رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حرث قوم : “طرح البحر” .. نموذج آخر من نماذج المقاومة

بقلم : كرمة سامي

تاريخ من الفكر والفن يذهب أمام أعيننا دون جدوى، نقف مكتوفي الأيدي فيما نراه يذوي أمامنا. تراث ثقافي يحترق أمام أعيننا “كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ ” (117 آل عمران). شىء ما غريب حدث لقوم من الجُفاة الأغلاظ عندما فتح الإسلام قلوبهم وتسلل كالنسمة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا فأحدث انقلابا في الفكر والفنون والعلوم من الهند وفارس إلي فاس ومن النوبة إلى كازخستان، أورثوا أحفادهم حضارة ثرية عريقة فداس الأحفاد حضارتهم بنعال أحذيتهم!! 

صوت منكر يخرج من بيننا يهدد حبيبته، ابنة الجيران، أنها إذا هجرته سيشرب ‘منكرات’ و’مكيفات’! بينما من بين نفس هذه الأمة النائمة، وربما هى الآن أمة أخرى، احتمى الحبيب بمعطفه الأسود الشهير الذي يقيه من برد الإسكندرية في الشتاء ليغني في حدائق المنتزه: “تهدا الجراح وتنام وعمر جرحي أنا أكبر من الأيام”. أصبحت الأغنية الممنوعة مثل اسم لورد ڤولدمورت يستحوذ علينا ولا ننطقه إلا همسا كأننا نستحضر روحا شريرة!

في هذه المدينة التي يرجع تاريخها إلى العصور الوسطى، عاصمة البلد الذي يمتد تاريخه  أكثر سبعة آلاف عام من ‘الحضارة’ ليس لدينا “مناعة ثقافية”؛ تمر بجوارك عربة قمامة أو سيارة دفع رباعي وفي الحالتين رغم اختلاف البيئة الاجتماعية والوضع الاقتصادي فإن ‘السائق’ يستمع إلى نفس الأغنية والمصيبة أنه يطرب لها! لا فرق بين احتفال شعبي في نهر الشارع أو في فندق خمس نجوم، الكل يقفز ويثب ويحجل، طقوس زار متدرج اجتماعيا من الشعبية الفجة إلى الأرستقراطية الباردة،  لم نعد نخجل منها ولا علاقة لها بطقوس التعبير عن فرحة حقيقية.

 وما المشكلة في الأغنية؟ هي أغنية طربية ذات إيقاع متميز تبدأ بصوت حسن- وإن كان غير مدرب – لمطرب لا أعرفه لكنه لم يخرق طبلة أذني، ثم تتحول الأغنية إلى شيء آخر غير إنساني، يستولى عليها صراخ انفجاري صيّاح يثير فزع كل الكائنات الحية من حوله فتطير أو تفر بما فيها الحبيبة! بعد مساحة خضراء هادئة مريحة للنفس مثل حديقة الأورمان نجد أنفسنا في حديقة الحيوان وتحديدا في أحضان جبلاية القرود بعد أن عبرنا قفزا من شجرة إلى أخرى شارع نهضة مصر – لاحظ دلالة اسم الشارع – الذي يفصل بينهما. 

عنتر وعبلة أوبرا عربية معاصرة تعالج قضايا إنسانية

أغنية مشكلتها مع المتلقي المتحفظ أنها تعاني من فصام ما بين مطلعها ومتنها! إذ تبدأ طبيعية ثم تخرج ‘عفاريتها’ منها مندفعة في وجهك، تذكرني بمشهد مكتب مدير المستشفى الشهير للعبقري عبدالمنعم إبراهيم في فيلم “إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين” (١٩٥٨) عندما خدع زينات صدقي بأناقة سترته ورابطة عنقه وظاهر حواره المتعقل، وعندما خرج لها من مكمنه خلف مكتب المدير واقترب منها محاولا أن يقضم أذنها تبين لها أنه بدون سروال فأطلقت جملتها الكوميدية الخالدة:”هو أنت منهم!”

