رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

تعرف على القصيدة التى تمنى (عبدالوهاب) غنائها وغنتها (أسمهان) !

بلبل الغناء

كتب : أحمد السماحي

مازالنا وللأسبوع الثاني فى محراب شاعر لبنان المبدع (بشارة الخوري) الذي اشتهر بـ (الأخطل الصغير)، هذا الشاعر الذي شدا بأشعاره كبار مطربي مصر والعالم العربي مثل (محمد عبدالوهاب، أسمهان، نور الهدى، فيروز، وديع الصافي، فريد الأطرش) وغيرهم من نجوم الغناء الكبار الذين أمتعونا بشدوهم العذب وكلمات هذا الشاعر مرهف الحس.

فى الأسبوع الماضي توقفنا عند سر غناء المطربين الكبار لأشعاره؟ وسردنا حدوتة قصيدته (أترى يذكرونه) التى قام بغنائها 6 مطربين بألحان مختلفة فى أزمنة مختلفة، وهذا الأسبوع نتوقف عند قصيدة جميلة جدا له، تمنى موسيقارنا الكبير(محمد عبدالوهاب) أن يغنيها، لكن (الأخطل الصغير) فضل عليه رائعة الصوت المطربة (أسمهان)!

أسمهان ساحرة الصوت

وقد ربطت بين (الأخطل) والموسيقار (محمد عبدالوهاب) علاقة صداقة خاصة حيث تعرف إليه ــ كما ذكرعبدالوهاب  للكاتب اللبناني جورج إبراهيم الخوري ــ في القصر الجمهوري بعالية فى لبنان، وكان بصحبه شاعرنا الكبير(أحمد شوقي) فى إحدى السهرات اللبنانية الممتعة، وفى هذه السهرة أبلغه أحد الحاضرين أن شاعراً يضمه الحفل اسمه (الأخطل الصغير) له قصيدة جميلة مطلعها يقول: (الهوى والشباب والأمل المنشود)، وعندما سمع (عبدالوهاب) القصيدة رغب بالتعرف إلى الشاعر، ولم يتركه إلا بعد أن سمح له (الأخطل) بغناء القصيدة التى شدا بها عام 1931.

ونشأت بينهما بعد ذلك صداقة قوية أثمرت خمس قصائد غناها عبدالوهاب له، إحداها وئدت في مهدها ولم تُذع سوى مرة واحدة وكانت في تحية الملك فاروق.

وقد قرأ الموسيقار( محمد عبدالوهاب) فى أحد الأيام قصيدة جميلة جدا لـ (الأخطل) يقول مطلعها:

أسقنيها بأبي أنت وأمي

لا لتجلو الهمّ عني أنت همّي

إملأ الكأسَ ابتساما وغراما

فلقد نامَ الندامى والخُزامى

زَحَمَ الصبحُ الظلامَ فإلامَ

قمْ نُنَهْنِهْ شفتينا ونذَوِّب مهجتينا

رضيَ الحبُّ علينا

يا حبيبي بأبي أنت وأمي، أسقنيها

لا لتجلو الهم عني، أنت همي

الموسيقار المبدع محمد عبدالوهاب

ونالت القصيدة أعجاب (عبدالوهاب) – كما ذكر لجورج إبراهيم الخوري – فأرسل خطابا إلى (الأخطل) طالباً منه أن يغنيها، وفى الوقت نفسه نالت القصيدة إعجاب المطربة (أسمهان) التى كانت في زيارة إلى لبنان، فاستأذنت (الأخطل) أن تغنيها، وحار شاعر لبنان الكبير بين البلبل، وساحرة الصوت، ولكن الذي حسم الأمر عنده هو سحر(أسمهان) ونفوذها في القلوب، وعندما عاتبه (عبدالوهاب) بعد ذلك، قال له ضاحكا: (لقد تأخرت برقيتكم في الوصول فلم أعرف برغبتكم في غناء القصيدة، وكانت (أسمهان) قد طلبت القصيدة مني فلم أمانع)، ولم يصدِّق (عبدالوهاب) ذلك بالطبع كما ذكر لجورج إبراهيم الخوري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.