وكان  (طارق عبد العزيز) قد سقط أثناء تصوير أحد مشاهده في الفيلم، وأصيب ببعض التشنجات، وتوقف نبض قلبه وعاد مرة أخرى، لينتقل للمستشفى رفقة نجله، قبل أن يفارق الحياة هناك.

وكما هو معروف كان (طارق عبد العزيز) قد تعرض لأزمة صحية في يونيو الماضي وخضع لعملية قسطرة في القلب، وكانت آخر أعماله مسلسل (أعمل ايه؟!) الذي عرض قبيل موسم رمضان 2023 حيث جسد دور (شوقي) المحامي صديق بطل المسلسل (عبدالله الفولاني / خالد الصاوي) الذي خاض مع الأسرة العديد من الظروف الصعبة.

وبعد عرض المسلسل كتبنا عنه، ويومها اتصل بي يطمئن على أدائه، وقال لي أيه رأيك؟، فقلت له: (عظمة والله يا طارق، والمسلسل كله ممتع جدا لولا المط والتطويل، لكن لو كان عدد حلقاته أقل كان سيكون أكثر تماسكا).

كانت تربطني بالنجم الراحل صداقة وطيدة وأتذكر أنني أطلقت عليه لقب (صلاح منصور العصر) بعد أدائه الرائع لدور (سيد الوكيل) في مسلسل (رحيم) وكتبت هذا اللقب في جريدتنا (الأهرام) ويومها اتصل بي يشكرني.

الغريب أنني عندما سمعت خبر رحيله لم أصدق، وعندما بحثت عن عمر رحيل نجمنا العبقري (صلاح منصور) وجدته توفى في نفس سن (طارق) بالضبط وكأن بينهما عناصر كثيرة مشتركة حتى في عمر الرحيل .

واليوم ونحن نودع النجم المتميز (طارق عبد العزيز) لانملك له سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وننتهز الفرصة بإعادة نشر حوار له قبل نحو مايزيد على الثلاث سنوات في بداية انطلاق بوابة (شهريار النجوم) وتحديدا في العاشر من مارس 2020، قد جاءت التفاصيل على النحو التالي:

يمتلك الفنان (طارق عبدالعزيز) عينان معبرتان، لا تكذبان دراميا، ففي كل عمل فني يقدمه تجده صادقا جدا، وهذا الصدق يظهر في عينيه المعبرتان عن كل المشاعر، فمرة تجدهما مليئتان بالحب، ومرة بالكره، وثالثة بالغطرسة والغرور، حتى لو كان الدور خفيفا أوبسيطا، تجده منصهر فيه تماما، فهو يضع إحساسه في خدمة موهبته ليقدم فنا مميزا بخصوصيته.