ماذا فعلنا لمواجهة “من هو منهم”.. هذا الغث المهرجاني الذي لا يعلم من أطلقوه معناه؟ عندما سأل الملحن حلمي بكر أحد “نجوم” هذا اللون عن معناه لم يتلق إجابة شافية. المِهرجان – بكسر الميم – احتفال يشهده جمع غفير من الناس، يختلطون فيروج بينهم الهرج والمرج، وقد يؤدي إلى الفتن، وهو ما يوازي في المصطلحات النقدية مفهوم الاحتفالية أو الكرنڤالية carnivalesque عن الناقد الروسي ميخائيل باختين (١٨٩٥-١٩٧٥) الذي طبقه باقتدار على أعمال الروائي الفرنسي فرانسوا رابليه، ونستخلص منه مقاومة الثقافة الشعبية لثقافة النخبة عبر طرحها ثقافة بديلة هزلية خارجة عن حدود اللياقة المجتمعية المتحضرة وإن وقع هذا الفعل بشكل مؤقت يتزامن مع الحدود الزمنية التي يحتلها الكرنڤال في الإطار الزمني العام لأي مجتمع مهما امتدت المساحة الزمنية التي شغلها. لذلك الحدود بين الكرنڤال والحياة اليومية واضحة ومهما حدث من اختلال فطبيعة الحدث مؤقتة ولابد أن تنتهي ليعود الوضع كما كان عليه ويخلع كل فرد قناعه وتنحسر عنه أعراض الشراب والمجون ليعود إلى لغته المهذبة وسلوكياته الوقورة حتى لو كان يصطنعها!  

إلى أن تنحسر موجة الكرنڤال – أو الاحتفال – لتعود بعد فترة موجة أخرى مضادة للثقافة المعتدلة لابد أن نبدأ بمواجهة النفس. افتقدنا فن “تربية الذوق”، وتدريب الأجيال على “المناعة الثقافية”، وكيف نطبقه والطلاب – يا وزير التربية والتعليم – يبدأون يومهم في طابور المدارس بالأغنية – إياها – وليس بقصيدة “مصر التي في خاطري” أو حتى أغنية “يا صباح الخير ياللي معانا” فلا حفظنا مقامنا بأحمد رامي ولا بيرم التونسي؟! 

أشعر بالحزن على أحوال التلاميذ في المدارس، ماذا قدمنا أو نقدم لهم من فنون وثقافة؟ كيف نوجههم في البيت والمدرسة وعبر وسائل الإعلام؟ كيف يقضون وقتهم في المدرسة؟ في حصص الخط واللغة العربية والتاريخ؟. هل نظمت لهم مدارسهم رحلات للمتحف الإسلامي لتأمل المقتنيات التي نجت من العمل الإرهابي في يناير ٢٠١٤ ؟  هل قام أي مدرس لمادة الخط العربي بزيارة مسجد السيدة زينب مع تلاميذه لقراءة النقوش القرآنية من سورة الرعد والنجم والشمس وغيرها من سور خارج المسجد وداخله المحفورة على الفضة والرخام والخشب والمطرزة على القماش، وتفحص الشريط الكتابي المزدان بآيات قرآنية مذهبة بإعجاب؟ هل أشار إليهم لتأمل زخارف الأسقف؟ هل أوضح لهم أستاذ اللغة العربية التاريخ الموازي في رحلة كسوة الكعبة كل عام من مصر إلى الحجاز أم أن هذا الموضوع خارج المنهج؟ (لن أطرح السؤال إذا كان قد أخذهم في رحلة إلى دار الكسوة في الخرنفش، وربما من الأفضل ألا يأخذهم! الله وحده أعلم بحال الدار التي تأسست عام ١٨١٦ وكان يخرج منها المحمل كل عام بحمولته الشريفة!). هل استمع مدرس اللغة العربية معهم إلى مسرحية “مصرع كليوباتر” وغناء كارم محمود من ألحان الموسيقار الفذ محمود الشريف لأشعار أحمد شوقي؟ 

