رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
الفوازير تعد أصعب فهما من قضية الشرق الأوسط بالنسبة لها

بقلم : محمد حبوشة

مثل فراشة تواقة للضوء، كانت تحلق في سماء قلوب عاشقيها، لا أحد يضاهي خفة ظلها وطلتها المبهجة المفعمة بالحيوية والنشاط فتأسر قلوب كل من يلمحها، وقد تميزت بنبرات صوتها المميزة وحساسيتها في الأداء، وبمهاراتها في التلوين الصوتي وقدرتها على التعبير عن مختلف المشاعر والمواقف الإنسانية، وبأدائها البديع لمختلف الشخصيات، لذا تظل حتى الآن هى الجميلة التي حافظت على رشاقتها فهي صاحبة قوام رشيق وملامح مريحة وضحكة عفوية تنطلق بشقاوة بريئة لم تلوثها الحياة، والتي لم تفارقها ولم تتغير حتى الآن، كما تظل محتفظة بطبيعتها البسيطة وبصفاتها الجميلة الأصيلة، بتواضعها رغم شهرتها منذ طفولتها، بصراحتها وكرهها للكذب، وبقدرتها السحرية على الاعتراف بأخطائها، وأيضا بثقتها الكبيرة في نفسها، وبالتالي بعدها تماما عن جميع مشاعر الغيرة والحقد، وقبل كل ماسبق بتميزها بقدرتها على تصدير الطاقة الإيجابية وإشاعة جو من البهجة والمرح.

إنها نجمة الاستعراضات “أيقونة” الفوازير التي لاتغيب عن خيال المصريين والعرب الفنانة “نيللي” التي عشقتها الكاميرا وأبرزتها في أروع صورها، فتربعت على عرش النجومية، وبرعت في الفن الاستعراضي والفوازير لسنوات طويلة، حتى لقبت بملكة الفوازير الأولى، وأصبحت هى الفزورة التي لا يزال الكل عاجزا عن حلها حتى الآن، على جناح الرقص والعفرتة وخفة الدم التي لاتضاهى، وقد بدأت الفنانة “نيللي” حياتها الفنية بالتمثيل والغناء والرقص منذ طفولتها مع شقيقتيها الأكبر في عدد من الأفلام، وذلك خلال حقبة خمسينات القرن العشرين، خاصة بعدما تذوقت الفن منذ نعومة أظافرها لانتمائها لعائله فنية، فوالدها – الذي عمل بالإنتاج السينمائي – كان يهوى عزف الكمان، ووالدتها صاحبة صوت جميل وتهوى الغناء، وقد حرص والدها على تدريبها مع شقيقتيها على رقص الباليه والغناء منذ طفولتهن.

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
نيللي

ونظرا لبدايتها الفنية المبكرة فإن الحياة الشخصية لها هى ذاتها رحلتها الفنية، فلا نستطيع أن نفصل إحداهما عن الأخرى، فقد عاشت الفنانة نيللي – التي ولدت باسم “نيللي آرتين كالفيان” في القاهرة في مصر في الثالث من يناير عام 1949، وهي من أصل أرمني من حارة الجب في حلب سوريا – كل مرحلة عمرية من حياتها أمام كاميرات السينما، لدرجة أن عمرها يعتبر بالفعل مُؤرخا من خلال الشاشة الفضية، وذلك منذ طلت علينا لأول مرة عام 1953 وهي في مرحلة الطفولة المبكرة حيث كان يبلغ عمرها 4 سنوات – آنذاك- بوجهها البريء ورابطة الشعر البيضاء، لتلعب دور ابنة الفنان عماد حمدي في فيلم “الحرمان” من إنتاج والدها، الذي شاركتها البطولة فيه أيضا شقيقتها “فيروز”.

والجميل أن علاقتها الأخوية الحميمة مع شقيقتها لم تتأثر أبدا بذلك التألق الكبير الذي حققته شقيقتها “فيروز” أثناء طفولتهما وعملهما في المجال الفني، فلم تشعر بالغيرة أبدا من نجاحها، بل كانت تصفها دائما في جميع أحاديثها الصحفية بأنها “المعجزة”، وتعترف أنه لا توجد طفلة استطاعت أن تنافس شقيقتها بموهبتها المتفردة، كما ظلت طوال حياتها تعتبرها القدوة المثالية بالنسبة لها.

