رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

قالوا له “ما تنفعـش ممثل” .. فنال الأوسكار مرتين!

طارق عرابي

بقلم الدكتور: طارق عرابي

لماذا هناك “مُفْسَدون” في الأرض؟ لأن هناك “مُفْسِدون” في الأرض .. بعضهم عن تعمد والبعض الأخر يظنون أنهم يحسنون صُنعا .

ولماذا هناك “مُحْبَطون” في الأرض؟ لأن هناك “مُحْبِطون” في الأرض؟ بعضهم أيضاً يفعل ذلك عن تعمد والبعض الأخر يفعله بمزيجٍ أعمى من المحبة والخوف ، ويبقى للإحباط أسبابٌ أخرى كثيرة .. ولكن .. هل هذا مبرر لأن تتوقف وتهجر حلمك؟ أين ثقتك فيما تملك؟ أين إرادتك القوية؟ أين ذهب شغفُك؟ أين ذهب عقلك؟ وأين وفيما يكمن يقينُك؟!

الخيوط رفيعة جداً بين صناعة الأمل وصناعة الوهم ، بين تحفيز أحدهم ودفعه للأمام وبين وأد طموحه وقذفه في غيابة اليأس ، فتبينوا ودققوا في أقوالكم وأفعالكم وتبنوا مسئولية التحفيز والبناء لا الإحباط والهدم وإثباط الهمم والعزائم ، وانتبهوا لحقوق أولادكم عليكم ، إنزعوا الخوف من صدورهم بدلاً من تخويفهم ، عززوا فيهم أحلامهم وطموحاتهم وثقتهم بأنفسهم وقولوا لهم إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

إنت قصير ومش وسيم وما تنفعش ممثل!

ولد “داستن هوفمان” Dustin Hoffman في الثامن من أغسطس عام 1937 في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية . والده “هاري هوفمان” كان يعمل مصمم ديكور مع شركة “كولومبيا” للإنتاج السينمائي Columbia Pictures ثم ترك تلك المهنة وتحول إلى بائع للأثاث .

تخرج “داستن هوفمان” من مدرسة لوس أنجلوس الثانوية والتحق عام 1955 بكلية “سانتا مونيكا” Santa Monica College  بغرض دراسة الطب ولكنه لم يجد نفسه في هذا المجال فترك دراسة الطب بعد عام من التحاقه بالكلية وانضم عام 1956 إلى “باسادينا بلاي هاوس” Pasadena Playhouse بمدينة باسادينا التابعة لولاية كاليفورنيا بغرض دراسة الفنون والتطبيق العملي لفن الآداء التمثيلي ، بعد ذلك ذهب “هوفمان” إلى مدينة نيويورك ليتلقى مزيداً من دروس الفنون والآداء التمثيلي في Neighborhood Playhouse .

النجم داستن هوفمان مع جائزة الأوسكار الثانية عام 1989 عن فيلم Rain Man إنتاج 1988
عندما ظهر نجم كرة القدم الأسطوري ميسي شبهوه في الملامح بالنجم العالمي داستن هوفمان في صغره

عندما علمت عائلته بتحوله من دراسة الطب إلى دراسة فن الآداء التمثيلي وبعدما تأكدوا أنه يريد أن يصبح ممثلاً وبخه البعض منهم على هذا الاختيار بحجة أنه قصير وليس وسيماً ولا يملك أية مؤهلات ليكون ممثلاً جيداً ، وكانت عمته من أكثر المعارضين في العائلة لفكرة أن يصبح ممثلاً .

“داستن هوفمان” الذي قيل له “إنت قصير ومش وسيم وما تنفعش ممثل” ترشح حتى الآن لجائزة الأوسكار 7 مرات جميعها كأفضل ممثل في دور رئيسي وفاز بها مرتين ، وترشح لجائزة جولدن جلوب 13 مرة وفاز بها 6 مرات ، كما ترشح لجائزة BAFTA ثماني مرات وفاز بها 3 مرات .

