رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

حلم “شهريار” الذي أصبح حقيقة

بقلم : أحمد السماحي

“الفن حب وإيمان نفحة من نعم الرحمن، تسمعها فى موجة ألحان، تقرأها لشاعر ولهان، تعشقها فى لوحة ألوان، وتشوفها ملامح وتنطق فى خدود الحجر الصوان، واللي بيقاسي من ده كله، ويهز قلوب الكون كله، واحد فى العالم ده كله، هو الإنسان الفنان”، هذه الكلمات كتبها الشاعر الكبير “حسين السيد”، ولحنها الموسيقار “محمد عبدالوهاب”، وغناها مجموعة من الفنانيين، أستحضرتها عندما فكرت فى كتابة أول مقال لي في  بوابة “شهريار النجوم”.

 والسؤال لماذا استحضرت هذه الكلمات وغيرها من الكلمات التى تحتفي بالفن؟!، لأن الفن فى السنوات الأخيرة يئن ويتألم ويشكو بقوة مما حدث له من تجار الفن الذين لا يدركون أهمية وجمال رسالته العظيمة، فشاهدنا أعمال فنية مليئة بالتفاهات والقيم المهدرة والزعيق بفعل المدعين، وتسطيح العقول وتفريغها بموضوعات غريبة عنا وعن عاداتنا وتقاليدانا، أعمال صوت العنف والبلطجة هو الأعلى، أعمال قتل فيها الجمال، وانتحرت فيها الرومانسية، وفى مثل هذا الجو كما يقول أديبنا الكبير “يوسف أدريس”: “يموت الفن الحقيقي، وتتكفل مئات الدبابير بقتل النحل النادر المنتج”، فتجار الفن لا يعرفون أن “الدنيا ليل والنجوم طالعه تنورها”، أي أن الدنيا كما قال شاعرنا الكبير “صالح جودت” كانت ظلام، وجاء الفن والنجوم وأضاءوا هذا الظلام.

والكارثة أن التردي والاستسهال والإنحدار الذي حدث فى الفن، انتقل للصحافة الفنية، فغلب عليها “الفهلوة” والنقل والفبركة، ولم نعد نقرأ مقالات نقدية تحلل بشكل سليم بعيدا عن العلاقات والأغراض الشخصية ما يحدث فى كل المجالات الفنية، إلا قليل منها فى أماكن متناثرة بعيدة لعدد قليل جدا من النقاد المحترمين.

وهذا التردي في عالم الصحافة الفنية ربما كان سببا في جعل جعل كثير من النجوم يبتعدون عن الصحافة الفنية، ولا يثقون فيها، ويفضلون الظهور في الفضائيات عن التحدث للصحافة!، وذلك بسبب هذا الإنحدار وإيمانا بمونولوج “الكلمة” لشاعرنا الكبير “عبدالرحمن الشرقاوي” فى مسرحيته الحسين ثائرا الذي يقول فيه :

 تعرف ما معنى الكلمة؟

مفتاح الجنة في كلمة

دخول النار على كلمه

وقضاء الله هو كلمه

الكلمة لو تعرف حرمه

زاد مزخور

الكلمة نور

وبعض الكلمات قبور

وبعض الكلمات قلاع شامخة

 يعتصم بها النبل البشري

الكلمة فرقان بين نبي وبغي

بالكلمة تنكشف الغمة

الكلمة نور

ودليل تتبعه الأمة .

عيسى ما كان سوى كلمة

أضاء الدنيا بالكلمات

 وعلمها للصيادين

فساروا يهدون العالم ..

الكلمة زلزلت الظالم

الكلمة حصن الحرية

إن الكلمة مسؤولية

 إن الرجل هو كلمة

 شرف الله هو الكلمة”

إيمانا بالكلمة وجمال الفن ورسالته كان حلم “شهريار النجوم” الذى تحقق وأصبح واقعا نأم من خلاله نشر الجمال والرقي والنقد البناء الذي يبني ولا يهدم، ويهمنا فى المقام الأول عودة الثقة بين النجوم والصحافة الفنية كما كانت طوال عمرها، ونكون بيت لكل النجوم بعيدا عن الأخبار الكاذبة والشائعات والفرقعات الملونة بالنميمة والكذب والأفتراء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.