رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أسماء أبو اليزيد .. موهبة غيرت مفهوم الجمال

أسماء أبو اليزيد .. موهبة غيرت مفهوم الجمال
تمتلئ شبابا وموهبة

كتبت : كرز محمد

الممثل الحقيقي ينجح فقط إذا جسد الدور الذي يقوم به جيدا وبصورة حقيقية وصادقة، بحيث يترك أثرا طيبا في نفس المشاهد، ولكنه يرتقي لدرجة أعلى ويصبح “مشخصاتيا” مميزا بكل ما تعنيه الكلمة؛ عندما يخلق لكل شخصية ملامح  وحدوتة خاصة بها، تتحلى بصفات نادرة لا تلتصق بغيرها، وهى في ذلك تمر بلحظات صعود وهبوط وتفاصيل مبهرة، كما تجيد العزف على أوتار المشاعر بدقة، مثلما فعلت ضيفتنا في باب “نجوم على الطريق” هذا الأسبوع الفنانة الشابة “أسماء أبو اليزيد” التي خطفت الأضواء بملامح مصرية خالصة على خشبة المسرح والتلفزيون والسينما، وقد تعددت الأوجه الدرامية لها، لكن بقيت النجومية واحدة، تقلع ثوب شخصية وتتلبس أخرى والمشاهدون يصدقون ويتفاعلون، يتناسون من هي “أبو اليزيد” ويتعلقون بـ “يمنى، ماكنيا، نوجة، جليلة، تقى، سلمى، عزة، فرحة شقيقة أبو رجيبة، والآنسة فرح” وغيرهن من الشخصيات التي أعطت لهن “أسماء” لمسات خاصة لن تحيا بدونها.

الأسماء كثر والتفاصيل والصفات والملامح دقيقة وغزيرة وواضحة؛ ومن هنا يتسلل أداؤها ببراعة ما بين الفتاة الفقيرة البسيطة والفرعونية ذات القدرات الخارقة الغريبة، والفتاة الشعبية الشقية، ونجمة تياترو “أوجيني” الطامحة، الذي أبرز موهبتها الغنائية إلى جانب التمثيلية لصاحبة البشرة السمراء الفرعونية التي تعطيها جمالا لا يوصف، تلك الفتاة التي غيرت مفهوم الوسامة في السينما والدراما، بما تحمله من ملامح مصرية أصيلة وبسيطة، حتي أصبحت صاحبة طلة مميزة على جناح أداء عفوي ارتاح له المشاهد، ولم يستغرب وجهها، فهي واحدة منا أكثر من كونها ممثلة، ومن ثم  فقد دخلت قلوب المصريين من أوسع الأبواب، وأصبحت مع الوقت ممثلة مطلوبة، في العديد من الأعمال وبالأخص التي تتناسب مع ملامحها.

أسماء أبو اليزيد .. موهبة غيرت مفهوم الجمال
تتطلع إلى غد أكثر إشراقا

ولدت “أسماء أبو اليزيد” لأب قاهرى وأم من محافظة الشرقية، ودرست في كلية الفنون الجميلة، وتخصصت في بداية حياتها في الدعاية والإعلان والرسوم المتحركة في الكلية، وعملت في مجالها بعد التخرج لفترة قصيرة، ثم انتقلت لمجال بناء العلامات التجارية الـ “branding” وتركته أيضا لتعمل كـ “انستركتور” للأطفال، و”كوتش” تدريب لأعضاء “أتيليه المسرح”، والذي لمعت من خلاله  فيما بعد في مجالي التمثيل والغناء، والأخير كانت تحبه وهي صغيرة، فكانت تردد الأغاني القديمة دوما، وقد حلمت مبكرا بأن تكون ممثلة وفنانة على المسرح، لكنها لم تشارك في المسرحيات المدرسية لعدم وجود مسرح بالمدرسة، لكنها حصلت على فرصتها في الجامعة مع فريق أتيليه المسرح بكلية الفنون الجميلة، ثم شاركت في أكثر من عمل مسرحي، ودوبلاج.

انضمت بعد تخرجها لفرقة “بهججة” التي أسسها أيمن حلمي، وقد شاركت فيها بالمصادفة عندما شاهدت إعلانا يطلب عن طريق “الفيسبوك” شبابا لديهم موهبة غنائية، ولديهم القدرة على التقليد والأداء والتمثيل، تلك الفرقة المكونة من خمس فتيات تقدم فن المونولوج والغناء، هذا النوع من الفنون له عشاقه من سنين، لأنه يبعث البهجة والضحك بشكل دعابة غنائية جميل، لكنه فن من نوع معاصر للجيل الحالي ليس المنولوج المعروف زمان، وأول عرض مسرحي قدمته “الحياة جميلة”، وشاركت في “اسطبل عنتر”، الذي أخرجه الفنان بيومي فؤاد، لـ”أتيليه المسرح”.

أول دور حقيقي لها كان دورا صغيرا في “أنا عشقت” عام 2014، وعلى أثره رشحها المخرج تامر محسن، لدورا أكبر في المسلسل الرمضاني “هذا المساء”، وقد قامت بالكثير من الاختبارات حتى نجحت للحصول على دور “تقى”، وكان أول وقوف لها أمام الكاميرات، وأحست وقتها بالخوف الشديد، وكل ما في الأمر هو أن تحس بالدور ولا تهتم بوجود الكاميرات حولها، كان دورا قويا وقد أحبته كثيرا بسبب الصفات التي كانت تحملها من طيبة ونظافة وإحساس قوى، وقد أثبتت جدارتها في هذا الدور، حيث كسبت تعاطف الجمهور معها طوال حلقات عرض المسلسل.