“داستن هوفمان” الذي قيل له “إنت قصير ومش وسيم وما تنفعش ممثل” تم تشبيه لاعب كرة القدم العالمي الشهير “ليو ميسي” مع بداية بزوغ نجمه بين عامي 2003 و 2005 بملامح النجم الشهير عالمياً آنذاك “داستن هوفمان” ،، لذا قلت لكم وسأكررها قدر ما استطعت : لا تستخفوا بأحلام وطموحات أبنائكم .  

داستن هوفمان في مشهد من فيلم The Graduate عام 1967

بدأ “داستن هوفمان” احترافه الفعلي لفن التمثيل عام 1961 بمشاركته بدور هامشي في مسلسل تلفزيوني بعنوان Naked City وظل يشارك في أعمال تلفزيونية حتى جاء موعد أول مشاركة سينمائية له عام 1967 حيث بدأ العام بمشاركة ثانوية في الفيلم الكوميدي The Tiger Makes Out مع الممثل القدير “إيلي والاك” والممثلة القديرة “آن جاكسون” ونجوم آخرين .

ثم اختتم “هوفمان” العام 1967 بالفيلم الذي صنع نجوميته الحقيقية حيث لعب دور البطولة في الفيلم الكوميدي الرومانسي The Graduate أمام النجمة “آن بانكروفت” والممثل القدير “باك هنري” والممثلة الصاعدة آنذاك “كاترين روس” ونجوم آخرين ، ويجسد “داستن هوفمان” في هذا الفيلم شخصية “بنجامين برادوك” الذي تخرج لتوه من الجامعة وعاد إلى موطنه للعيش مع والديه ، ويقع “برادوك” فريسة لإغراء صديقة أسرته السيدة “روبنسون” (الممثلة آن بانكروفت) ، وقد بدأت العلاقة بينهما كنوعٍ من المتعة والمرح بين شابٍ صغير وسيدة تكبره في السن ثم انقلبت العلاقة إلى مسألة شديدة التعقيد عندما وقع “بنجامين” في حب إبنتها “إيلين” (الممثلة كاترين روس) والتي تصر السيدة “روبنسون” على دفع “بنجامين” للابتعاد عنها.

ترشح “داستن هوفمان” عن هذا الفيلم ، مع أول بطولةً وثاني ظهور سينمائي له ، لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي وفاز بجائزتي جولدن وجلوب و BAFTA كأفضل ممثل جديد واعد كما ترشح لجائزة ثانية من جولدن جلوب كأفضل ممثل رئيسي ، كما ترشح الفيلم إجمالياً لسبع جوائز أوسكار كان من بينها “آن بانكروفت” كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، والممثلة “كاترين روس” كأفضل ممثلة في دور مساعد ، والمخرج “مايك نيكولز” كأفضل إخراج ، وجائزة أفضل سيناريو ، وجائزة أفضل تصوير سينمائي ، وجائزة أفضل فيلم (إنتاج) .

داستن هوفمان مع جون فويت في فيلم Midnight Cowboy عام 1969
داستن هوفمان مع ميا فارو وبوستر فيلم John and Mary عام 1969

كما فاز الفيلم بخمس جوائز من جولدن جلوب كان من بينها كما ذكرنا جائزة “داستن هوفمان” بالإضافة إلى الممثلة “آن بانكروفت” كأفضل ممثلة رئيسية ، والممثلة “كاترين روس” كأفضل ممثلة جديدة واعدة ، و”مايك نيكولز” كأفضل إخراج ، وجائزة أفضل فيلم (إنتاج) .

كما فاز الفيلم كذلك بخمس جوائز من BAFTA كان من بينها جائزة “داستن هوفمان” كما ذكرنا ، بالإضافة إلى جوائز أفضل فيلم (إنتاج) وأفضل سيناريو وأفضل مونتاج ، و”مايك نيكولز” كأفضل إخراج ، كما ترشحت كلٌ من الممثلة “آن بانكروفت” لجائزة أفضل ممثلة رئيسية والممثلة “كاترين روس” كأفضل ممثلة جديدة واعدة .

ولم يقف الفيلم عند نجاحه الفني فقط بل حقق نجاحاً تجارياً جيداً حيث تكلف إنتاجه 3 مليون دولار فقط بينما جمع من شباك التذاكر داخل أمريكا فقط ما يقرب من 105 مليون دولار .

