رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

خطايا الإبراشي و”التاسعة”

بقلم : محمود حسونة

لا يخفى على أحد أن مصر مستهدفة من دول وجماعات وأفراد، وبعد أن أصاب مستهدفيها العجز وفشلوا في تحقيق مرادهم، اعتمدوا الشائعات والأكاذيب وسيلة للنيل منها، أملاً في أن ينشر هذا السلاح الرخيص بعض الفوضى على أرضها أو الفتنة بين أبنائها، ويجندون لذلك كتائب إلكترونية عابرة للدول وأجهزة إعلام أصبحت معروفة للقاصي والداني، ينشطون في أوقات الأزمات ليسكبوا الزيت على النار، وآخرها أزمة كورونا، وفي كل مرة لا يلقون سوى الفشل مصيراً.

لكن أن يكون التليفزيون المصري مصدرًا لترويج الأخبار الكاذبة ونشر الشائعات وخلق الفوضى، فهذه هي الطامة الكبرى، سواء حدث ذلك بوعي أو بدون وعي، خصوصاً أننا نعيش في مرحلة حرجة تفرض إخراج الفاقدين للوعي من دائرة المسؤولية وصناعة الحدث.

أول أيام تطبيق حظر التجوال في مصر، حدث زحام كبير في مترو الأنفاق خلال ساعة ما قبل سريان الحظر، وهو الامر الذي قتلته كلاماً  وعرضاً وتحليلاً وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، وأطل وزير النقل كامل الوزير عبر أكثر من محطة تليفزيونية معترفاً ومتعهدًا بحل الأزمة وعدم تكرارها، وتدخلت الحكومة في الموضوع وتعهدت هي الأخرى بالحل؛ لنفاجأ في خامس أيام الحظر، بالتليفزيون المصري يعرض صور الحدث الذي مضى وانتهى بتفاصيله وتداعياته، وكأنه “طازج” و”سبق” صحفي، وعبر ما يُعتبر أهم برامجه، “التاسعة”، وعلى قناته الأولى ومع نجم نجومه وائل الإبراشي!

استضاف الإبراشي كامل الوزير تليفونياً، ليُجن جنون الوزير، وهو يرى تليفزيون الدولة الرسمي يسلك نفس سلوك المتربصين باستقرار الدولة وأمنها وأمانها؛ وللأمانة فإن الوزير لم يكن وحده الذي جن جنونه، بل كل مصري غيور على بلده وحريص على استقراره، وكل إعلامي متمكن من أدواته وعارف بأصول المهنة وكيفية فتح ملفات وتناول قضايا مصيرية لمعالجتها في وقت الأزمات، لا اختلاق أزمات في الأوقات الصعبة من حياة الدول.

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.