كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : سما أحمد
هذا الأسبوع قررنا أن نحتفل بعيد ميلاد النجمة الكبيرة (نبيلة عبيد) نجمة مصر الأولى، بصورة نادرة تجمعها فى إحدى المناسبات الفنية مع مجموعة من النجمات من أجيال مختلفة، حيث تتصدر الصورة النجمة الكبيرة (أمينة رزق) التى تعتبر من جيل الرواد، ثم تأتي (نبيلة عبيد وإيمان) من جيل الستينات، وتمثل النجمة (يسرا) جيل السبعينات، والنجمة (جيهان نصر) أيقونة نجمة الثمانينات التى ابتعدت عن الفن بعد زواجها من الشاعر السعودي (سعود الشربتلي)، وبين النجمات خمسة صديقة للنجمة (نبيلة عبيد) التى صنعت مشوارها بجهدها وحبها وإخلاصها للعمل.
فيخطأ من يظن أن مشوار النجمة (نبيلة عبيد) كان سهلا أو مفروشا بالورود، فقد عانت وتعبت وتألمت حتى تصبح نجمة، فعلى مدى مشوارها لم تستسلم للإحباط ولم تدع اليأس يهزمها، فدائما كانت تؤمن أن من قلب المحنة تولد المنحة، ومن وراء الظلام يسطع الفجر، وخلف الغيوم تختبئ الشمس الساطعة، شرط أن يكون الفنان عاشقا لعمله، محبا ومخلصا له، ويأخذ خطوة نحو الأمام يبحث بداخله عن مواطن القوة، وعندما يكتشف قوته الحقيقية، سيتزداد ثقته بنفسه وبقدراته على تخطى المحنة التى تعرض لها.
قدمت (نبيلة عبيد) أفلام كثيرة هامة ناقشت فيها قضايا اجتماعية وإنسانية وعاطفية، هامة، وفى كل فيلم كانت وجه جديد مختلف عن الوجه التالي له، حتى سحرتنا بمجموعة من الوجوه المضيئة المشعة التى لم تستطع نجمها من جيلها ولا من الأجيال التالية تقديم كل هذه الوجوه النسائية المختلفة، وكل وجه يمثل طبقة إجتماعية معينة.
من منا ينسى أدوارها فى (رابعة العدوية، ولا يزال التحقيق مستمرا، العذراء والشعر الأبيض، الراقصة والطبال، التخشيبة، أرجوك أعطني هذا الدواء، شادر السمك، الصبر في الملاحات، الوحل، اغتيال مدرسة، حارة برجوان، قضية سميحة بدران، الراقصة والسياسي، تووت تووت، كشف المستور، هدى ومعالي الوزير، المرأة والساطور، الآخر) وغيرها الكثير.. ومن هنا فنحن نقدم لها باقة ورد في يوم مولدها.