رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

رحيل (حمدي الكنيسي) الذي أزعج إسرئيل، ورفض تكريمه، وطلب السادات رؤيته !

رحيل (حمدي الكنيسي) الذي أزعج إسرئيل، ورفض تكريمه، وطلب السادات رؤيته !
يعتد برأيه في كل مناسبة يحضرها

* ولد في طنطا ونشأ فى عائلة تعشق القراءة والأدب

* في سن الخامسة عشر نشر مقالا فى الجمهورية، فكان سببا فى عشقه للثقافة أكثر

* صلاح جاهين طلب منه وهو فى السابعة عشر أن يعمل في (صباح الخير)

* بدأ مشواره الإعلامي كقارئ نشرة الأخبار

* وضعت إسرائيل اسمه ضمن قائمة اغتيالات لمجموعة من الكوادر المصرية المعادية لها، فشعر بالفخر.

رحيل (حمدي الكنيسي) الذي أزعج إسرئيل، ورفض تكريمه، وطلب السادات رؤيته !
كان واضحا وصريحا مما تسبب له في كثير من المشكلات

كتب : أحمد السماحي

منذ قليل تم تشيع جنازة الإعلامي الكبير(حمدي الكنيسي) أشهر مراسل حربي عرفته الإذاعة المصرية، وقد شيعت جنازته بعد صلاة الظهر من مسجد الحصري بـ (6 أكتوبر)، بعد حياة حافلة وثرية في عالم الإذاعة والتليفزيون والكتابة.

ربطت بيني وبين الإعلامي الراحل علاقة إعجاب وحب منذ كنت طالبا في المرحلة الثانوية، حيث كان أول من قدم فترات مفتوحة على الهواء مباشرة، وفتح اتصالات الجمهور مع الإذاعة، ومقدمي هذه الفترات فى بداية التسعينات، ونظرا لحبي للثقافة والفن، فكنت دائم الاتصال بهذه الفترات الثقافية والفنية حتى أصبحت واحدا من أشهر مستمعي الإذاعة المصرية، وحصلت على لقب (كبير مستمع صوت العرب) وحصلت على جائزة من السيدة الإذاعية (أمينة صبري)، وربطت بيني وبين كثير من مقدمي الإذاعة صداقات وطيدة قائمة حتى اليوم.

لهذا تابعت الأستاذ (حمدي الكنيسي) جيدا سواء من خلال توليه لإذاعة (الشباب والرياضة) أو (صوت العرب) وأذكر أنه فى برنامج (تليفون وميكرفون و200 مليون) إخراج المبدع الموهوب (أحمد فتح الله)، والذي كان يذاع كل اثنين على هواء إذاعة (صوت العرب) فى نهاية التسعينات استضاف واحد من أحب المطربيين إلى قلبي، وهو المطرب اللبناني الراحل (نُهاد طربيه) ويومها اتصلت بالبرنامج وسألت (نُهاد طربيه) أكثر من سؤال وحتى أدلل له على حبي، اسمعته من خلال الكاسيت الخاص بي (بعض أغنياته) غير المتوفرة فى إذاعة (صوت العرب) وقتها، وسعد (نهاد) جدا، كما سعد أستاذنا (الكنيسي) بالمداخلة التى استمرت أكثر من ربع ساعة على الهواء.

رحيل (حمدي الكنيسي) الذي أزعج إسرئيل، ورفض تكريمه، وطلب السادات رؤيته !
كان هادئ الطبع لكن لايخلو ذلك من مشاكسة

