رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

راضية .. انتصار جديد لسينما الواقع

عمرو علي

بقلم : عمر علي

أنشأ المركز القومي للسينما وحدة دعم لسينما الشباب منذ فترة وجيزة تقترب من عام ونصف تقريباً وتقدم هذه الوحدة دعماً لوجستياً للمخرجين الشباب وخريجي أكاديمية لمن يريدون صنع أفلامهم المستقلة والقصيرة والتسجيلية ، ونتاج هذه الوحدة كان خمسة أفلام قصيرة حتى الآن ، عرض منهم مطلع هذا الإسبوع فيلمان في سينما الهناجر بالأوبر هما (سلا) للمخرج أمجد السوسي و (راضية) للمخرجة شيماء طافش وهو الفيلم الذي حظى بأغلب التعلقيات الإيجابية والحفاوة من الجمهور الذي حضر العرض والندوة التي أعقبته.

تدور أحداث الفيلم حول الطفلة (راضية) التي تضطرها ظروف الفقر للعمل في كوافير حريمي بجانب دراستها وتعاني من قهر وتسلط صاحبة المحل وفي نفس الوقت تحاول توفير بعض المال من أجل شراء دمية جميلة لشقيقتها الصغرى ، وعندما تفشل في شراء الدمية تقرر صنعها بإمكاناتها البسيطة.

مخرجة الفيلم شيماء طافش
(نور رجب) التي جسدت دور راضية

نجحت المخرجة شيماء طافش ومؤلفة الفيلم ديانا الفيشاوي في التعبير عن معاناة هؤلاء الأطفال الذين تضطرهم ظروفهم للعمل في مهن قاسية وهم مازالوا ابرياء ، فعن طريق حوار واقعي وحقيقي تمكنت من المؤلفة من رسم شخصياتها وتقديمهم في مدة الفيلم التي لم تتجاوز الإثنتي عشرة دقيقة ونجحت في تقديم القصة في هذا الزمن المكثف والتعبير عن كل جوانبها.

كما نجحت المخرجة في اختيار ممثليها بشكل تحديداً بطلة الفيلم الطفلة (نور رجب) التي جسدت دور راضية والطفلة التي جسدت دور شقيقتها إيلي أشرف وقدمتهم جميعاً في أفضل أحوالهم بشكل ملفت رغم أن معظمهم كان يقدم تجربته التمثيلية الأولى ، حتى أنني ظننت أثناء مشاهدتي للفيلم أنها اختارت شخصيات تعمل وتعيش في هذه الأماكن من فرط صدق أداءهم . كما نجحت المخرجة في تقديم لغة بصرية مناسبة للدراما المكتوبة في السيناريو وذلك عن طريق اختيارها للكادرات الواسعة في المشاهد الخارجي لتبين مدى كبر العالم الذي تنتمي إليه الشخصية والزوايا والكادرات الضيقة في المشاهد الداخلي لتبين مدى ضيق العالم الذي تعمل فيه البطلة.

نجحت المخرجة في تقديم لغة بصرية مناسبة للدراما المكتوبة

وتجدر الإشارة إلى هذا الفيلم لكونه نتاج وحدة الدعم التي لم تقدم سوى معدات بسيطة للتصوير دون تحمل بقية تكاليف مراحل ما بعد التصوير من مونتاج ومكساج وتصحيح ألوان ،  واضطرت المخرجة لتحمل باقي التكلفة على عاتقها كما ذكرت في الندوة، لذا أتمنى أن يمنح المركز القومي للسينما دعماً لوجستياً كاملاً في الأفلام القادمة لوحدة الدعم وألا يكون تقديم الدعم مثل عدمه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.