رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

كلام X الإعلام (8)

بقلم : على عبد الرحمن

يشهد العالم حاليا ومنذ فترة عصر تفجر المعلومات وتزاوج الإعلام والاتصالات في ظل الثورة الصناعية الرابعة وأصبح المحتوي الاعلامي في يد هيئات الاتصالات، وأصبح تأمين المحتوى مسئولية هذه الهيئات وتحولت هيئات الإنتاج والبث الحكوميه منها وشبه الحكومية إلي جهات إنتاج فقط، وعليه فإن تهيئة البيئه التقنيه لهيئات وجهات الإعلام أمرا حتميا، حيث أن متطلبات هذه المرحلة مرحلة الإعلام البديل أو الجديد أو الإلكتروني أو الرقمي تتطلب بيئة عمل مجهزة بتقنيات المرحله اللازمة للبحث الإلكتروني في مرحلة الإعداد والتصميم الرقمي للديكور والاستديو الافتراضي والتصوير الرقمي ومعالجات جودة الصورة والصوت الرقمية.

وكذا الاستعانه بمواد الأرشيف الرقمي، وإجراء عمليات المونتاج والمكساج رقميا ثم التحميل والبث الاوتوماتيكي ومايلزمه من تحميل وتكويد وبث رقميا، حتي إجراءات قياس رجع الصدي تتم حاليا بشكل إليكتروني، أي أن جميع عمليات التحضير والتنفيذ والمتابعة تتم رقميا، وهذا لا يتوفر بشكل دقيق ومهني داخل مؤسسات العمل الإعلامي الرسمية وإن توفر في بعض المؤسسات شبه الرسمية.

ولما كانت مصر تستهدف حاليا الدخول في عصر الرقمنة وبدأت في مرحلة التحول الرقمي وتستعد لإدارة مهام الدولة وإدارة جهازها الإداري إلكترونيا من العاصمه الإداريه فهل يعقل أن تظل مؤسسات الإعلام بلا بيئة تقنية وهل يظل قيادات الإعلام بلا خلفيات ولا خبرات تقنيه!، إن محو الأمية المعلوماتية وتأهيل كوادر الإعلام علي متطلبات العصر الرقمي لهو أمر بالغ الأهمية حتى نري مديرا وقائدا في مناصب الإعلام لديه فكرة عن إدارة الإعلام بشكل عصري فيما يسمي حاليا الإداره الرقمية والتوقيع الرقمي والأرشفه الرقمية فتصبح لدينا هياكل إداريه عصرية تلائم عصر البث الرقمي.

فحتي الآن لانجد في هياكل مؤسساتنا الاعلامية إدارات للرقمنة أو الأرشفة أو السوشيال ميديا أو المواقع الإلكترونية أو الأرشيف القومي الرقمي أو تحليل بيانات الإنتاج والمشاهد رقميا أو إدارات رقمية في كافة مراحل العمل، وعليه فإن موازنات هذه المؤسسات لا يدرج فيها بنود للتحول الرقمي بتدريبه وتأهيله ومعداته وإداراته، مما يعني أننا نشاهد الرقمنة أونتابع أخبارها فقط، ولكن لا ننخرط فيها ولا نتطلع إليها ولا نستعد لها وقد نتأخر عن ركبها، وهذا لا يمكن ولكنه ليس مستحيلا، لأن قطار الرقمنة في الإعلام قد انطلق وسار خطوات عديده ونحن نظل في بيئة عمل تقليدية وكوادر تبعد كثيرا عن كل محطات قطار الرقمنة.

وعليه سيتأثر إنتاجنا ووسائلنا للتواصل مع المواطنين ومع الآخر، وتظل معداتنا قاصرة علي مواكبة متطلبات العصر وهو مالايستقيم في عصر التحول الرقمي في مصر، فهل ننتظر قريبا مشروعا عاجلا لتهيئة بيئة العمل الإعلامي تقنيا في ظل وجود مركز القيادة الاستراتيجي الذي افتتحه الرئيس السيسي قبل أيام؟، وهل نطلق حملة قوميه لمحو الأمية المعلوماتية للكوادر والقيادات؟، وهل نري هياكل عصريه تعطي للرقمنة مجالا في إدارات العمل بها.

تلك هى الصوره الملائمة لمصر الجديدة المتابعه لعصر الرقمنة في عاصمتها الادارية التي تشمل الآن أهم مشروع استراتيجي يصنع أملا في مستقبل أفضل للأجيال القادم من شبابنا الذي لم يعد يقنع بالأساليب التقليدية  سواء في إدارة الدولة أو طريقة عمل أجهزتها الإعلامية التي تغط في نوم عميق متناسية أن الرقمنة لم تعد رفاهية، بل ضرورة حتمية حتي ينهض جهازها الإداري من سباته العميق ويتلقي المواطن خدمات رقمية سهلة وميسرة وإعلاما عصريا متدفقا عبر محتوي جاذب وجاد وقيادات واعية وعصرية في عصر الدولة الفتية الطامحة إلى أفق عصري  ينعم فيه الوطن والمواطن بخيرات كثيرة بفضل الله تعالى، وبفضل جهود الرئيس السيسي الذي يسعى نحو توفير مستقبل أفضل للأجيال القادمة على طريق مصر الحديثة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.