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
تتميز بقدرتها على تصدير الطاقة الإيجابية

ولأن الفوازير تعد أصعب فهما من قضية الشرق الأوسط لاعتقاد خاطىء عند البعض بان الفوازير عبارة عن رقص، ولم يفهموا أن الفوازير فن راق ومقدرة على وضع المعلومة في قالب فني واستعراضي ومقدرة فائقة على الأداء، فقد ركزت “نيللي” في صناعة الفوازير بجودة فائقة إنطلاقا من أنها تعد أقدم لغز في التاريخ سُجل في مخطوطة تنتمي إلى الحضارة البابلية، وقد كُتِب دون أجوبة بطريقة شعرية سهلة وبجمل قصيرة. يقول أرسطو: “الألغاز الجيدة تمنحنا استعارات جيدة، ولكي تصنع استعارة جيدة عليك أن تصنع لغزًا جيدًا”، والفوازير تعتبر أقدم أنواع الأدب المتوارثة من الحضارات القديمة والثقافات المختلفة، كالصينية والفارسية والهندية والعربية، فلقد اشتهرت معظم المجتمعات القديمة والحديثة فيما يتعلق بتواصل أفرادها بالالتفاف حول شخص ما يقوم بسرد حكايات وقصص، وأحيانًا كانت تلك الحكايات تحتوي ألغازًا من باب التشويق.

ويحكي الرحالة “إدوارد لين” الذي زار مصر في القرن التاسع عشر عن ارتياد الآلاف من المصريين المقاهي بعد الصلاة للاستماع إلى رواة السير الشعبية وشعراء الربابة، وأهل الريف كانوا يتحلقون في رمضان حول الرواة والحكّائين ليسردوا قصصهم وبعضا من الفوازير البسيطة الشعبية، طور المصريون ذلك الفن القديم مع تطور وسائل التواصل، وبدأوا في التفنن بتقديمه بأشكال مختلفة، ومن هنا اهتمت “نيللي بفن الفوازير، حيث قدمت فوازير مجموعة كبيرة من الفوازير، وفي هذا الصدد تقول إن “الفوازير” تجربتها الأفضل طوال حياتها، مؤكدة أنها كانت تستغرق الكثير من الوقت وكانت تعمل طوال العام، مؤكدة: “الفوازير دى حياتى ومنحتى أحلى ما فى العمر”.

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
تشع جو من البهجة والمرح

وهنا نتوقف أمام قولها بأن (الفوازير) عمل فني راق لا يقدره إلا كل فنان، لأنها ليست مخرجا ولا كلمات ولا استعدادات ولا حتى فنانين، ولكنها عمل متكامل يعطي روح العصر ورحيق التاريخ مع مقدرة فنية تفوق الوصف في تقديم الاستعراض الفني وطبعا يكون مصمم الاستعراض فاهما ودارسا فليس كل (هز وسط رقصا)، وليس كل من قال ستوب (مخرجا)، وليست كل كلمة مفيدة أو معبرة، ولكن العمل ككل يأتي كتحفة فنية مكتملة جوانبها، فالكلمة إحساس والحركة الاستعراضية إحساس، وعموما عندما تعود بي الذاكرة إلى الوراء أجد أن الفوازير أعطتني الكثير وصنعت اسم “نيللي” إلى حد كبير، أو قل اقترن اسمي بها لأنني كنت دائما أحلم بفن الاستعراض، وهذا ما أعطته لي الفوازير لأن السينما لا تقدم الاستعراض إلا نادرا خاصة بعد انتهاء العصر الذهبي، فلم تعد الدنيا أفلام استعراضية مثل ما قدمته أفلام “فيروز ونعيمة عاكف وكذلك هند رستم”.