عزيز الشوان أول أوبرا مصرية ١٩٤٧ ووسام الدولة في العلوم والفنون من الطبقة الأولى ١٩٦٧

هل في إطار تنمية الذوق وتهذيبه ومقاومة سيل البضاعة الفنية ‘المضروبة’ نظمت إدارات المدارس للتلاميذ أو نظمت الأسر بالكليات للطلاب رحلات إلى الأوبرا مثلا؟ لا أتحدث عن الأوبرا الخديوية ولا أوبرا ڤيردي المزمنة “عايدة” التي ‘فلقونا’ بها و’صدعونا’ لسنوات، ولا عن عرض أوبرالي معرَّب – والعياذ بالله – عن أوبرا أجنبية شهيرة مثلما غنت رتيبة الحفني في عرض “الأرملة الطروب” ليهار باللغة العربية، أتحدث عن أوبرا عربية بلغتنا تعالج موضوعاتنا وتواجه قضايانا وبشكل موسيقي تقبله الأذن الشرقية وتستسيغه وتتقبله، وهي تختلف تماما عن العروض الأوبرالية بالألمانية أو بالإيطالية لأنها تغنى بالعربي الفصيح. 

انطلقت الأوبرا في الغرب من الأعمال الدينية في ساحات الكنائس إلى قصور الأمراء والنبلاء وتبعا لهذا تحولت من التقشف والبساطة إلى البذخ والإبهار. طبعا لسنا ملزمين بالتقيد بقواعد الأوبرا الغربية وحسبنا رصيدنا من المسرحيات الغنائية والأوبريتات واللوحات الإذاعية الغنائية، هذا التراث المجيد الذي لا نعرفه ولم ينتقل إلى أبنائنا ليحميهم من كل ما هو غث ومهين للذوق الإنساني، ولكن للأسف معظم تجارب الماضي الفنية

فؤاد الظاهري عبقري التأليف الموسيقي والتوزيع

مجرد جهود فردية قرأنا عنها ولم نستمتع بها. 

حاول أن تعرف المزيد عن تاريخ الأوبرا في الوطن العربي ولن تنجح لأن شبكة المعلومات ستصر أن تثنيك عن مادة بحثك  لتخبرك بالجديد عن متصفح الإنترنت أوبرا أو بمعلومات عن حياة أوبرا وينفري وعملها. الأوبرا مسرح موسيقي يستعين بالقالب المسرحي لتوظيف أشكال موسيقية متعددة لمتعة المتفرج، ولذلك تميزها المعالجة القصوى لمواصفات سمعية وبصرية قد لا تجدها في المسرح بشكله المتعارف عليه لأسباب درامية نصية وأدائية. في المسرح النص هو السيد وقدرة المؤدي على التعبير عنه بالحوار والحركة، وفي الأوبرا الموسيقى هي السيدة وبراعة الأوركسترا في التعبير عن جوهر موضوع العرض  وتفوق المؤدين في الإضافة إلى التجويد بأصواتهم التي يُراعى عند تأليف النص وموسيقاه التباين في اختيارها، وكل ذلك وفقا لتصنيف معروف للأصوات الرجالية والنسائية توازي الفروق بين أنماط الشخصيات،  كذلك وحدات

محمود الشريف مؤلف الأوبرا المنسية مصرع كليوباترا

العمل الغنائية تبرز ملامح كل صوت وميزته، لذلك ستجد شخصية اللغة الموسيقية طاغية على العنصر الدرامي والحدث وتوزيع الشخصيات والملابس والحركة، ولا بأس في ذلك لأنه شكل مسرحي واضح لا يضحك على المتفرج أو يخدعه.