فيما يلي نمر على بعضٍ من أهم أعمال “داستن هوفمان” من بين أفلامه التي تلت فيلم The Graduate .      

في عام 1969 يقدم “داستن هوفمان” عملين للسينما يبدأهما بفيلم Midnight Cowboy مع الممثلة القديرة “سيلفيا مايلز” والنجم الصاعد آنذاك “جون فويت” (والد النجمة أنجيلينا جولي) والممثلة الصاعدة آنذاك “بريندا فاكارو” وبقيادة المخرج “جون إشلاسينجرز” ، وتحكي قصة الفيلم عن شاب يعيش في ولاية تكساس الأمريكية يُدعى “جو باك” (الممثل جون فويت) ووظيفته غسيل الأطباق بالمطاعم لكنه مصاب بحالة من الغرور حول وسامته التي تأسر النساء وتوقعهن في حبه بسهولة ، وبناءً على ذلك يسافر إلى مدينة نيويورك ليتزوج من أرملة ثرية لكي تتغير حياته ، ويخيب ظن الشاب “جو باك” هناك ولا تسير الأمور كما تخيلها وسرعان ما يجد نفسه يعيش في مبنى مهجور مع شخص وحيد يُدعى “راتسو” (الممثل داستن هوفمان) واللذان يشكلان معاً تحالفاً قوياً ، ويتعايش ويتماشى “راتسو” مع نمط حياة “جو باك” الصاخبة ولكن الأمور تأخذ منحاً آخر عندما تبدأ صحة “راتسو” في التدهور .

ترشح هذا الفيلم لسبع جوائز أوسكار كان من بينها “داستن هوفمان” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وكذلك الممثل الصاعد آنذاك “جون فويت” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وفاز الفيلم بثلاث جوائز من ترشيحات الأوسكار كأفضل فيلم (إنتاج) ، والكاتب “والدو سولت” كأفضل سيناريو ، والمخرج “جون إشلاسينجرز” كأفضل إخراج الذي غاب عن الحفل وتسلم الجائزة نيابة عنه الممثل “جون فويت” .

وترشح الفيلم لست جوائز من جولدن جلوب كان من بينها “داستن هوفمان” كأفضل ممثل ، والممثلة “بريندا فاكارو” كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وفاز “جون فويت” من بين الترشيحات بجائزة أفضل ممثل جديد واعد .

كما فاز الفيلم بخمس جوائز من BAFTA كان من بينها “داستن هوفمان” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، و”جون فويت” كأفضل ممثل جديد واعد ، والمخرج “جون إشلاسينجرز” كأفضل إخراج ، والكاتب “والدو سولت” كأفضل سيناريو ، وجائزتا أفضل فيلم (إنتاج) وأفضل مونتاج سينمائي .

ثم يختتم “داستن هوفمان” العام 1969 بالفيلم الرومانسي John and Mary مع الممثلة “ميا فارو” ، ومع نجوم آخرين بقيادة المخرج “بيتر ييتس” ، ويجسد “هوفمان” بهذا الفيلم شخصية “جون” الذي يعيش بمدينة نيويورك الأمريكية ، وقد قابل شابة تُدعى “ماري” (الممثلة ميا فارو) بإحدى البارات ليلاً واصطحبها معه إلى شقته وجمعهما لقاء حميمي دونما يعرف أيٌ منهما شيئاً عن الآخر ، وفي الصباح يستيقظان ويتعرفان إلى بعضهما البعض ويدور حوار بينهما حول ما حدث بينهما وما إذا كان ذلك سيؤدي إلى علاقة حقيقية جادة بينهما ، ويحكي كلٌ منهما للآخر عن تجاربه العاطفية الفاشلة التي سبقت لقاءهما وعن كيفية تجاوزها لبدء حياة جديدة بشكل صحيح.  

ترشح هذا الفيلم لثلاث جوائز من جولدن جلوب إحداها كان للنجم “داستن هوفمان” كأفضل ممثل ، والثانية للنجمة “ميا فارو” كأفضل ممثلة ، والثالثة للكاتب “جون مورتيمر” كأفضل سيناريو .

وفاز “داستن هوفمان” عن هذا الفيلم بجائزة من BAFTA كأفضل ممثل في دور رئيسي بينما ترشحت “ميا فارو” لنفس الجائزة كأفضل ممثلة في دور رئيسي .