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
صريحة وتكره الكذب

وتضيف: لم يعد هناك منتج شجاع مثل “أنور وجدي أو حسين فوزي”، ولا المخرج المتحمس للاستعراض، فتركوا هذا الفن للصدف وذلك بسبب ارتفاع تكاليف مثل هذه الأفلام، فضلا عن إمكانات فنية لم تعد متوافرة للعديد من الفنانين، ولذلك وجدت أن التلفزيون هو الحل الوحيد ونجحت مع الفنان المخرج الراحل فهمي عبد الحميد في أن نجعل من فوازير رمضان عملا (استعراضيا)، والحقيقة التي قد لا يعرفها البعض أن الفوازير قبل فهمي عبد الحميد كانت بلا أية قيمة فنية، كانت مجرد اسكتشات كوميدية، استهلاكية، ولكنني مع فهمي عبد الحميد حولنا الفوازير إلى حلم جميل يداعب خيال كل فنانة من اللاتي يتصارعن عليها الآن، ولكني لا أخفي على أحد أن وضع الفوازير حاليا في هبوط ولم يعد لها الرونق المطلوب، وذلك بسبب بسيط هو أن الجميع وضعوا أنفسهم في الإطار نفسه والقالب ذاته الذي قدمناه أنا وفهمي عبد الحميد منذ انطلاقتها، ولا يستطيعون الفكاك منه أو حتى أن يغيروا منه أو يضيفوا إليه ويبتكروا غيره.

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
لا أحد يضاهي خفة ظلها وطلتها المبهجة

بدأت “نيللي” حياتها الفنية وهى لاتزال طلفة في الرابعة من عمرها، فظهرت في أدوار غنائية وفنية راقصة في أكثر من فيلم وهي: فيلم “الحرمان” عام 1953، فيلم “عصافير الجنة” عام 1955، فيلم “حتى نلتقي” عام 1957، فيلم “التوبة” وفيلم “رحمة من السماء” وفيلم “هي والرجال” عام 1958 ومسلسل “الرمال الناعمة” عام 1959.، وكان أول ظهور لها وهي شابة كان في فيلم “المشاغبون” مع رشدي أباظة ونجوى فؤاد ومن إخراج محمود فريد عام 1965، وفي عام 1966 قدمت أول بطولة لها في فيلم “المراهقة الصغيرة” مع أحمد رمزي وأحمد مظهر ومن إخراج محمود ذو الفقار كما شاركت في المسلسل الإذاعي “شيء من العذاب” أمام الفنان الكبير محمد عبد الوهاب.

وتوالت أعمال “نيللي” السينمائية فقدمت إلى نهاية فترة الستينات فيلم “إجازة صيف”، فيلم “بيت الطالبات”، فيلم “نورا”، فيلم “أنا الدكتور”، فيلم “اللص الظريف”، فيلم “نساء بلا غد”، فيلم “الرجل الذي فقد ظله”، مسرحية “الدلوعة”، فيلم “أسرار البنات”، فيلم “الحب سنة 70″، فيلم “زوجة بلا رجل”، فيلم “دلع البنات”، فيلم “مجرم تحت الاختبار”، فيلم “يوم واحد عسل”، فيلم “صباح الخير يا زوجتي العزيزة”، وخلال فترة السبعينات تنوعت أعمالها بين السينما والدراما والمسرح فقدمت أفلام “مغامرة شباب، إمرأة زوجي، لا لا يا حبيبي، غداً يعود الحب، مذكرات الآنسة منال، عصابة الشيطان، شباب في عاصفة، ملوك الشر، شياطين البحر، ذكرى ليلة حب، مدينة الصمت، نساء الليل، كلمة شرف، الشحات، الحب والصمت”، ومسلسلي “المارد، والدوامة، وقدمت في المسرح مسرحيات “كباريه، سندريلا والمداح، العيال الطيبين”.

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
شابة في مقتبل العمر

وقدمت  للسينما في تلك الفترة أيضا أفلام “بنات للحب، دنيا، نساء للشتاء، قاع المدينة، غابة من السيقان، عايشين للحب، سؤال في الحب، سيدتي الجميلة، الخاطئون، إمرأتان، نساء ضائعات، صائد النساء، الحساب يا مدموزيل، العاشقات، شلة الأنس، وداعًا للأمس، الدموع في عيون ضاحكة، البنت الحلوة الكدابة، عذراء.. ولكن، العذاب امرأة، طائر الليل الحزين، أهلا يا كابتن، مبروك جالك ولد، الاعتراف الأخير، إمرأة بلا قيد، النشالة، عيب يا لولو .. يا لولو عيب، شفاه لا تعرف الكذب، خطيئة ملاك، وفيلم “الوهم”.