تاريخ العرب مع الأوبرا والفن الرفيع ليس حديثا. ينسب تأليف أول أوبرا عربية “الملكين” (١٩٢٧) للكاهن مارون غصن (١٨٨٠-١٩٤٠) أستاذ الخطابة ومدير المحفل الأدبي بكلية القديس يوسف في بيروت، أما والتأليف الموسيقي فللموسيقار ابن جبل لبنان وديع صبرا (١٨٧٦-١٩٥٢) الذي تعلم في الكونسرڤتوار الفرنسي. ومؤسس معهد الموسيقى بلبنان عام ١٩٢٥، ألف النشيد الوطني اللبناني.  للأسف ليس من بين فضائلنا التوثيق والتأريخ وإلا لكنا سمعنا مقاطع من هذا العمل النادر وشاهدنا عروضا لمعالجات له عصرية. ولا نستطيع طبعا أن نغفل حلم الموسيقار عزيز الشوان وجهده في هذا المجال الذي واصله بإصرار مستوحيا في أعماله الثقافة العربية والمصرية القديمة، ولم ير النور مستوفيا حقه على خشبة المسرح إلا بعد وفاته وعلى استحياء خاصم الجماهير المتعطشة لقيم الفن الحقيقية. 

نتحسر على فقرنا الحضاري ولدينا مسرحية “مصرع كليوباترا” لأحمد شوقي، درة من درر إنتاج الإذاعة المصرية تعاونت عليها كوكبة من نجوم الفن عام ١٩٦٨، إعداد إذاعي محمد الطوخي، وألحان الموسيقار محمود الشريف، وتوزيع وقيادة أوركسترا فؤاد الظاهري، وإخراج حسني الحديدي، وبطولة سميحة أيوب، وكمال ياسين، وعبد الله غيث، وغناء كارم محمود ونازك، ويكفي صوت كارم محمود وهو يغني كلمة ‘روما’ في متواليات غنائية أخاذة لنفهم حجم العمل الذي يظل حبيس الإذاعة في انتظار مستمتع يليق به! نفس العمل ألهم الموسيقار المصري سيد عواد عام ١٩٩٤ ليقدمه في شكل أوبرالي في ثلاثة فصول بدار الأوبرا المصرية وقاد الأوركسترا بنفسه وطبعا لا نعرف عنها شيئا وصاحبها لم يلتفت إليه الإعلام  فانتقل إلى الأردن ليحقق مجده الموسيقي هناك.

الأمثلة تترى مثل تعاون مكتبة الإسكندرية ودار الأوبرا المصرية عام ٢٠٠٥ لعرض أوبرا “ميرامار” عن رواية نجيب محفوظ التي صاغها سيد حجاب شعرا في فصلين، ووضع موسيقاها الموسيقار شريف محيي الدين، وأخرجها للأوبرا محمد أبو الخير، وأوبرا “ابن النهر” عن قصة سيدنا موسى عليه السلام بالعامية المصرية عام ٢٠١٤ التي تميزت بعناصر غنائية قوية، ولَكن بدون باقي العناصر المسرحية لظروف خاصة بالإنتاج. المحاولات العربية لم تتوقف، كتب أنطون معلوف عام ١٩٩٠ “عنتر وعبلة”  وألف موسيقاها مارون الراعي وعرضت في بيروت عام ٢٠١٦ على خشبة مسرح كازينو لبنان بطولة غسان صليبا وتجاوز العمل بمستواه الفني الرفيع قصة الحب ليمس قضايا العنصرية والحرب. 

التاريخ الفني بكل ما فيه يوجع القلب، كيف يكون لدينا هذا التراث ولا نعرف كيف نخوض حروبنا الثقافية؟ ولا كيف نربي أجيالا على مقاومة الفيروسات الفنية التي تحيط بها من الداخل والخارج؟ الشىء المؤكد أننا لم نرفع الراية البيضاء، ولم نستسلم بعد، والدليل عرض الأوبرا المصرية “طرح البحر” في دار الأوبرا السلطانية العمانية بمسقط يومي السبت والأحد ٢٢ و٢٣ فبراير ٢٠٢٠ في مسرح كامل العدد في ليلتي عرض عزفت فيه الأوركسترا السلطاني العماني بأكملها موسيقى الوسيمي بقيادة المايسترو دكتور أسامة علي.