داستن هوفمان في مشهد من فيلم Little Big Man عام 1970

في عام 1970 يقدم “داستن هوفمان” فيلم المغامرة الكوميدي Little Big Man مع النجمة “فاي دونواي” والممثل القدير “شيف دان جورج” الذي ترشح عن هذا الفيلم لجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثل في دور مساعد ، وترشح “داستن هوفمان” لجائزة من BAFTA كأفضل ممثل في دور رئيسي .

في عام 1974 يجسد “داستن هوفمان” شخصية الكوميديان “ليني بروس” في فيلم Lenny المأخوذ عن القصة الحقيقية لهذا الفنان المثير للجدل والذي وُلد عام 1925 ورحل عن عالمنا عام 1966 ، ويجسد “هوفمان” شخصية هذا الكوميديان عندما بدأ في خمسينيات القرن الماضي حياته المهنية بالوقوف على المسرح وإلقاء نكات سخيفة ، والذي أطلق العنان لحملته الفردية لمحاربة النفاق الاجتماعي بين الناس وتتبدل أحواله من كوميديان ثقيل الظل إلى بطل من

داستن هوفمان في مشهد من فيلم Lenny عام 1974

خلال عمله المسرحي ، وعندما توقفه السلطات عن ممارسة نشاطه الموصوف بالفحش يقع “ليني” فريسة سهلة في دائرتي المخدرات والجنس ويغرق في ديونه ، ولدى “ليني” زوجة فاتنة وجذابة (الممثلة فاليري بيرين) التي تعمل كنجمة بعروض التعري الليلية Striptease Show .

ترشح هذا الفيلم لست جوائز أوسكار كان من بينها “داستن هوفمان” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، و”فاليري بيرين” كأفضل ممثلة في دور رئيسي ، كما ترشح الفيلم لثلاث جوائز من جولدن جلوب كان من بينها “داستن هوفمان” كأفضل ممثل و”فاليري بيرين” كأفضل ممثلة ، وترشح “داستن هوفمان” لجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي من BAFTA ، وفازت “فاليري بيرين” بجائزة أفضل ممثلة جديدة واعدة من BAFTA ، كما ترشحت من نفس الجهة لجائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي .

داستن هوفمان مع روبرت ريدفورد في فيلم All the President’s Men عام 1976

في عام 1976 يقدم “داستن هوفمان” عملين للسينما يبدأهما بفيلم All the President’s Men مع النجم الكبير “روبرت ريدفورد” والممثل القدير “جاك ووردن” والممثلة القديرة “جين أليكسندر” والممثل القدير “جيسون روباردز” والممثل القدير “مارتن بولسِم” ، وهو فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية في عهد الرئيس الأمريكي “ريتشارد نيكسون” ، ويجسد “هوفمان” بهذا الفيلم شخصية “كارل بيرنشتاين” الصحفي بجريدة “واشنطن بوست” والذي يكشف مع زميله الصحفي “بوب وودوارد” (الممثل روبرت ريدفورد) تفاصيل فضيحة “ووتر جيت” التي أدت إلى استقالة الرئيس “نيكسون” من منصبه .

ترشح هذا الفيلم لثماني جوائز أوسكار كان من بينها “جين أليكسندر” كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وفاز الفيلم من تلك الترشيحات بأربع جوائز أوسكار كأفضل سيناريو وأفضل ديكور وأفضل صوت ، أما الجائزة الرابعة فكانت لأفضل ممثل في دور مساعد للممثل القدير “جيسون روباردز” الذي ترشح كذلك لنفس نوع الجائزة من جولدن جلوب و BAFTA .

هوفمان في مشهد من فيلم Marathon Man عام 1976
هوفمان مع فينيسا ريدجريف في فيلم Agatha عام 1979

وترشح الفيلم لعدد 10 جوائز من BAFTA وكان من بينها “داستن هوفمان” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، والممثل “مارتن بولسِم” كأفضل ممثل في دور مساعد .

