رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

زنقة النقيب

بقلم : محمود حسونة

من حقك أن تستمع إلى حسن شاكوش وحمو بيكا وعمرو كمال وباقي قائمة مؤدي أغاني المهرجانات، ومن حقي أن أستمتع بأم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب وعبد الحليم ومحمد منير وعمرو دياب وباقي مطربي قائمة أهل الطرب والسلطنة، ومن حق هاني شاكر أن يتخذ ما يشاء من قرارات المنح والمنع لمن يشاء ممن يملأون الساحة غناءً أو ضجيجاً، فالأمر سيان ولن يغير من الواقع شيئً. 

لقد خلقنا الله تعالى فوق بعض درجات، وبعد هذا الإقرار الإلهي، لا مجال للجدل والسفسطة التي لن تقدم ولن تؤخر في الأمر شيئاً، فمنذ بدء الخليقة وكان الاختلاف كبيراً بين قابيل وهابيل، وإلى قيام الساعة سيظل لكل إنسان شخصيته وذوقه وطموحه وهدفه، ولَم ولن يُجمع الناس على شيء، وهو ما يؤكده التاريخ، وما ندرك أنه سيحمله لنا المستقبل. 

أمام ذلك، كان ينبغي على نقابة المهن الموسيقية ألا تصادر على نمط غنائي – أرفضه وأعي أن الابتذال سمة أساسية في معظم أغنياته – وبدلاً من المنع بقرار، على النقابة الراعية للموسيقى والغناء أن تبحث عن وسيلة أخرى تحارب بها أغاني المهرجانات وتنال ممن يؤدونها، ولعل النقابة وعلى رأسها أمير الغناء العربي، تعلم جيداً أن المنع والمصادرة لا تقضي أبداً على نمط غنائي، بل تؤدي إلى مزيد من الرواج له، وتدفع من لا يسمعه للبحث عنه والاستماع إليه، والتعلق به أحيانًا ليزداد جماهيرية رغم أنف النقابة ورعاتها. 

وفي زمن الفضاء المفتوح على مصراعيه، لا يمكن لقرار أن يزيح أغنية، أو يُجلس مغني داخل بيته، أو يُصادر حق مستمع في الاستماع إلى ما يرغبه ويهواه، ورغم أن النقيب الفنان أعلنها حرباً، وخاطب اليوتيوب لإزالة أغاني المهرجانات، إلا أن أحداً لم يلحظ لها غياباً، ولو حدث واستجاب اليوتيوب فلن تغيب أغنية المهرجانات عن الفضاء الاليكتروني بقنواته وصفحاته وتطبيقاته العنكبوتية، وستظل هناك أساليب للتحايل وتوصيل السلعة المصادرة لمن يريدها. 

الغناء في الملاهي والبواخر والفنادق، لا يصنع مغنياً ولا يشهر أحداً، ولكنه استغلال لمن حققوا الشهرة بالفعل، وبالتالي فإن نقيب الموسيقيين زنق نفسه، وقراره لن يغير شيئاً في خريطة الغناء المصري، والممنوع سيظل مرغوباً ومطلوباً. 

الغناء فن يمارسه في مصر ١٠٤ مليون إنسان، سواء في البيت أو الشارع أو المدرسة أو على المسرح أو في الملهى أو على مواقع التواصل والقنوات الاليكترونية، فمن منكم لم يغن سواء بينه وبين نفسه، أو أمام عائلته أو أصدقائه أو على مسرح مدرسي أو جامعي أو حتى عائلي، ولذا فالقرار ينال من صورة النقابة، ولن يجلس لا بيكا ولا شاكوش ولا غيرهما في بيته، ولن يجبر من اختار طريق الغناء وحقق الشهرة والثروة، أن يتراجع أو ينزوي في منزله خوفاً وندماً.

[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.