ولكن بجانب كل هذه الأعمال، أهم ما ميز فترة السبعينات لدي “نيللي” كان اجتماعها مع المخرج المبدع فهمي عبد الحميد وقرارهما المشترك تقديم فوازير رمضان بشكل جديد يخلط بين الرسوم المتحركة والاستعراضات وهذا ما تم لتبدأ سلسلة فوازير أولها كان فوازير “أنا وأنت فزورة” و”فوازير صورة و30 فزورة”، في بداية الثمانينات تم تطوير فكرة الفوازير بعد التعاون مع الشاعر والكاتب صلاح جاهين لتقدم نيللي مع فهمي عبد الحميد فوازير “عروستي” عام 1980 وفوازير “الخاطبة” عام 1981، وخلال فترة الثمانينات شاركت في الكثير من الأعمال بجانب الفوازير وهي: فيلم “العاشقة”، فيلم “اللعبة القذرة”، فيلم “لحظة ضعف”، فيلم “دندش”، فيلم “مع تحياتي لأستاذي العزيز”، فيلم “حادث النصف متر”، فيلم “الغول”، فيلم “اتنين على الهوا”، مسلسل “إنها مجنونة مجنونة”، مسلسل “برديس”، فيلم “الخاتم”، فيلم “غابة من الرجال”، فيلم “أنا وأنت وساعات السفر”، مسرحية “إنقلاب”، مسلسل “حبيبي الذي لا أعرفه”.

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
مع عادل إمام وعزت العلايلي

في عام 1990 عادت إلى الفوازير بعد انقطاع تسع سنوات من خلال فوازير “عالم ورق” مع جمال فهمي عبد الحميد، ولم تقدم على مدى الخمس سنوات التالية سوى الفوازير وهي: فوازير “صندوق الدنيا” عام 1991، فوازير “أم العريف” عام 1992، فوازير “الدنيا لعبة” عام 1995، فوازير “زي النهاردة” عام 1996.، وفي عام 1997 شاركت في مسلسل “سنوات الشقاء والحب” مع صلاح السعدني ومادلين طبر ومن إخراج أشرف فهمي، وعام  2000 شاركت في مسلسل “ألف ليلة وليلة” مع محمود قابيل ورجاء الجداوي ومن إخراج عمرو عابدين، وفي عام2002  شاركت في مسلسل “ألو رابع مرة” مع شويكار ومصطفى فهمي ومن إخراج سيد طنطاوي.

ظل الفن هو المحرك الأساسي لحياة النجمة الكبيرة “نيللي” حتى عندما تزوجت المخرج الكبير حسام الدين مصطفى، والذي كان يكبرها بسنوات عديدة، ولكنها تعرفت عليه وهى في سن المراهقة، وقدمت معه أعمال متعددة منها فيلم “الشحات”، وأسرها المخرج الكبير بكلمات الحب والورود التي كان يقدمها لها باستمرار، ولم تستطع “نيللي” أن تبلغ أهلها بارتباطها، فتركت المنزل لتتزوج حسام الدين مصطفى، ولكنها بعد 3 أشهر طلبت منه أن تعود لمنزل والدها وقالت “أنا عايزة أروح” وفقا لما ذكرته في إحدى لقاءتها الإعلامية، ثم أضافت أنها اكتشفت بعد مرور السنين أن المخرج حسام الدين مصطفى كان “رجل محترم وreally gentleman، ولكنها لم تندم على انفصالهما.

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
تربعت على عرش نجومية الفن الاستعراضي

وتم خطبتها للملحن مودي الإمام ابن المخرج الكبير حسن الإمام وشقيق الراحل حسين الإمام لكنهما لم يستمرا طويلا، وتزوجت “نيللي” بعد ذلك من خارج الوسط الفني من المنتج عادل حسني، ثم من رجل الأعمال خالد بركات، ولكن الزواج انتهى بالفشل نتيجة رغبة أزواجها في أن تترك الفن وتعتزل، كما قالت هى في حديث لها عام 2005، ونفت شائعات زواجها من بعض المشاهير مثل محرم فؤاد ويوسف منصور الذي قدمت معه عدة أعمال فنية.