ثم يختتم “هوفمان” العام 1976 بفيلم Marathon Man مع النجم الكبير “لورانس أوليفييه” والممثلة “مارثي كيلر” ونجوم آخرين بقيادة المخرج “جون إشلاسينجرز”  ، ويجسد “داستن هوفمان” بهذا الفيلم شخصية “توماس بيب ليفي” طالب الدراسات العليا بجامعة كولومبيا الأمريكية وعداء رياضي للمسافات الطويلة والذي يغفل أن شقيقه الأكبر “دوك” (الممثل روي شيدر) يطارد مجرم حرب نازي يُدعى “كريستيان سيل” (الممثل لورانس أوليفييه) ، ويتم قتل “دوك” شقيق “توماس بيب” ويجد “بيب” نفسه محاصراً بمجموعة من المجانين الساديين ومسروقات من الأحجار الكريمة ، وكلما صدق “توماس بيب” شيئاً على أنه حقيقة ينقلب الأمر معه رأساً على عقب حتى أن حبيبته “إلسا” (الممثلة مارثي كيلر) تطالها شبهة الاشتراك في الجريمة .    

ترشح “داستن هوفمان” عن هذا الفيلم لجائزتي جولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثل في دور رئيسي ، بينما ترشح “لورانس أوليفييه” عن نفس الفيلم لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور مساعد وفاز بنفس نوع الجائزة من جولدن جلوب .

في عام 1979 يقدم “داستن هوفمان” عملين للسينما يبدأهما مع النجمة القديرة “فينيسا ريدجريف” في فيلم Agatha الذي ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل تصميم ملابس وفاز عنه “داستن هوفمان” بجائزة أفضل ممثل من الجمعية الوطنية للسينما بالولايات المتحدة .

هوفمان مع ميريل ستريب والطفل جاستن هنري في فيلم Kramer vs. Kramer عام 1979

ويختتم “هوفمان” العام 1979 بواحدٍ من أعظم أدواره وذلك في فيلم Kramer vs. Kramer مع النجمة القديرة “ميريل ستريب” والممثلة “جين أليكسندر” والممثل – الطفل آنذاك – “جاستن هنري” ونجوم آخرين بقيادة الكاتب والمخرج المبدع “روبرت بنتون” ، ويجسد “هوفمان” بهذا الفيلم شخصية “تيد كرامر” المدير التنفيذي بإحدى شركات الدعاية والإعلان في منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأمريكية ، والذي لم تكتمل فرحته بتحقيقه لأكبر نجاح مهني في حياته بسبب قرار زوجته “جوانا” (ميريل ستريب) بهجره حيث تتركه وحيداً مع إبنهما الصغير “بيلي” (جاستن هنري) ، ويضطر “تيد” إلى الاهتمام بطفله “بيلي” وتربيته بمفرده على حساب عمله حتى يفقد وظيفته ، ورغم تلك الخسارة إلا أنه حقق علاقة قوية ورائعة مع إبنه “بيلي” بمساعدة أم عزباء تُدعى “مارجريت” (جين أليكسندر) ، وعندما تعود زوجته “جوانا” للمطالبة بحضانة إبنهما “بيلي” يبدأ صراع المحاكم الذي يؤثر في كل الأطراف المعنية بهذا الأمر .

فاز هذا الفيلم بخمس جوائز أوسكار ، نال من بينها “داستن هوفمان” جائزة الأوسكار لأول مرة في حياته المهنية – كأفضل ممثل في دور رئيسي ، ولأول مرة كذلك تفوز “ميريل ستريب” في مسيرتها الفنية بجائزة الأوسكار – كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وفاز الكاتب والمخرج “روبرت بنتون” بجائزتي أفضل سيناريو وأفضل إخراج ، وجائزة الأوسكار الخامسة كانت كأفضل فيلم (إنتاج) ، كما ترشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار أخرى كان من بينها أصغر من ترشح لجائزة الأوسكار في التاريخ وهو الطفل “جاستن هنري” كأفضل ممثل في دور مساعد ، والممثلة “جين أليكسندر” كأفضل ممثلة في دور مساعد .