أسرة ثقافية

بعد تخرجي من الجامعة وعملي في الصحافة كان (حمدي الكنيسي) من أوائل النجوم الذين حاورتهم، وذكرته بمداخلاتي التليفونية معه فى أكثر من برنامج، وتذكرني على الفور، وفى عام 2003 كان قد خرج على المعاش فأجريت معه حوارا لملحق (الأهرام العربي t.v) الذي كان يصدر مع مجلة (الأهرام العربي) ومن خلاله تطرقت لحياته الشخصية فقال: ولدت في قرية (شبرا النملة) مركز طنطا محافظة الغربية، ونشأت فى أسرة تمثل الثقافة جزءا من تكوينها، ولدينا مكتبة رائعة مليئة بأهم كتب الثقافة، حيث كان والدي عاشقا للقراءة، وحريص على متابعة المجلات التى كانت تصدر فى هذا الوقت مثل (الرواية، والرسالة، والبلاغ) وغيرها، وأحببت القراءة منذ صغري، أتذكر أنني كنت أصحو فى السادسة صباحا لأكون أول من يقرأ الجرائد التى يحضرها الموزع فى الريف.

مستر دالاس

يستكمل (الكنيسي) المشوار فيقول : ظللت على حبي للقراءة حتى بلغت من العمر 15 عاما، وفى هذا السن أرسلت إلى جريدة (الجمهورية) مقالا صغيرا كقارئ، كان يعبر عن رأيي في تأميم قناة السويس، وكان بعنوان (لا يا مستر دالاس) وفوجئت بنشره، وطرت من السعادة، وبسبب نشر هذا المقال أحببت أكثر مجال الإعلام وبدأت أقرأ أكثر فى الأدب والثقافة حتى أنمي موهبتي فى الكتابة.

رحيل (حمدي الكنيسي) الذي أزعج إسرئيل، ورفض تكريمه، وطلب السادات رؤيته !
أول نقيب للإعلامين متحدثا في التلفزيون

صلاح جاهين

يضيف الكنيسي : في سن السابعة عشر أرسلت قصة قصيرة لمجلة (صباح الخير) وفوجئت أيضا بنشرها، وبعد نشرها وجدت رسالة من الكاتب والشاعر العبقري (صلاح جاهين) يطلب مني مقابلته، وبالفعل ذهبت إليه فى مجلة (صباح الخير) وطلب مني أن أنضم للمجلة كصحفي إذا أحببت، لكن رفض أسرتي وابتعادي عن القاهرة حال أن أشتغل كصحفي، لكن ظلت علاقتي بالكتابة مستمرة حيت نشرت أكثر من قصة قصيرة.

معوض والحديدي وصبري

يسترسل الكنيسي فيقول: رغم أنني بدأت مشواري مع الكلمة المكتوبة، لكن كانت الإذاعة حلم حياتي، ففى هذا الوقت كانت للإذاعة بريق يفوق بريق الفضائيات الآن، وكان مقدمي البرامج كلهم نجوم ملء السمع والبصر، وفى ذلك الوقت كنت مفتونا بكلا من الأساتذة (حسني الحديدي، أحمد سعيد، جلال معوض) وكنت أعتبرهم مثل أعلى لي، وشاركت وأنا طالب فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، فى بعض البرامج بإذاعة البرنامج الأوروبي، وكان واحدا منهم يقدمه المذيع (سمير صبري) الذي أصبح فنانا فيما بعد!.

وأثناء دراستي فى كلية (الأداب) لم يكن لدي حلم غير حلم الإذاعة، وبعد تخرجي عام 1961 عملت أنا وزملائي جميعا مدرسين فى التربية والتعليم كمحطة أولى، فعملت في مدرسة (بسيون) فى محافظة ( الغربية) وخلال عملنا بالتدريس كنا نحرص على متابعة أخبار المسابقات التى تجرى فى المجالات الأخرى سواء البنوك أو الخارجية أو الإذاعة والتليفزيون، وكان زملائي يسعون للتقديم في كل هذه المسابقات لكني كنت مصرا على أن أتقدم لمسابقة واحدة فقط، وهى مسابقة الإذاعة، ولذلك انتظرت لمدة عام ونصف العام حتى أعلن عن مسابقة الإذاعة.