مشهد من أوبرا طرح البحر
فريق عمل طرح البحر يحي الجمهور بعد العرض

أوبرا “طرح البحر” نموذج آخر من نماذج المقاومة ودليل جديد على تقدم القافلة الثقافية رغم ما يعترضها من معوقات في الطريق. هي مشروع عمر الموسيقار منير الوسيمى الفنان الدمنهوري الإسكندراني وابن البلد القاهري. في كل مرحلة من مراحل انتكاس الفن المصري كان الوسيمى يحقق بهدوء ودأب جزءا جديدا من مشروعه الفني الأكبر الذي بدأه بتأليفه مقطوعات من الموسيقى المصرية القديمة، وإحيائه للموسيقى الشعبية المصرية، والآن بإضافته لرصيدنا الثقافي الرفيع أوبرا مصرية عربية استوحاها بنفسه دراميا من أجواء ألف ليلة وليلة، وكلف الشاعر أحمد حداد بصياغتها شعرا ثم اختار الوسيمي بنفسه لها فريقا من الأصوات المناسبة لعمل أوبرالي كبير من شباب الجامعات المصرية، قام بتدريبهم وصقل مواهبهم الغنائية البكر، وضم إليه باقي فريق العمل المتميز بقيادة المخرج عبدالله سعد ومعه تصميم رقصات مناضل عنتر، وتصميم ملابس أسماء عبدالشافي، وإضاءة وديكور دكتور عمرو عبدالله، وإشراف عام وتنفيذ شريف الوسيمي ومحمد السماحي.

سيعود فريق العمل إلى القاهرة بفرحة كبيرة وشعور بانتصار حققه على خشبة مسرح عربي شقيق، وماذا بعد؟ . سمعت موسيقى هذا العمل وأغنياته بأكملها في ستوديو الوسيمي في رمضان الماضي، وشاهدت صورا من تصميم المناظر والملابس وخطة الإضاءة، عناصر جميلة متناسقة تقودها موسيقى الوسيمي، عمل يعيد إلى القلب فرحة غابت عنه لن تزيد إلا بخطة عرض للأوبرا في كل محافظة مصرية، بل و”كل قرية عربية” تنفيذا لحلم قديم انكسر لعمنا صلاح چاهين. وهل الحلم حرام؟ حان وقت جبر الحلم بتنفيذه. شكرًا للوسيمي وكتيبة “طرح البحر” الفنية التي تضيف لذاكرة رصيد تراثنا في الفن الذي أغفلنا أن نوثقه ونهديه لأبنائنا.  

الموسيقار منير الوسيمي مع المخرج عبد الله سعد أثناء التجهيز للأوبرا

كن أنت صاحب المبادرة في رفض كل ما هو رديء. حصن نفسك بكل ما هو جيد وطيب. كن الخبير المدقق والمثمن البارع الذي لا تخطيء نظرته التمييز بين الأصلي والمزيف! وعودة إلى “بنت الجيران”، لا مانع من أن تحبها، الأغنية وليست ابنة الجيران، إلا اذا كان غرضك ليس شريفا، إعجابك بالأغنية وإحساس الطرب الذي تشعر به عند سماعك طبيعي لا يتطلب شعورا بالذنب، لكن لا تنس أنها ليست “الأطلال” أو “أول مرة تحب يا قلبي” أو حتى “تملي معاك”، أعطها حجمها في الإعجاب ولا تجعلها هي ومثيلاتها تسلبك حقك في الاختيار الفائق، وابحث لنفسك عن عمل يحترم حواسك، بل درب حواسك على حسن الاختيار، فلا يقع اختيارك إلا على الفن الذي فيما يمتعك يحفزك على التفكير ولا يغيبك عن الوعي، بل تحتاج إلى يقظتك لتستمتع به، هكذا نوجه أبناءنا ونساعدهم على تكوين ذائقة ومناعة “بعيدا عن الزحام المجنون”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.