رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عثمان محمد علي رائد المسارح المدرسية، ومؤلف (فن صناعة الكلام)

النجم المخضرم عثمان محمد علي

* عمله مستشارًا فى كلية الإعلام لتصحيح اللغة والنطق أمام الكاميرا، جعله يألف كتابًا بعنوان (فن صناعة الكلام).

* المؤلف قام بإهداء كتابه لأساتذته الذين علموه فنون الإلقاء والتمثيل والإذاعة مثل (زكي طليمات، وجورج أبيض، وأحمد بدوي، وفتوح نشاطي).

* يوضح الكتاب الشروط الواجب توافرها في الخطيب منها أن يكون رابط الجأش.

* يختتم المؤلف كتابه بعدد من الصفحات خصصها للمسرح الشعري في مصر.

يجيد فن صناعة الكلام في المناسبات المختلفة
على منصات التكريم مع عمرو موسى

كتب : أحمد السماحي

صوته المميز وعشقه وإجادته للغة العربية، ووسامته، وطيبة قلبه لم يشفعوا له القيام بأدوار البطولة الأولى ولا حتى الثانية، يجوز لأنه لم يركز فى فن التمثيل فى شبابه، ويجوز أيضا لأنه كان يريد تأمين مستقبل أسرته الصغيرة!، لا نعرف ما الذى حال دون قيام (عثمان محمد علي) بالأدوار المناسبة له ولإمكاناته الفنية؟ واقتصاره على الأدوار البسيطة التى لا تتناسب مع ثقافته وخبرته وحبه لفن التمثيل، لكن ما نعلمه أنه قضى فترة طويلة من حياته وبالتحديد من عام 1959 وحتى عام 1989 مسئولا عن المسارح المدرسية فى محافظة الإسكندرية، وكان مسئولا عن أعياد الطفولة هناك واكتشاف المواهب، ولم يقتصر نشاطه على المؤسسة التعليمية فقط، ولكنه اكتشف المواهب فى ملجأ الحرية للأيتام، وكون أول فرقة موسيقية نحاسية، واستطاع هؤلاء الأطفال المشاركة عام 1971 فى أعياد الطفولة مع طلاب المدارس فى الإسكندرية.

وبعد أن شعر أنه أدى رسالته التعليمية بشكل يرضيه، بدأ يلتفت إلى موهبته الفنية فشارك نجمنا (عثمان محمد علي)، في العديد من المسلسلات، منها (محمد رسول الله، لا إله إلا الله، القضاء فى الإسلام، الحب فى عصر الجفاف،، أبنائي الأعزاء شكرًا،  الكهف والوهم والحب، رأفت الهجان، حارة المحروسة، لن أعيش فى جلباب أبي، عائلة الحاج متولي، الصقر شاهين، السلطان والشاه، السيدة الأولى، العراف، أخت تريز، بفعل فاعل، رقم مجهول، قضية معالي الوزيرة، قصة حب، الأدهم، ألف سلامه، جبل الحلال، يتربى فى عزو، الإمام الشافعي، أفراح إبليس، هوجان، الدولي) وغيرها وكان آخرها مسلسل (فى يوم وليلة) بطولة (أحمد رزق، وداليا مصطفى).

مع صفاء أبوالسعود وخالد زكي
مع غادة عبدالرازق في (الباطنية)
مع نور الشريف فى (عائلة الحاج متولي)
إجادته للغة العربية وحبه لها جعله يشارك فى العديد من الأعمال التاريخية

ولم يقتصر نشاطه على الدراما فقط فقد قدم العديد من المسلسلات الإذاعية سواء فى إذاعة الإسكندرية أو القاهرة، كما شارك فى بطولة العديد من الأفلام السينمائية نذكر منها (دنيا، رجل وإمرأتان، شجيع السيما، شبكة الموت، ثمن الغربة، أقوى الرجال، أمن دولة، خادمة ولكن، ليه يا دنيا، مهمة فى تل أبيب، أبناء الشيطان) وغيرها.