كما ترشح الفيلم لثماني جوائز من جولدن جلوب فاز منها “داستن هوفمان” بجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي ، و”ميريل ستريب” كأفضل ممثلة في دور مساعد ، و”روبرت بنتون” كأفضل سيناريو بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم (إنتاج) ، وكان من بين ترشيحات جولدن جلوب الطفل “جاستن هنري” الذي ترشح لجائزتين في آنٍ واحد إحداهما كأفضل نجم جديد للسينما ، والأخرى كأفضل ممثل في دور مساعد ، وترشحت “جين أليكسندر” لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور مساعد ، و”روبرت بنتون” كأفضل إخراج .

وترشح الفيلم لست جوائز من BAFTA كان من بينها “داستن هوفمان” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، و”ميريل ستريب” كأفضل ممثلة في دور مساعد ، و”روبرت بنتون” أفضل إخراج ، بالإضافة إلى الترشح لجوائز أفضل فيلم (إنتاج) وأفضل سيناريو وأفضل مونتاج . تكلف إنتاج فيلم Kramer vs. Kramer حوالي 8 مليون دولار وجمع من شباك التذاكر داخل أمريكا فقط أكثر من 106 مليون دولار .

داستن هوفمان في خدعة أنه امرأة – مع جيسيكا لانج في فيلم Tootsie عام 1982

في عام 1982 يقدم “داستن هوفمان” دوراً استثنائياً في تاريخه الفني وذلك في فيلم Tootsie مع النجمة “جيسيكا لانج” والممثلة “تيري جار” والممثل القدير “تشارلز ديرنينج” ونجوم آخرين بقيادة المخرج المتميز “سيدني بولاك” الذي شارك أيضاً كممثل بهذا الفيلم ، ويؤدي “هوفمان” بهذا الفيلم شخصية “مايكل دورسي” الممثل كامل الموهبة الذي يعيش في نيويورك وقد بات صعباً عليه وعلى وكيله “جورج فيلدز” (سيدني بولاك) أن يجد له فرصة للمشاركة بأي عمل فني ، ويضطر “مايكل” إلى إعادة ابتكار نفسه كممثلة تحت الإسم المستعار “دوروثي مايكلز” ويغير من شكله وأزيائه ليبدو كسيدة أمام جميع العاملين بالمجال الفني ويحقق من خلال ذلك نجاحاً كبيراً ، وتتطور الأحداث عندما يقع “مايكل” في حب زميلته “جولي” (جيسيكا لانج) فهل يكشف عن شخصيته الحقيقية كرجل؟ وما هي النتائج المحتملة إذا فعل ذلك ؟    

هوفمان في مشهد من الفيلم التلفزيوني Death of a Salesman عام 1985
هوفمان مع توم كروز في فيلم Rain Man عام 1988

ترشح هذا الفيلم لعدد 10 جوائز أوسكار فازت منها “جيسيكا لانج” بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد ، وكان من بين ترشيحات الأوسكار “داستن هوفمان” كأفضل ممثل في دور رئيسي ، و”تيري جار” كأفضل ممثلة في دور مساعد ، و”سيدني بولاك” كأفضل إخراج . كما فاز “داستن هوفمان” عن هذا الفيلم بجائزتي جولدن جلوب و BAFTA  كأفضل ممثل في دور رئيسي ، بينما فازت “جيسيكا لانج” بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور مساعد وترشحت كذلك لجائزة BAFTA كأفضل ممثلة . تكلف إنتاج هذا الفيلم 21 مليون دولار وجمع أكثر من 177 مليون دولار من شباك التذاكر داخل أمريكا فقط .

في عام 1985 يقدم “داستن هوفمان” فيلماً للتلفزيون بعنوان Death of a Salesman الذي كتبه “آرثر ميللر” (الزوج الثالث للنجمة الراحلة “مارلين مونرو”) وأخرجه “فولكر شلوندورف” ، وشارك بالتمثيل فيه المبدع “جون مالكوفيتش” والممثل القدير “تشارلز ديرنينج” والممثلة القديرة “كيت ريد” ونجوم آخرين . فاز “داستن هوفمان” عن هذا الفيلم بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل تلفزيوني لعام 1985 ، وترشح “جون مالكوفيتش” لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل في دور مساعد ، وترشحت “كيت ريد” لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة في دور مساعد ، كما فاز “داستن هوفمان” عن هذا الفيلم التلفزيوني بجائزة “إيمي” Primetime Emmy Awards كأفضل ممثل في دور رئيسي لعمل تلفزيوني .

