رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“مواسم العشق”.. بداية تفتح “رغدة” كشاعرة

على مدى تاريخ الفن المصري جمع عدد من النجوم بين حرفية الفن وموهبة الأدب، فكتب بعضهم الشعر أو القصة، بعضهم أجاد وبعضهم كان ضيفا خفيفا على الأدب، وفي كل أسبوع سنتوقف مع واحد من هؤلاء النجوم لنلقي الضوء على مشواره الفني، وموهبته الفنية والأدبية.

لأول مرة يفيض عشقي وتبقى له هوية”

كتب : أحمد السماحي

اليوم موعدنا مع النجمة المختلفة ” رغدة ” التى راهنت على الاختلاف والأدب منذ البداية، ولم تراهن على جمالها، الالتزام يسكن كل تصرفاتها وقوانينها كفنانة صارمة على نفسها، منذ البداية رفعت شعار “لا” للتنازلات، لأنها ترى أن أي تنازل معناه مزيدا من التنازلات، رفضت أن تبتذل موهبتها فى أدوار تخصم من احترامها لإنسانيتها، ورفضت أن ترضخ لقوانين سوق فني معاييره لا تتفق مع مبادئها، ورفضت أن لا يصنع نجوميتها سوى إبداعها.

ولدت في مدينة حلب، جاءت إلى مصر عام 1980 لكي تكمل دراستها في الأدب العربي في “كلية الآداب” جامعة القاهرة، لكن خطفها الفن من الأدب، فقدمها المخرج ” كمال الشيخ” فى  فيلم” الطاووس” مع النجم نور الشريف، عام 1982، وقدمت في نفس العام فيلمها “من يطفئ النار” مع النجم العربي وليد توفيق، وفي شهر رمضان عام 1983 عرض مسلسلها الجميل “عصر الحب”، تأليف الأديب العالمي “نجيب محفوظ”، وبطولتها مع سميحة أيوب، وصلاح السعدني، صلاح قابيل، محمد وفيق.

من أشهر أفلامها “برج المدابغ، عروس البحر، النشالات الفاتنات، أحضان الخوف، خيوط العنكبوت، موت سميرة، الحدود، التقرير، رغبات، زوجتي والذئب، كابوريا، الأمبرطور، استاكوزا”، وتعتبر واحدة من نجمات السينما المصرية والعربية في عقدي الثمانينات والتسعينات القرن العشرين.

السينما سرقتني من مشروعي الشعري

أم بثينة

تزوجت في منتصف الثمانيات من تاجر السجاد “عبد الله الكحال” وأنجبا 3 أبناء هم ” بثينة، تميمة، ومحمد”، ولم يستمر الزواج بعد ذلك حيث انفصلا.

مواسم العشق

قدمت النجمة ” رغدة” حتى الآن ديوانيين الأول ” مواسم العشق” والثاني ” يوميات جارية”، واليوم سنتوقف مع ديوانها الأول “مواسم العشق” الذي قدمته في نهاية الثمانيات، وأعتبره الأجمل في مشوارها الأدبي، في البداية أهدت النجمة ديوانها الأول إلى مولودها القادم الذي لم تكن تعرف بعد نوعه قائلة:

 ” إلى عشقي الذي فجر مواسم عشقي، هذه فى فترة انتظاره، إلى القادم القريب، الذي سيهبني مواسم الأمومة، إلى امتدادي إلى فؤادي، إلى جنيني، إلى مولودي الآتي” .

أسفار حواء اشتاقت إلى عاصمة “آدم”

مواسم التمرد والأنوثة والعشق

بعد الإهداء نجد أن “رغدة” كتبت مقدمة لديوانها توضح فيه سر تقديمها لهذا الديوان الذي كان يمثل لها حلم طالما حلمت به فتقول :

غلاف ديوان “مواسم العشق”

” قد لا تكون لمواسمي هذه مقاييس الشعر ومواصفاته التقليدية من قافية وعروض وأوزان تعودت عليها، رغم إلمامي بمتطلباته هذه وبضوابطه ككل، وذلك من قبيل دراستي للغة العربية فى جامعة “حلب” وانتهاء بجامعة “القاهرة”، وهذا لا يعني إدعاء بإمكانيتي في السيطرة على التحكم بأحاسيسي الصاخبة والمندفعة تحت مظلة كل ضوابط الشعر، وقد يتأتى لي هذا في مرحلة من المراحل القادمة إن شاء الله.