كما عمل (عثمان محمد علي) مستشارا فى كلية الإعلام لتصحيح اللغة والنطق أمام الكاميرا، وهذا العمل تحديدا جعله يألف كتابا بعنوان (فن صناعة الكلام)، وقام  بتسجيل كلمات ومرادفات القرآن الكريم كاملًا لغير الناطقين باللغة العربية، ورفض الحصول على أجر مادي مقابل ذلك، وأصر على أن يكون هذا العمل صدقة جارية، رغم أنه ظل ثلاث سنوات يسجل القرآن الكريم، وساعده في ذلك حفظه للقرآن وهو بسن 14 أو أقل.

غلاف الكتاب

هذا الأسبوع نكشف عن جانب مجهول لكثيرين وهو طرحه لكتاب مهم جدا لكل من يستخدم الكلام فى مهنته، مثل (الفنانيين، والمحاميين، والإذاعيين) وغيرهم من أصحاب المهن التى تحتاج إلى طلاقة فى الكلام وفصاحة فى اللسان، الكتاب بعنوان (فن صناعة الكلام) الذي يشرح فيه أهمية الكلمة، وكيفية صناعتها بشكل سلس لا يخلو من مضمون قوي ومعانٍ بلاغية.

الكتاب صدر عن دار (فنون برنت)، عام 2013 وهو من ضمن إصدارات نقابة المهن التمثيلية المصرية، استهله المؤلف بإهدائه لأساتذته الذين علموه فنون الإلقاء والتمثيل والإذاعة مثل (زكي طليمات، وجورج أبيض، وأحمد بدوي، وفتوح نشاطي).

يطرح المؤلف في كتابه تساؤلاً: هل الإلقاء علم أم فن؟ شارحاً الفرق بين الاثنين، فالعلم يندرج تحت مظهر الفكر فهو يتصل بالحقائق واكتساب المعارف وجدولة المعلومات، أما الفن فيدخل تحت مظهر الوجدان حيث إن للشعور الإنساني ثلاثة مظاهر هي الفكر والوجدان والإرادة، ويؤكد أن الفن أقرب إلى الاتصال بالإحساس الروحي والتعبير عن العواطف والمزاج وهو يهتم بالآثار النفسية والإبداع والخلق، ويرتكز على الإدراك العقلي الذي يصل إلى المتلقي عن طريق إحساس الفنان وأسلوبه في التعبير والإيضاح.

ظهر الكتاب وفيه تلخيص لمشوار عثمان محمد علي

يوضح الكتاب الشروط الواجب توافرها في الخطيب، أن يكون رابط الجأش، ساكن الجوارج، متميز اللفظ، متقناً لقواعد الإلقاء، ملماً بنفسيات الناس، يحسن استعمال الإشارات في مواضعها التي تساعده على توضيح قوله وترسيخ بيانه، عارفاً بمقتضى الحال، ملماً بأحكام صناعة الكلام وسهولة المخرج وجهارة المنطق، لا يأخذ منه الغضب ولا يفرغ عنده الصبر، سيداً على أهوائه، مالكاً زمام نفسه فإذا احتاج إلى الغضب فليكن غضبه خطابياً، قادراً على أن يخلع على سحنته ووجهه ما يريد من الملامح من دون أن يخل بموقفه الطبيعي.

ويختتم المؤلف كتابه بعدد من الصفحات خصصها للمسرح الشعري في مصر، مشيراً إلى أن المسرح المصري في العصر الحديث غلب عليه تياران أحدهما تيار الترجمة والتمصير للمسرحيات الكوميدية، خصوصاً كوميديات (موليير) والتيار الآخر يستمد موضوعاته من الحكايات الشعبية، خصوصاً من (ألف ليلة وليلة) ويمتلئ بمقطوعات الشعر التي تؤدي الغناء، موضحاً أنه في أعقاب الحرب العالمية الأولى ظهر تيار ثالث نتيجة لتزايد الاتصال بين مصر والثقافة الغربية بعد عودة بعض المبعوثين الذين درسوا أصول المسرح وفن التمثيل والذين أرادوا أن يطبقوا ما درسوه عن فن المسرح فقدموا المسرحيات الجادة لكبار الكتاب الغربيين أمثال شكسبير وكورني وراسين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.