رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

مرتزقة الإعلام التركي !

بقلم : محمد شمروخ

حتى صفحاتهم الخاصة، فيسبوكهم، تويترهم، إنستجرامهم، يوتيوبهم، غلت عنه أيديهم وكممت عنه أفواههم وقيدت فيه أرجلهم

هل من صرخة؟

هل من زفرة؟!

هل من أهة؟!

ولا نفس.. هكذا صدرت الأوامر لمجموعة المذيعين الذين استعان بهم الإخوان في معركتهم الإعلامية ضد الرئيس السيسي.

أستغفر الله العظيم، عذرا، بل معركة تركيا ضد مصر.

ما حدث منهم برهان ناصع على أنهم باعوا ضميرهم الوطنى، وقبله ضميرهم الإنسانى، وأخيرا ضميرهم الإنسانى لكن النتيجة هى الخزي المبين!.

يمكن أن أتفهم أن موقف الحكومة التركية يتغير حسب موازين المصالح الوطنية أو القوى العالمية أو الاتجاهات الدولية أو الظروف الإقليمية، هذه هي ألف باء السياسة ولا عجيب أن يتبعها الإعلام، فالإعلام من الأساس ليس سوى لعبة سياسية مهما بدا فيها من صفقات تجارية أو رسالات ثقافية أو فقرات ترفيهية، هو سياسة موجهة سواء تحت أي ظروف ولا تنخدع بليبرالية ولا حرية ولا دستورية!

وكان طغمة المذيعين هؤلاء الذين ملأوا الدنيا صياحا بالحرية وصراخا من فرط الخوف على المصالح المصرية ويؤكدون أنهم ليسوا حلفاء لتركيا ولا يمكن أن يكونوا عملاءها، إنما هم لاجئون يبحثون عن حرية شعبهم فباتت همهم الشاغل، حتى جمدت بعض الشاشات على قنواتهم، يشاهدهم تابعوهم ليقووا بهم عزيمتهم ويثبتوا يقينهم، وحتى خصومهم كانت تدفعهم شهوة مشاهدتهم كنوع من ممارسة هواية سخيفة بحرق دمهم مما يتخرصون به وكأنه الحقيقة.

كانوا  يبررون لأنفسهم بأنهم لجؤوا إلى أردوغان لأنه يحمى الأحرار ويقدم لهم العون ويفتح بلاده لهم حتى طمعوا في التجنس بالجنسية التركية كنوع من الاعتراف بالجميل لذلك الزعيم الذذيلا يصلح غيره لأن يكون خليفة المسلمين وها هو يدافع عن الشرعية وعن رئيس معزول وشعب مغلوب على أمره!

كم تركوا من أجل ذلك الجنات والعيون والمقام الكريم والنعمة التى كانوا فيها فاكهين، لو أنهم تواطؤوا ورضوا بالوقوف في صف الإعلاميين المؤيدين لما أسموه انقلابا على الشرعية ووأدًا للحرية.

مع أن أحدهم قد لاذ إلى تركيا احتجاجا على أنه لم يجد مكانا له في برنامج (توكشاوى) في قناة خاصة مصرية والثانى كان يتنقل بين القنوات الرسمية والخاصة يستجدى برنامجا يجد فيه فرصته، لكنهم في تركيا أصبحوا نجومما له جماهيرهم من جماعة الإخوان أو من يسمون أنفسهم بالإسلاميين.

ودعك أن تركيا بلد لا يكاد يكون للإسلام فيه أثر سوى في المسجد القديمة والتاريخ قريب العهد لخلافة خرقاء هشة توالى على عرشها في إستانبول ما بين سفاح وسكير وإمعة، لا يملكون من أمرهم شيئا.

ولندعك أيضا من الاعتراف التركي بزواج الشواذ المثليين وتطبيق قوانين مواريث مدنية وترخيص بالدعارة والقمار رسميا وممارسات لا تكاد تمت بصلة للا للشرق ولا للإسلام.

وامسحوا عنهم مسئولية ما يفعله أردوغان في خصومه السياسيين وتجاهلهم العنصرية التركية ونظرتها المحتقرة للشعوب التى خضعت لها أيام إمبراطوريتهم الفاسدة وللعرب خاصة من دونهم

لا تجادلهم في ذلك فهم يقولون إن مصر فيها من العبر كذا وكذا وكذا ومن ومن ومن وفيها وفيها وفيها، فهم إذن يقرون بأن ما رفضوه في مصر وجاهدوا من أجله حتى أسالوا أنهارا من الدماء وصنعوا تلالا من الأشلاء، قبلوا بما جاوزه في تركيا التى غضوا عنها الطرف من أصغر صغائرها حتى أكبر كبائرها، فقط لأنها منحتهم الحرية والإقامة الفاخرة وأرصدة البنوك حتى صارت مقدا لكل حانق وطامع.

وإذ بتركيا قد أغلقت قنواتهم مرة تلو المرة، كانوا يعودون وكأن شيئا لم يكن بل يتحسسون العذر لرجل يدافع عنهم ويأويهم، لكن هو ذا الرجل نفسه إليهم الأمر

– اهدؤوا؟

– هدأنا.

– اخرسوا؟

 – خرسنا

باختصار استعانت تركيا بمرتزقة إعلاميين تماما كما استعانت بمرتزقة محاربين، ولكل ميدانه، لذلك لزم عليهم طاعة الأمر كأى مرتزق محترف

– انسحبوا؟

– انسحبنا.

ولأن السلطات التركية تسعى لمصلحة بلادها فلا تثريب عليها أن تتفاهم معهم لتخفيف اللهجة الهجومية الحادة التى كانت تصل إحيانا إلى السباب الفاحش وشيطنة كل شيء.

لا تثريب عليها كذلك أن تأمرهم بأن يوقفوا برامجهم حتى على حساباتهم الشخصية على شبكة الإنترنت، لكن التثريب واللوم والتوبيخ والتقريع عليهم هم إذ سلموا بكل سهوله ليكشفوا لجماهيرهم أنهم مجرد مرتزقة وعبيد للباشا التركي، فتم تنفيذ الأمر ولا حديث عما يدعى بحرية الرأى ولو على صفحة على الإنترنت.

هل جرؤ الأتراك أن يفعلوا هذا معهم إلا بعد أن خبروا شخصياتهم الحقيقية وتيقنوا أنهم استقدموا لاستانبول صفقة مرتزقة إعلاميين ليملأوا بهم الشاشات تماما كما ملأوا بالمرتزقة سوريا وليبيا والعراق.

قلنا لكم إنهم خونة وإن الخائن جبان والجبان لا يؤتمن على موقف ولا رأى ولكن صار البعض منكم كالعميان وراءهم ووجدوا فيهم منارات للحرية والشجاعة، ولكنهم في نهاية الأمر خذلوهم لما تكشفت حقيقة جبنهم وخيانتهم وإنهم لا يستطيعون أن يقولوا للتركي (لا) .. (لا) تلك التى ملأوا بها الدنيا صياحا حتى صدقهم المخدوعون من جمهورهم..

مخدوعون؟!..

تالله إنهم لمثلهم.. لكنهم لم يجدوا فرصة الانسياق ولم يتح لهم الانسحاق ولو وجدوها لفعلوا مثلما فعلوا أو زادوا.. ولو عاد لعادوا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.