“وداد حمدي” تلحن لـ”هدى سلطان” !
من أجمل الأغنيات التى غنتها الفنانة “هدى سلطان “فى مشوارها الفني أغنية “والله رماني الشوق”، كلمات الشاعر والمخرج كمال عطية، وألحان محمد الموجي، هذه الأغنية التى تتميز باللون الشعبي قامت بغنائها فى فيلم ” نهاية الطريق”، قصة وسيناريو وحوار وإنتاج كامل حفناوي، إخراج كمال عطية الذي تحدث عن هذه الأغنية في كتابه “مذكرات أغنية”، قائلا: بعد النجاح الكبير الذي حققه النجم رشدي أباظة، والنجمة هدى سلطان فى فيلم “إمرأة في الطريق” عام 1958 سارع المنتجون باستغلال هذا النجاح وجمع النجمان فى أفلام أخرى تحمل اسم “الطريق” من هؤلاء المنتجون “كامل حفناوي” الذى كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم بعنوان ” نهاية الطريق”، ورشح له “رشدي وهدى”، وبالفعل تعاقد معهما، وتعاقد معي على إخراج الفيلم بدأنا في نهاية عام 1959 تصوير الفيلم، وكان في الفيلم أغنية يقول مطلعها :
والله رماني الشوق، وجاني يوم حبيت
جارنا وساكن فوق ومش غريب ع البيت
والله رماني الشوق
ورشح لتلحين أغاني الفيلم الملحن الكبير “محمد الموجي”، الذي كان متزوجا في هذه الفترة الفنانة “وداد حمدي” التى تشارك في بطولة الفيلم مع “عمر الحريري، وعباس فارس، وتوفيق الدقن”، وكان العقبة الأولى فى هذه الأغنية بعد كتابتها أن “هدى” اعتبرت الكوبليه الأخير الذي أقول فيه :
قاموا الجيران قومه وجابوا سيرتنا
وصبرت على اللومه لحد دخلتنا
عرفوا أن صاحب البيت
ما هوش غريب ع البيت
اعتبرت هذا الكوبليه فيه تورية جنسية، وكان ردي عليها : إنها فى الفيلم تجسد دور “شربات” بنت البلد الجاهلة، والأغنية تعبر عن دلع وغمز بنت الحواري، فقاطعتني قائلة وهى مبتسمة: خلاص والرقابة موافقة على الكلام واحنا علينا إننا نوافق عليه عمياني وبعيون الرقابة”، فقلت لها ضاحكا: أهو كلامك ده هو اللي فيه تورية بس بذكاء شديد جدا، وضحكنا معا، وربما كان ضحكنا من الرقابة أكثر من أسلوبنا المرح الكثير المودة فى التعامل بيني وبين هدى سلطان التى تتمتع بخفة ظل في وزن الكلام ووزن البدن ووزن الخفة نفسها.
وبعد انتهائي من حل مشكلة الكلام مع هدى سلطان، ذهبت بالأغنية إلى الملحن “محمد الموجي” ليلحنها، وانشغل الموجي عني ونسى تلحينها، واقتربنا من بدء تصوير الفيلم والأغنية لم تلحن بعد، فذهبت لمنزله الذي يعيش فيه مع “وداد حمدي” لأتعجله فى تلحين الأغنية بسبب ظروف العمل، وحاول الموجي ونحن جالسون أن يدندن باللحن لكن اللحن استعصي عليه وحاول لكن لم يفلح فى محاولاته، وهنا أخذت ” وداد حمدي” الكلام وقرأته وبدأت تدندن بكلمات الأغنية بشكل بسيط عذب تلقائي، فالتقط “الموجي” هذه الدندنة، وحولها في لحظة إلى لحن عظيم متكامل، أخذت تغنيه “وداد” طيلة السهرة بمنتهى الحلاوة فأطربني وأطرب الموجي نفسه، وفي اليوم التالي كانت هدى سلطان تسجل اللحن الذي كانت “وداد حمدي” سببا في ظهوره للنور، وحقق نجاحا كبيرا فى الشارع المصري أيامها.
تقول كلمات الأغنية:
والله رماني الشوق، وجاني يوم حبيت
جارنا وساكن فوق ومش غريب ع البيت
والله رماني الشوق
أول ما قابلته كنا على السلم
كلمني، كلمته، وفضلنا نتكلم
خدت معاه واديت
دا مش غريب ع البيت
والله ورماني الشوق
الباب فتحتوهله مستنياه ينزل
وقلبي مرتاح له وأمي قالت له أدخل
يا مرحبه اللي جيت
ما انتاش غريب على البيت
والله ورماني الشوق
قاموا الجيران قومه وجابوا سيرتنا
وصبرت على اللومه لحد دخلتنا
عرفوا أن صاحب البيت
ما هوش غريب ع البيت