رحيل (حمدي الكنيسي) الذي أزعج إسرئيل، ورفض تكريمه، وطلب السادات رؤيته !
ابتسامة لافته للنظر في إحدى جلساته

السخونة كادت تطيرحلمه

عن ظروف عمله كمذيع فى الإذاعة قال : بعد عملي فى التدريس تم تأجيل تجنيدي ثلاث سنوات، وفى هذه الفترة قرأت إعلان عن اختبار مذيعين جدد فسارعت بالتقدم، وعندما وصلني خطاب بموعد الامتحان أصيبت بالأنفلونزا وارتفعت درجة حرارتي إلى الأربعين، وطلبت من صديقي الطبيب الذي كان يعالجني أن يعطيني أي علاج قوي حتى أتمكن من السفر من طنطا إلى القاهرة فمنعني من السفر، فسافرت دون علمه، ووصلت إلى القاهرة.

وكان الإمتحان يُجرى فى سرادق كبير بالعباسية، إلا أن المراقب رفض دخولي لأنني وصلت بعد موعد بدء الإمتحان بثلث ساعة، وحاولت إقناعه لكنه أصر على عدم دخولي، وأثناء ذلك خرج لنا رئيس اللجنة فشرحت له ظروفي ووافق على دخولي الامتحان، ولم يكتف بهذا فأحضر لي كوبا كبيرا من الليمون الدافئ، وبعد اختبارات قاسية جدا استمرت أسابيع، وكانت لجنة التحكيم مكونة من مجموعة من عمالقة الإعلام أذكر منهم (عبدالحميد الحديدي، مهدي علام، طه نصر) نجحت فى الاختبار.

رحيل (حمدي الكنيسي) الذي أزعج إسرئيل، ورفض تكريمه، وطلب السادات رؤيته !
حمدي الكنيسي تحت قبة البرلمان وخلفه الدكتور أحمد فتحي سرور

حينما يتوقف اللعب

بعد نجاحه فى اختبارات الإذاعة بدأ التدريب مع كبار المذيعين، واشتغل فى البداية كقارئ نشرة أخبار، وعام 1966 ذهب للتجنيد لأداء الخدمة العسكرية، وقضى سنة وخرج من الجيش في شهر مايو عام 1967 أي قبل النكسة بشهر واحد فقط، وأثرت النكسة عليه وعلى مصر كلها تأثيرا مريرا، وفى هذه الفترة كتب مجموعة قصص مستوحاة من واقع النكسة منها (حينما يتوقف اللعب).

رحيل (حمدي الكنيسي) الذي أزعج إسرئيل، ورفض تكريمه، وطلب السادات رؤيته !
حمدي الكتيسي مع السيدة ليلى زوجته

مراسل حربي

عندما بدأت حرب الاستنزاف كان (الكنيسي) أول مذيع يسافر إلى الجبهة للتسجيل مع الجنود، حيث كان يسافر مع محرري الصحف الكبرى مثل زميله (عبده مباشر) من جريدة (الأهرام)، و(فتحي رزق) من جريدة الأخبار، وما شاهده في حرب الاستنزاف من صعوبات ومآسي جعله يستعجل الانتصار، وفى هذه الفترة قدم واحدا من أهم برامجه وهو (يوميات مراسل حربي).

صوت المعركة

بعده ومع انتصارنا في حرب أكتوبر قدم برنامج (صوت المعركة) واستمر البرنامجان فترة طويلة، وقدمهما لسنوات طويلة، وقد تلقى الرئيس (محمد أنور السادات) تقريرا من المخابرات الحربية بأن إسرائيل شكلت لجنة لدراسة أسباب انتشار برامج (حمدي الكنيسي) المعادية لإسرائيل، ويومها (اتبسط) الرئيس السادات بما يقدمه (الكنيسي) وطلب من (جمال العطيفي) وزير الإعلام تكريم (حمدي الكنيسي) وترقيته ترقيه استثنائية، ويومها رفض (الكنيسي) التكريم وقال: إذا أراد تكريمي فليكرم مبنى الإذاعة وهو المؤسس الأول لنقابة للإعلاميين، وقد رأى البعض أن موقفه شديد المثالية أو الرومانسية لكنه كان مقتنعا بما فعله، هذا الموقف جعل الرئيس (السادات) يطلب الجلوس معه، وبالفعل ذهب إليه فى الإسكندرية حيث كان الرئيس يصطاف هناك.

