رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

فاروق جويدة : “هولاكو” تعبر عن سقوط أمة بأكملها !

كتب : شهريار النجوم

بعد سلسلة من الأزمات التي استمرت 4 سنوات، كان آخرها الإطاحة بالفنان “أحمد شاكر عبداللطيف”، مدير المسرح القومي السابق، قرر المسئولين عن المسرح القومي خروج مسرحية “هولاكو”، تأليف الشاعر الكبير فاروق جويدة، وإخراج القدير “جلال الشرقاوي” للنور خلال الفترة القادمة، وحتى الآن لم يتم تحديد الموعد النهائي لبدء رفع الستار على خشبة المسرح، خاصة وأنه يمثل إضافة حقيقية للمسرح المصري، وعودة للمسرح الشعري الذي غاب حوالي 30 عاما، بعد آخر عمل وهو مسرحية ” الخديوي” الذى قدم عام 1992 ، وكان من تأليف نفس مؤلف ومخرج مسرحية ” هولاكو”، وتضاربت الآراء حول موعد إفتتاح المسرحية البعض قال أنه في شهر فبراير الجاري، والبعض حدد موعدا آخرا .

المسرحية نعود لشكل مصر الفني الجاد والحضاري

الشاعر الكبير “فاروق جويدة” مؤلف المسرحية أكد لـ”شهريار النجوم”: أن العمل في مراحله الآخيرة، والمخرج “جلال الشرقاوي” يضع لمساته النهائية على الديكور والملابس، لكن حتى الآن لم نحدد موعدا لرفع الستار، لكن ربما يكون الافتتاح في شهر مارس القادم، ومن خلال المسرحية نعود لشكل مصر الفني الجاد الحضاري، والحوار الراقي، وتقديم القضايا الحقيقية، لأننا نحتاج فى هذه الفترة أن  نعيد دور مصر الثقافي بشكل ممتع وراقي، بعيدا عن الابتذال والتفاهات والهزل والانحدار الذي نراه حاليا.

وأضاف: العمل لا يتحدث عن بغداد التاريخ، ولكن سيشعر كل فرد يشاهد المسرحية إنه في بغداد اليوم والعالم العربي في نفس اليوم، وسيرى “سوريا واليمن وليبيا، والعراق، وقضايا الإرهاب، والتجارة بإسم الدين، والإنقسام في الفكر والسياسة، من خلال شخصيتي على درجة كبيرة من الأهمية الأول “هولاكو” الغازي المستعمر، والثاني “المستعصم” أمير المؤمنين، وآخر خلافاء الدولة العباسية الذي قتله “هولاكو”، ووضعه في “شوال”، وقبل قتله قال له “هولاكو”: طقوسنا التتارية لا تقبل أن نقتل الحكام، لكن نركلهم بالأرجل حتى يموتوا.

نحن امة تعاني من الإنقسام في الفكر والسياسة

وقال: فكرت فى كتابة مسرحية ” هولاكو” عام 2003 بعد احتلال العراق، وبدأت أشتغل عليها، لكن كانت الأحداث تتغير بسرعة رهيبة، والصور كانت “مشوشة” ومتحركة، وكل فترة أغير ما كتبته، حتى مللت، ورجعت الصورة كما تخيلتها في البداية، ولم تعد بغداد فقط هى المنكوبة، ولكن بغداد، وسوريا وليبيا واليمن، فأكتملت الرؤية عندي، وفي شهر رمضان عام 2016 أنهيت كتابة المسرحية، وطلبت صديقي المخرج “جلال الشرقاوي” واتفقنا على عرض المسرحية فى المسرح القومي، وكانوا يريدون افتتاح القومي بها بعد ترميمه، لكن حالت الظروف دون ذلك.

وأنهى ” جويدة” كلامه قائلا: ” هولاكو” ليست فقط عن سقوط بغداد، ولكنها تحكي عن سقوط أمة باكاملها، ولقد تعبت جدا في كتابتها، ويهمني أن تخرج سريعا للنور، ويشاهدها الناس، وأرى العالم الذي رسمته يتحرك أمامي على خشبة المسرح، فهذه متعة لا تدانيها متعة آخرى.

لم تعد بغداد فقط هى المنكوبة

جدير بالذكر أن “هولاكو” هى رابع  مسرحية شعرية لشاعرنا الكبير “فاروق جويدة” بعد “الوزير العاشق، دماء على ستار الكعبة، الخديوي”، وهى تتناول موضوعا سياسيا تاريخيا عن القائد “هولاكو” الذى قام بالاستيلاء على بغداد، والقضاء على الخلافة العباسية، فأرسل إلى الخليفة “المستعصم بالله” يتهدده ويتوعده، ويطلب منه الدخول فى طاعته وتسليم العاصمة، ونصحه بأن يسرع فى الاستجابة لمطالبه، حتى يحفظ لنفسه كرامتها ولدولته أمنها واستقرارها، ورفض الخليفة الانصياع إلى ما قاله “هولاكو”، على الرغم من ضعف قواته، وما كان عليه قادته من خلاف وعداء، فضرب “هولاكو” حصاره على المدينة المنكوبة التى لم تكن تملك شيئا يدفع عنها قدرها المحتوم، فدخل المغول بغداد سنة 656هـ – 1258م.

واهتز العالم الإسلامى لسقوط بغداد، عاصمة الخلافة العباسية وقتها، التى دافعت عن العالم الإسلامى أكثر من خمسة قرون، وبلغ الحزن الذى ملأ قلوب المسلمين مداه، حتى أنهم ظنوا أن العالم على وشك الانتهاء، وأن الساعة آتية عما قريب لهول المصيبة التى حلّت بهم، وإحساسهم بأنهم أصبحوا من دون خليفة، وهو أمر لم يعتادوه منذ وفاة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.