وحتى عام 1970!.

والحكاية ببساطة تعود إلى عام 1961 عندما لحن وغنى (فريد الأطرش) أغنيته الشعبية الجميلة (ماله الحلو ماله) كلمات الشاعر الغنائي اللبناني (ميشال طعمه) غنى المطرب الأغنية وحققت نجاحا كبيرا بصوته، وعندما ظهرت المطربة (فدوى عبيد) واقتنع بصوتها (الأطرش)، وأحبت أن تعيد تقديم الأغنية بصوتها تنازل لها عنها بكل سعادة وحب، فأبدعت في غنائها فى حفل من حفلات (أضواء المدينة)، وظلت الأغنية تتردد في كل محطات الإذاعات العربية بلا انقطاع على مدى سنين.

فدوى عبيد

وفي عام 1964 انتخب الرئيس اللبناني (شارل حلو) رئيسا للبنان، وبمجرد إذاعة الأغنية بدأت تحقق ذيوع وانتشار أكبر مما كانت تحققه من قبل في لبنان، وبدأ الشارع اللبناني يغني الأغنية ويرددها بقوة، ويطلب الإستماع إليها باستمرار، وهنا انتبه المسئولين في الإذاعة اللبنانية إلى أن مطلع الأغنية يقول:

 ماله الحلو ماله مش زي عوايده ليه

دا حبيبي مهما قالوا مش ممكن اهون عليه

ماله الحلو ماله، ماله يابا ماله

وقالوا أن فيها تعريض برئيس الجمهورية، وعلى الفور تم منع الأغنية، وظلت ممنوعة طوال فترة حكم الرئيس (شارل حلو) التى استمرت حوالي ست سنوات، ويبدو أن هذا المنع تم تعميمه على كل الإذاعات العربية، فتوقفت عن إذاعة الأغنية، وللأسف الشديد تم نسيانها، لهذا لا تذاع كثيرا حتى الآن، بل إن أكثر من جيل لا يعرفها، رغم جمال لحنها، وروعة أدائها بصوت (فريد الأطرش) أو (فدوى عبيد).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.