رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(حكايات من زمن فات) .. زينات صدقي

بقلم : سامي فريد
الاسكندرانية زينات صدقي لها مع الفنان عبدالعزيز محمود حكاية لكن لها العجب سببها أنها كانت في فيلمين في وقت واحد وفي ذلك التوقيت.
كان الفيلم الأول الذي بدأت الفنانة بنت الأنفوشي من إنتاج أفلام محمد فوزي بدأته مع محمد فوزي ونعيمة عاكف ووداد حمدي وفؤاد شفيق وسليمان نجيب ولولا صدقي وآخرين أواخر عام 1951 في استوديو الاهرام من اخراج حسين فوزي وكان اسم الفيلم “يا حلاوة الحب”.
كان الفيلم في نهاية لقطاته ولم يبق فيه لزينات صدقي سوي مشهدين وينتهي دورها في الفيلم ورجاها المخرج أن تنتظر معهم ساعة أخرى حتى لا يضطر إلى ايجار الاستوديو بالعمال والفنيين والديكورات يوما آخر. ولو انتظرت لإنهاء المشهدين وكان آخرهما مع سليمان نجيب وفوزي ونعيمة عاكف وفيه يتزوج محمد فوزي مع نعيمة عاكف ويتزوج سليمان نجيب زينات صدقي.. ثم (فركش” يعني نهاية الفيلم ومبروك وتذهب لاستلام باقي أجرها عن الفيلم الذي نزل إلى دور السينما عام 1952.
ووجدت زينات صدقي أن الكلام يبدو منطقيا جدا ويزيد منطقية أنها ستستلم باقي أجرها.. لكن الساعة التي وعدها بها حسين فوزي تأخرت لأسباب فنية إلى ثلاث ساعات، لكن ما حيلتها رغم أن موعدها في الفيلم الثاني مع عبدالعزيز محمود وهدى سلطان ومحمود المليجي وحسن فايق والسيد بدير.. وأين؟ في ستوديو جلال بكوبري القبة والمسافة بين ستوديو الأهرام وستوديو جلال وهي المسافة بين آخر شارع الهرم وكوبري القبة.
المهم.. قالت زينات صدقي لنفسها “معلش”.. اعتذر لعبد العزيز محمود وسيعذرني لأن المسافة طويلة وبعيدة والطريق مزدحم وهى تعلم أنه لا يستطيع الاستغناء عنها لأنها تمثل تقريبا نصف الفيلم كزميلة وصديقة لهدى سلطان فكان أن خرجت لتبحث عن سيارة تاكسي تحملها إلى ستوديو جلال.
وكان اسم فيلم عبدالعزيز محمود وهو من انتاجه “تاكسي الغرام” وقبل أن تدخل زينات صدقي أو “كواكب” وهو اسمها في الفيلم إلى الاستوديو كان عبدالعزيز محمود في انتظارها على باب الاستوديو ينفخ من الغيط وقد تأخرت عن موعدها 4 ساعات كاملة وفي انتظارها هدي سلطان وعبدالعزيز محمود ومحمود المليجي والسيد بدير وحسن فايق وعدد من الكومبارس..
وفوجئت زينات صدقي الاسكندرانية بالفنان عبدالعزيز على الباب امام الفنيين وجميع العاملين في الفيلم
“يردح” لها بأعلى صوته:
اهلا يا هانم.. تو ما حضرتك شرفتي؟
طبعا ما احنا خدامين السيادة!!
حاولت زينات صدقي أن تفتح فمها لتقول كلمة اعتذار وتحكي له ما حدث من المخرج حسين فوزي وأنه شرحلها أنها نهاية الفيلم لكن عبدالعزيز محمود الذي كان في قمة انفعاله وعصبيته لم يمهلها ثانية واحد لتتكلم..
قال لها:
مالي أنا ومال فوزي ده ولا فوزي ده.. انتي يا هانم مش لكي ميعاد هنا.. مش في مغفل اسمه عبدالعزيز محمود حيدفع ويكع من جيبه إيجار استوديو.. والأساتذة دول المليجي وحسن فايق والسيد بدير والست هدى سلطان كلهم في انتظار صاحبة العصمة زينات باشا صدقي
قالت زينات صدقي وصبرها ينفذ:
طب خد نفسك يا أستاذ وانا حاشرح لك..
ورد عبدالعزيز محمود ومازال منفعلا:
ما تشرحليش عارفة أنا ورب العزة وعشان كنتنت ضربتك دلوقتي!!
لم تستطع زينات صدقي ان تحتمل من هذه الإهانات أكثر من هذا.. وأمام كل العاملين في الاستوديو فقالت ترد عليه:
خلصت كلامك يا سي زيزو.. بقى انت ما بتضربش ستات.. أنا بقى اللي باضرب رجالة..
ثم هجمت مندفعة اليه فاسقطته على ظهره ثم قفزت فوقه تشبعه ضربا وشدا في شعره وعضا وهي تقول:
انا اللي حتضربتي .. أنا؟ وأنا من الأنفوشي اسكندرانية يا سي عبده.. أنا استحملتك كتير واستحملت قلة أدبك.. استحمل انت بقى! وصاح عبدالعزيز محمود ومازالت زينات تضربه:
شيلوا الولية المجنونة دي من فوقي..
وراح يصرخ: يا مجنونة.. يا مجنونة!!
وأسرع العمال والفنيين يسحبوها بعيدا وهي تقول منفعلة:
شايفين.. سامعين كان يبقول لي إيه؟ قال كان عاوز يضربني قال.. ودي تبقى رجولة منك يا فنان؟!
وقام عبدالعزيز محمود يقول كالمعتذر:
يعني انا انغشيت بكلمتين من ضيقتي .. مش تعذريني برضه بدل ما تعملي كده؟!
وقالت هى وقد بدأ الهدوء يعود اليها:
وأنت ما سمعتنيش وأنا جاية أشرح لك وافهمك تقول تقابلني بالشكل ده..
ورد عبدالعزيز محمود منهيا سوء التفاهم وما حصل فقالت زينات صدقي لترضيه:
حقك عليا.. والنبي انا باقدرك بس انت زودتها؟ وأنا جايه تعبانة.. وبعدين انت فيلمك حلو وكله شغل وغنا وتمثيل ومديني فوق ده نص الفيلم تقريبا.. إنما فيلم محمد فوزي دا فيلم حلواني خفيف أنا كل اللي عملته فيه مايزديش على 10 مناظر.. خلاص.. يا أستاذ؟!
خلاص يا ستي.. نشتغل بقى!
المهم.. انتهي العمل في الفيلم في أوائل عام 1954 لينزل إلى دور السينما بعد أن عادت المياه الي مجاريها بين زينات صدقي وعبدالعزيز محمود

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.