ولم يقتصر موقف إسرائيل على دراسة أسباب انتشار برامج (حمدي الكنيسي) المعادية لها، بل وضعت اسمه ضمن قائمة اغتيالات لمجموعة من الكوادر المصرية المعادية لها، ولقد نشرت مجلة (روزاليوسف) هذه القائمة!، ويومها لم يخف رغم خطورة الموقف، ولكنه شعر بالفخر عندما علم بهذا.

رحم الله الإعلامي الكبير (حمدي الكنيسي) الذي رحل فقط بجسده، لكنه لن يغيب عن الحياة الإعلامية لأن العمالقة يغيبون لكنهم لا يموتون!.

رحيل (حمدي الكنيسي) الذي أزعج إسرئيل، ورفض تكريمه، وطلب السادات رؤيته !
بين تكريماته ونياشينه التي حصل عليها

………………………..

حمدي الكنيسي فى سطور

** التعيين في الإذاعة المصرية 31 أكتوبر1963، ثم تولى منصب رئيس قطاع الإذاعة في الفترة من 1 أكتوبر 1997 وحتى 18 مارس 2001 حتى بلوغه سن التقاعد.

** بدأحياته العملية مدرسا للغة الإنجليزية بالتعليم الثانوي.

** عين مذيعا (قارئ نشرة) بالبرنامج العام في عام 1963.

** شارك في إنشاء مراقبة البرامج الثقافية والخاصة عام 1966.

** انتقل لإذاعة صوت العرب (مراقبا للبرامج الثقافية)عام 1971.

** مديرا عاما لإذاعة الشباب والرياضة عام 1988.

** رئيسا لشبكة (صوت العرب) بدرجة وكيل وزارة عام 1992.

** رئيسا  لمجلس إدارة مجلة الإذاعة والتلفزيون من فبراير 1988 وحتى عام 2001 بجانب منصبه.

** خبيرا دوليا في الإعلام لدى اليونسكو من عام 1975 وحتى عام 1977.

** مستشارا إعلاميا لمصر في لندن ونيودلهي من عام 1980 وحتى عام 1984.

** رئيس تحرير أول مسموعة أصدرتها شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات في ديسمبر 1995.

** أمينا عاما لمهرجان الإذاعة والتلفزيون في جميع دوراته.

** أمينا عاما لمهرجان الأغنية العربية السادس.

** عضوا في اللجنة العليا للمهرجان الدولى للأغنية ورئيسا للجنة الإعلامية للمهرجان.

** أهم البرامج الإذاعية التي قدمها (قصاقيص، المجلة الثقافية، صوت المعركة، يوميات مراسل حربى)

** عضو مجلس إدارة كتاب مصر ورئيس اللجنة الثقافية.

** كاتب قصص وعسكرى وسياسى وله العديد من المؤلفات منها (الحرب طريق السلام، عاشر العشرة، يوميات مذيع في جبهة القتال)،وغيرها.

** أمين إعلام القاهرة للحزب الوطنى الديمقراطى منذ عام 1994.

** عضو مجلس الشعب للحزب الوطنى اليمقراطى عام 2000.

** عضو المجالس القومية المتخصصة.

** عضو مجلس إدارة النادى الأهلى ورئيس اللجنة الإعلامية والثقافية لعدة دورات.

** سكرتير عام أندية الإعلاميين.

** حصل على درع التفوق من السيد وزير الإعلام تقديرا لتطوعه كمراسل حربيا للإذاعة أثناء حرب أكتوبر.

** وسام الجمهورية من الرئيس السابق محمد حسنى مبارك تقديرا لأدائه كمستشار اعلامى لمصر في لندن ونيودلهى عام 1982.

** جائزة التفوق في الأداء من السيد رئيس الوزراء عام 1985 .

** نال كتابه (الحرب طريق السلام) جائزة أفضل كتاب لعام 1997 في الدراسات الإستراتيجية العديد من جوائز التميز الاعلامى على مدى سنوات متتالية من السيد وزير الإعلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.