مواسمي هذه هى بداية طريق لي في هذا المضمار، طريق حلمت به منذ وعيت شيئا اسمه “الشعر”، ولو أن هذا الحلم بقى فى طيات ذاكرتي مضغوطا بواقع عملي فى مجال السينما الذي شغلني عن حلمي هذا لبعض الوقت، وكان التردد فى تجسيد هذا الحلم، والخوف من الإقدام على سرد تفاصيله هما الدافعان الحقيقيان وراء غفوته فى قاع أعماقي.

حلمي الذي يطل اليوم من خلال مواسمي هذه لا تعفيني إطلالته من المسئولية والرهبة والخوف والقلق المصاحبة له، ريثما يستقر بين يديك عزيزي القارئ وأحس بصداه مريحا لديك.

مواسمي هذه خلجات امرأة شرقية تعيش الحب وتعايشه بكل مواسمه المشرقة منها والمتسربلة، محورها الصدق والاستسلام لهذا الصدق بكل معاييره وأشكاله، حتى لو كشف هذا الاستسلام جوانب الضعف وأدرك مساعي الخضوع فيها، فمواسمي هذه نبضات حواء، لطالما تاق تدفق أنوثتها إلى محيط أدم يحتويها قبل أن يجف تدفقها تحت وطأة شمس الزمن، أسفار حواء اشتاقت إلى عاصمة “آدم” بعد طول تغرب عن عواصم القارات بأجمعها.

موسم التمني

يتضمن الديوان حوالي 15 موسم، كتبتها بين عدة مدن عالمية وعربية هى “باريس، حلب، القاهرة، الأسكندرية، عجمان”، بدأت هذه المواسم عام 1979 وأنهتها عام 1986، من أجمل مواسم الديوان ” موسم التمني” الذي تقول فيه :

” لأول مرة أتمنى

 لو تموت كل نساء الأرض

 كي تكون لي فقط

لأول مرة أتمنى أن أكون رجلا

 كي أتخلص من إحساسي تجاهك

لأول مرة يفقد كبريائي ذاكرته

 ويترجل عند أقدامك

ولأول مرة أتمنى لو تطأ

هذى الأقدام خارطتي

وأنا ما عرفت الإحساس

 بالماسوشية أو التلذذ بالألم

لأول مرة تزهر أنوثتي فى

 حقل صوتك وانتعاش رجولتك

ولأول مرة يفيض

عشقي وتبقى له هوية”

وتقول في مقدمة موسم “الغربة”:

كريح الشتاء متعبة أنا

أضني حنجرتي الصفير

كطير الروابي طال

 به التنقل والرحيل

إلى أين ؟!

والقهر مرسوم

على شفتي

والنزف مكبوت

والحزن إيقاع يومي

 عن الزمن القادم

أما موسم ” الحنين إلى الجنة” فاخترنا لكم جزء منه والذي تقول فيه:

أنا يا سيدي كأية امرأة

تختزن بطاقات طفولة

وأفراح أنوثة

وزغاريد عطاء

كأية امرأة تستجير بها

أعاصير كرامة

وشتاءات غيره

واجتياح غضب

كأية أنثى

تحترف الضعف

واحتكار الخشوع

وامتهان الخضوع

والتلذذ بالرهبة

كأية أنثى

تراودها أحلام الرجوع

إلى الجنة مع آدم

لينسب إليها خروجه منها

ولتورث أحلامها خطيئتها

دون تفاحة.

فى النهاية  ديوان “مواسم العشق” قالت: هو “مواسم الأنوثة، العشق، الردة، العودة، التمني، التمرد، القلق، الأحلام، الانتظار، الثورة، الإخلاص، الحنين، الغربة، الفطام” هذه بعض مواسم الشعر عند “رغدة ” كما نزفتها على صفحات الديوان، ولأن الشعر مثل الضمير، ولون البشرة، أشياء لا يستطيع البشر أن يتخلصوا منها، أو ينقلبوا عليها، فقد حملت “رغدة” انفعالاتها معها، وطافت بها مدن العالم المختلفة، حتى وضعت عملها الأول.

تعليق 1
  1. جوزيان صليبا يقول

    هل من الممكن الحصول على كتاب “مواسم العشق” pdf أو شراءه إذا كان لا يزال موجوداً؟ شكراً

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.