عندما تتذكر نيللي الفوازير تلمع عيناها، وتتحدث بشغف وتصف الفوازير بـ “حياتي”، وروت كيف اقتحمت عالم الاستعراض، فبعد نجاح فوازير الثلاثي سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، عرض عليها المخرج فهمي عبد الحميد أن تقدم معه برنامج اسمه “كاريكاتير” عن فن الرسوم المتحركة، ولم تلفت الفكرة انتباه نيللي، ولكنها وافقت فقط بسبب وجود تتر استعراضي، وبعد عام واحد تركت نيللي السينما، وأصبحت نجمة الفوازير والاستعراض ثم توقفت لفترة لتكمل مسيرتها شيريهان.

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
لحظة عفوية مع إحدى صديقاتها

ومن المفارقات الغريبة في حياة ” نيللي” أنها تقول رغم إنها لم ترتبط بعلاقات صداقه قوية داخل الوسط، لكنها تتذكر دائما علاقتها بالعندليب عبد الحليم حافظ الذي كان يتحدث معها دائما عن اختياراتها الفنية، ولم يجتمع العندليب ونيللي في السينما، لكنهما ظهرا في برنامج النادي الدولي، والذي كان يعرض على التلفزيون المصري في السبعينات مع الإعلامي سمير صبري، وقرأت نيللي الفنجان للعندليب حيث يعرف أصدقائها أنها قارئة ماهرة للفنجان.

نيللي .. أيقونة الفوازير التي لاتغيب
تتحدث بعشق لتراب هذا الوطن

بقي أن نقول أن نيللي كانت تكتب الشعر في سن صغيرة، وكانت تعد في كل عيد أم مجموعة أبيات لأمها، وأنها تعلمت الالتزام من الفنانين الكبار الذين عملت معهم وعلى رأسهم صلاح ذو الفقار، وهند رستم التي كانت تغرم من يتأخر وتجبره على أن يعزم الجميع على حاجة ساقعة، مشيرة إلى أن محمود مرسي تبنأ لها في أول ظهرو معه بأنها ستكون ممثلة رائعة، وأشارت نيللي في حوار لها أنها قبل سنوات أنها مسيحية، ولكنها تحافظ على الصلاة، لافتة إلى أنها تعرف أن الموت حقيقة لا محالة، وأن الحياة شغلتها في سن الشباب ولكنها الآن عرفت ماهية الأشياء، ويعتبر الورد كان شيء أساسي في كل قصة حب عاشتها، موضحة إنها أحبت كثيرًا وعانت كثيرا في حبها، وكان الكذب من أكثر الأمور التي أرقت حياتها، حتى أنها ظلت لفترة كبيرة تعاني ما هو أشبه بالعقدة، وعاجزة عن تصديق أي شخص في البداية.

وعن ابتعادها عن العمل الفني قالت نيللي في إحدى تصريحاتها الصحفية: “شبعت شهرة” موضحة أنها تريد الحفاظ على صورتها القديمة أمام الناس، إذ قالت “تعرض على يومياً أعمال فنية لكنى أعتذر، لأني وصلت لقناعة بضرورة الانسحاب وأرجو أن تظل صورتي جميلة في عيون الناس، وبصراحة نفسي أموت جميلة مش عجوزة،

وأضافت أن ابتعادها عن الإعلام والأضواء سببه أنها ترغب في أن تشعر بأنها ذكرى وهى على قيد الحياة، مشيرة أن إحدى الدول العربية طلبت منها أن تمثل فوازير للتليفزيون، فاشترطت منح نسخة هدية لمصر فرفضت الدولة العربية ذلك، فقررت نيللي عدم قبول العرض.. ونحن في هذا البروفايل نقدم لها باقة ورد مصحوبة بأحمل الأمنيات جراء من قدمتها لنا من متعة استعراضية تبقيها أيقونة لا تغيب عن أعيننا على مر الأيام والسنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.