رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عندما صفق الجمهور لنوم ليلى مراد

عندما صفق الجمهور لنوم ليلى مراد
صورة ضوئية لصفحة الكواكب

كتب : عمر أحمد

خاطبت المشاعر الإنسانية، واقتحمت وجداننا بالحب، وهذا النوع من الفن لا يرتبط بعصر معين، لهذا عاشت (ليلى مراد) فى وجداننا جميعا، عالجت في أغنياتها وأفلامها الحب والعاطفة والتضحية والأخلاق والحرية، فكتبت شهادة لها في سجل الخالدين، لم يكن مشوارها مفروشا بالورود، ولكنها تعبت كثيرا حتى تثبت نفسها. خلال الأيام القادمة نحيي ذكرى رحيلها بجزء بسيط من بداياتها كما حكته هى في مذكراتها التى نشرتها لها مجلة (الكواكب) فى بداية الخمسينات، حيث تقول فيها: بدأت أتلقى الفن على يدي الموسيقار (داود حسني) الذي علمني التواشيح القديمة، ولما لمس والدي تقدمي فى تعليمي بدأ هو يعلمني الأدوار القديمة والحديثة.

عندما صفق الجمهور لنوم ليلى مراد
مع كوكبة من النجوم (إسماعيل ياسين، سليمان نجيب، زينات صدقي زأنور وجدي في صورة تذكارية
عندما صفق الجمهور لنوم ليلى مراد
مع أنور وجدي ونجيب الريحاني في غزل البنات

ثم مضيت أتلقى دروسا في العزف على العود من الأستاذ (محمد سبيع) عازف العود فى تخت والدي حتى استطعت أن أحفظ الكثير من الأدوار وتمكنت من الغناء تماما، كان شعوري حينذاك هو شعور طفلة ترى نفسها وقد أحيطت بكل هذه العناية الشاملة والعطف الحقيقي والرغبة الصادقة في أن تصبح مطربة مرموقة المكانة.

ولما أتممت تعليمي اتفق والدي على أن يقدمني إلى الجمهور فى حفلة عامة، وفي مسرح رمسيس ــ الريحاني الآن ــ وتولى متعهد الحفلة تنظيم الدعاية لهذه الحفلة بكافة الوسائل المغرية فتقاطر على المسرح الكثير من الناس ليستمعوا إلى صاحبة الصوت الجديد.

عندما صفق الجمهور لنوم ليلى مراد
اقتحمت وجداننا بالحب عبر أغانيها

ومن طريف ما أذكره فى ذلك الحين أن والدتي ألبستني كثير من الملابس فوق بعضها حتى تظهر ملامح أنوثتي، ولبسوني حذاء له كعب عالي وجوربا طويلا له رباط من (اللاستيك) فقد كنت لا أتجاوز الثانية عشرة من عمري، عسى أن يعين ذلك الخداع على مضاعفة سني حتى لا يقول الناس أنهم دفعوا أموالهم ليستمعوا إلى غناء طفلة صغيرة.

وحدث فى الوصلة الثانية أن انقطع رباط الجورب، فرفعت طرف ثوبي إلى أعلى أمام الجماهير لأصلح الرباط، وعندئذ ضج الحاضرون بالضحك، وصفقوا لي طويلا، وفى الوصلة الثالثة كان النوم بدأ يداعب جفوني، وما كادت الفرقة الموسيقية تنتهي من عزف المقدمة حتى وجدت نفسي عاجزة تماما عن مغالبة سلطان النوم، وعندئذ سقطت من فوق المقعد إلى الأرض وحينها صفق الجمهور لنومي!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.