في عام 1988 يقدم “داستن هوفمان” واحداً من أدواره الرائعة وذلك في فيلم Rain Man مع النجم “توم كروز” وبقيادة المخرج المتميز “باري ليفينسون” ، وقد تحدثنا عن هذا الفيلم بالتفصيل في الموضوع الخاص بالنجم توم كروز بعنوان (توم كروز .. إن الله على كل شيءٍ قدير!) ، وقد فاز “داستن هوفمان” عن هذا الفيلم بجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وترشح لجائزة BAFTA كأفضل ممثل رئيسي . تكلف إنتاج هذا الفيلم 25 مليون دولار وجمع عالمياً من شباك التذاكر 355 مليون دولار .

هوفمان مع روبن ويليامز في فيلم Hook عام 1991

في عام 1991 يقدم “داستن هوفمان” مع النجم الراحل “روبن ويليامز” والنجمة “جوليا روبرتس” وبقيادة المخرج العبقري “ستيفن سبيلبيرج” فيلم المغامرة الكوميدي Hook الذي ترشح لخمس جوائز أوسكار وترشح عنه “داستن هوفمان” لجائزة أفضل ممثل من جولدن جلوب . تكلف إنتاج هذا الفيلم 70 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 300 مليون دولار .

في عام 1997 يقدم “داستن هوفمان” فيلم Wag the Dog مع النجم الكبير “روبرت دي نيرو” والنجمة “آن هيش” والممثل البارع “وودي هاريلسون” وبقيادة المخرج “باري ليفينسون” ويجسد “داستن هوفمان” بهذا الفيلم شخصية “ستانلي موتس” المنتج الشهير بهوليوود الذي يلجأ له ويستعين به “كونراد برين” (روبرت دي نيرو) أحد مستشاري الرئيس الأمريكي بفترة ما قبل إعادة انتخابه بأسبوعين ، وبعد فضيحته الجنسية التي باتت الأمر الشاغل للرأي العام ، ويطلب “كونراد” من “ستانلي” إفتعال وتلفيق حرب في ألبانيا من خلال الإعلام بغرض إلهاء الجمهور وتحويل انتباه الشعب الأمريكي من الفضيحة الجنسية للرئيس إلى الحرب الدائرة في ألبانيا ، على أن يتدخل الرئيس بشكل بطولي ليضع نهاية لتلك الحرب .   

ترشح “داستن هوفمان” عن هذا الفيلم لجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثل في دور رئيسي .

هوفمان مع روبرت دي نيرو وبينهما آن هيش في فيلم Wag the Dog عام 1997
هوفمان مع إيما تومسون في فيلم Last Chance Harvey عام 2008

في عام 2008 يقدم “داستن هوفمان” مع النجمة “إيما تومسون” فيلم Last Chance Harvey وقد تحدثنا عن تفاصيل هذا الفيلم في الموضوع الخاص بالنجمة “إيما تومسون” تحت عنوان (الممثلة التي رفضت موعد غرامي مع دونالد ترامب!) . ترشح النجم “داستن هوفمان” عن هذا الفيلم لجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل ، وكذلك ترشحت النجمة “إيما تومسون” لنفس الجائزة كأفضل ممثلة .

هوفمان مع بن ستيلر وباربرا سترايسند في الفيلم الكوميدي Meet the Fockers عام 2004

ويستمر “داستن هوفمان” في تألقه وتنوع أدواره ، ومن أروع أدواره الكوميدية ما قدمه مع النجم “روبرت دي نيرو” والنجم الكوميدي “بن ستيلر” والنجمة القديرة “باربرا سترايسند” في سلسلة الأفلام الكوميدية حول علاقة النسب بين عائلة “جاك بيرنز” (روبرت دي نيرو) وعائلة “بيرني فوكر” (داستن هوفمان) ، مثل فيلم Little Fockers في 2010 والذي سبقه الجزء الأول في 2004 بعنوان Meet the Fockers الذي تكلف إنتاجه 80 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من نصف مليار دولار (522 مليون دولار) . 

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.