أسماء أبو اليزيد .. موهبة غيرت مفهوم الجمال
تحكي جرء من حياتها

كان لها تجربة في الإخراج أيضا بمسرحية من نوعية الـ “ميلودراما” باسم “حبهان”، ثم مثلت في العديد من الأعمال غيرها مثل “ثورة المدينة وصنع في الصين” وغيرها، عندما حاول الكثيرين حصرها في أدوار الدراما والنكد التي تناسب ملامحها السمراء البسيطة رفضت، لأنها ببساطة فنانة مليئة بكافة أنواع التمثيل والطاقة للعمل بكل ألوان الفن بالسينما والمسرح والتلفزيون، سواء كانت الأدوار التي تلعبها “دراما أو كوميدي أوإثارة”، وربما يعود هذا التصنيف بسبب ما قدمته من دور الفتاة المنكسرة في مسلسلي “أنا شهيرة .. أنا القاتل” و”هذا المساء”، لأنها تميزت في تقديم تلك الأدوار.

ومن أجل ذلك سعت “أسماء أبو اليزيد” إلى التنوع في الأدوار كي لا تقع في براثن النمطية، وقدمت شخصيات مختلفة مثل دورها في في فيلم “عيار ناري”، و دورها أيضا في “جليلة”، اللذين كانا مختلفيين تماما عليها، حيث لعبت دور الفتاة الشقية صاحبة الدم الخفيف التي تغني، ومن هنا بدأت تحرص أن تقدم أدوارا متنوعة ومختلفة لكي لا تحبس نفسها أبدا في إطار واحد، خاصة أنها لديها حلم كبير في لعب أدوار كثيرة ومميزة  وجديدة ومختلفة، وتترك بصمة كبيرة من خلال أعمالها لتتميز وسط الفنانات الأخريات من جيلها.

طموح أسماء أبو اليزيد بلا حدود، فهى كانت تحلم بالتمثيل أمام الفنان الراحل أحمد زكي لكنه أصبح مستحيلا، فهو مثلها الأعلى بالتمثيل، لأنه صاحب موهبة لن يصنع مثلها حتى الآن، ومن المعروف عنها أن لديها صوتا جميلا، وهذا ظهر في عدد من الأعمال التي شاركت بها بالغناء، مثل الأغاني التي قدمتها في “ليالي أوجيني”، وكانت كلها منولوجات، وتم نشرها علي صفحات الفيسبوك بشكل كبير .

أسماء أبو اليزيد .. موهبة غيرت مفهوم الجمال
فتاة عصرية تعبر عن هموم شباب اليوم

هذا ويعد مسلسل “ليالي أوجيني” هو نقطة انطلاقها الكبيرة نحوالشهرة والوصول إلى حالة من النضج الفني الذي يؤهلها لخوض تجارب كبيرة في الأداء التمثيلي، لأنه باختصار كان واحدا من أهم المسلسلات التي شاركت بها، وأنجحها، فمن خلاله حصلت على قاعدة جمهورية كبيرة في ظل مسلسل متكامل وكل عناصره تدعوك للنجاح، خاصة أنه مختلف عما عرض من مسلسلات رمضان من هذا العام، حيث ركز من خلال “النوستالجيا” علي العلاقات الإنسانية بين زوج و زوجة منفصلين وأب وابنته وحبيب وحبيبته، وأدخل الشخصيات في صراع نفسي بين ما يشعرون به، فتدور أحداثه في فترة الأربعينيات، وكل العناصر تم توظيفها ليشعر المشاهد أنه بالفعل في هذه الفترة من ديكور وموسيقي وملابس، وأيضاً الصورة الحلوة ساعدت فريق العمل في الخروج بشكل مميز.

أسماء أبو اليزيد .. موهبة غيرت مفهوم الجمال
بدوية تعزف على أوتار المشاعر

رغم جمالها الأسمر الرائع والذي لفت انتباه الجميع، فدائما ما يقولون لها عبارة (أنت جميلة جدا، رغم أنكِ سمراء اللون) تلك العبارة تضايقها كثيرا، وعندما سئلت عن السبب، أكدت أن تلك العبارة فيها عنصرية فالجمال بالنسبة لها لن يكون مرتبط بلون، فالسمراوات لن تقل جمالا عن أي أحد، أما العبارة التي تحبها (أنت شبه كل المصريين)، لأن تلك الجملة تشعرها إنها محبوبة كثيرا لأنها تشبههم بالروح والكلام وليس الشكل فقط، أيضا أكدت أن الجمال مهم خاصة في وسطهم الفني، الجميل يبحثون عن الجمال في كل شيء، لكنه لم يصبح سببا في نجاحها كفنانة، هكذا تؤمن وتعتقد.

وعلى الرغم من مشوارها الفني القصير الذي ما زال في بداياته، فقد بزغ نجم “أبو اليزيد” في أفق الاحترافية، وتعلق عقول وقلوب المشاهدين بها، لاسيما وأنها تحلت بإداء خاص، مبهر، ومتغير، دون افتعال، ضمن سياق المسلسلات والأفلام التي شاركت فيها في مواسم متعاقبة؛ فرآها المشاهدون بانفعالات عديدة غير مبالغة، ومواقف متفرقة، ونظرات ثاقبة، وملامح متغيرة، في عدة أوجه درامية مختلفة، على مدار العديد من الأعمال الدرامية، وهى في كل ذلك تنطلق من قناعة خاصة لديه لبأنها تسعى – على حد قولها – لأن تكون فنانة شاملة، قائلة: أريد أن أصبح أسماء أبواليزيد، التى لها شكل وأداء يميزها وخاص بها، “باحاول أكون نفسى”، ونحن من جانبنا نؤكد أن هذه الفنانة الشابة بسمارها الجذاب وشعرها الأسود القاتم وملامحها البريئة، قادمة بقوة وثبات على طريق النجومية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.