رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

عزيزي صاحب المقام .. عفواً المقامات محفوظة !!

عزيزي صاحب المقام .. عفواً المقامات محفوظة !!
عمر على

بقلم : عمر علي

في أول أيام عيد الأضحى أصدرت منصة (شاهد) فيلم (صاحب المقام) حصرياً قبل صدوره في دور العرض ، وهو الفيلم الذي كان متوقع نزوله في دور العرض في عيد الأضحى الماضي ولكن توقف دور العرض بسبب فيروس كورونا حال دون ذلك. الفيلم من تأليف إبراهيم عيسى في تجربته السينمائية الثالثة بعد (مولانا) و(الضيف) ومن إخراج محمد العدل في تجربته السينمائية الثالثة أيضاً بعد (الكبار) و(البدلة).

 يحكي الفيلم عن رجل الأعمال (يحيي) الذي يستعد لإقامة مجمع سكني كبير ولكن يعيقه أن قطعة الأرض الذي سوف يقيم المجمع عليها موجود عليها ضريح قديم لشيخ يقال أنه من أولياء الله الصالحين هو سيدي هلال، يقوم أحد رجال (يحيي) بتحذيره من إزالة الضريح لأن ذلك سوف يجر عليه الكثير من المصائب والأهوال، فلا يستمع يحيي لكلامه ويأمر بهدم الضريح فعلاً وسط شتائم ولعنات مريدي الضريح.

وبعد هدم الضريح بعدة أيام تتوالى المصائب فوق رأس يحيي، تتكبد شركته خسائر فادحة في البورصة وتحترق فيلته في الساحل الشمالي، وأخيراً تسقط زوجته مغشياً عليها وتدخل العناية المركزة، يشير عليه أحد رجاله أن يذهب لأولياء اللـه الصالحين ليدعوهم بنية فك الكرب فيذهب للإمام الشافعي ويستوقفه منظر خطابات ملقاه بداخل الضريح، فيسأل خادم الضريح الذي يخبره أنها خطابات بها دعوات لبعض المحتاجين، فيطلب منه يحيي أن يحضر له تلك الخطابات ليحل مشاكل أصحابها ومن هنا تنطلق أحداث الفيلم في رحلة يحيي مع أصحاب الخطابات، ومع مشكلة يحلها لصاحبها تحل مشكلة من مشاكله.

عزيزي صاحب المقام .. عفواً المقامات محفوظة !!
يسرا .. وجود ليس ضروريا على الإطلاق

سيناريو الفيلم به مشاكل عديدة في البناء الدرامي، أولهم: هو عدم تقديم أي خلفية درامية عن شخصية البطل يحيي وبالتالي جاء بناء الشخصية خالياً من المنطق، ثانيهم: هو إقحام أنواع درامية أخلت بنوع الفيلم الأصلي وهو الدراما الإجتماعية، فرأينا إقحام شديد لمشهد كوميدي ومشهد أكشن قائم على اشتباكات ومعارك باليد.

أيضا تشتت شديد في بناء شخصيات الفيلم جميعاً بما فيهم شخصية (روح) التي جسدتها (يسرا) والتي لم يكن لوجودها أي داعي درامي ولم يتم استغلالها بأي شكل، وكان ممكن اختيار نماذج وشخصيات أخرى تعلى من قيمة الفكرة وتضيف لها بعضاً من العمق، بدلاً من تلك النماذج التي قابلها (يحيى) في رحلته ولم تضف سوى السطحية والرتابة.

أيضاً الوصول لنهاية غير منطقية بالمرة وهى قرار (يحيي) بعد أن عادت له زوجته وتمكن من تحقيق أحلام الناس بإعادة بناء الضريح الذي هدمه في بداية الفيلم، هل يؤيد الفيلم بناء الأضرحة والتبرك بها؟ هل يؤيد الفيلم أن يكون هناك وسيط بين الرب وعبده؟، أم هي نهاية تصالحية المراد بها إرضاء فئة معينة من الجمهور؟ أم نهاية ليس لها أي معني بالضبط مثل أحداث الفيلم؟.

عزيزي صاحب المقام .. عفواً المقامات محفوظة !!
آسر ياسين .. أداء عادي وليس مميزا في الفيلم

ولكن رغم هذا التشتت الواضح في بناء السيناريو، إلا أن ذلك لم يضفى بدوره على الأداء التمثيلي الذي جاء مقبولاً إلى حد كبير، والمقصود هنا هم ضيوف الشرف وتحديداً (محمود عبد المغني) والراحل (إبراهيم نصر)، اللذين جسدا أجمل مشاهد الفيلم على الإطلاق، وأيضاً (محسن محيي الدين) كان أداءه جيداً جداً.

بالطبع لا يمكن مقارنة أداء (آسر ياسين) في (صاحب المقام) بأدائه المميز جداً في (تراب الماس) مع (مروان حامد)، وأداءه المهم في (رسايل البحر) مع (داوود عبد السيد)، فأداءه في هذه الأفلام كان لا يمكن نسيانه، صحيح أن ما قدمه في (صاحب المقام) ليس أداءاً سيئاً، ولكنه لم يكن مميزاً مثل تلك الأفلام ، ويرجع ذلك إلى ضعف بناء الشخصية في السيناريو كما ذكرت.

باقي عناصر الفيلم كانت جيدة إلى حد كبير مثل التصوير والمونتاج والديكور، ولكن أقوى عنصر خلف الكاميرا كانت بالتأكيد موسيقى (خالد الكمار) التي أضافت للفيلم وحملت على عاتقها تقديم مشاهد كاملة، ولكن من الواضح أنه كان هناك مشكلة في مكساج الصوت إذ كانت الموسيقى في أحيان كثيرة أعلى من الحوار.

إجمالاً فإن فيلم (صاحب المقام) تجربة كانت منتظرة بشغف من الجمهور لم تظهر في رأيي بالشكل المطلوب، رغم كل الإمكانات التي أتيحت لها.  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.