رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في ذكراه الـ 29: (كارم محمود).. موهبة تفتحت في حضن النيل

* معلمه الأول هو شقيقه الأكبر محمد أبو رية الذى كان يكبره بـ 15 عاماً

* تحدى أهله وتمرد عليهم وهرب من بيت أسرته فى دمنهور من أجل فنه

* أجاد كل فنون الغناء العربى الأصيل وبرع فى الغناء الوطنى والعاطفى والشعبى.

* عبد الحليم حافظ عازف الأوبوا كان أحد أفراد فرقة وعزف خلفه أغنية “على شط بحر الهوى”.

سامي فريد

بقلم : سامي فريد

المطرب الرقيق (كارم محمود).. مشواره الفنى عمره 60 عاماً بدأه فى مدرسة دمنهور السعيدية الإبتدائية وانتهى فى مستشفى سانت مارى بلندن يوم الأحد 15 يناير عام 1995 أثر عملية جراحية فى القلب ليعود جثمانه إلى القاهرة ويدفن فيها.

وبين دمنهور ميلاد (كارم محمود) ولندن الوفاة كانت فصول هذه الحكاية .. حكاية الموهبة المصرية الأصيلة والنبوغ الفنى المبكر الذى تفتح فى حضن النيل بمديرية البحيرة يوم 16 مارس من عام 1929 وأضاء مصر والوطن العربى وعديداً من دول العالم.

وشغل قلوب وعقول الملايين من عشاق الطرب الأصيل الذى أتقنه وتفوق فيه الفنان (كارم محمود) من خلال أكثر من 200 أغنية وعشرين فيلماً وست مسرحيات وعديد من الأوبريتات والصور الغنائية بالإذاعة.

سبقها عمل كثير ببعض الفرق الفنية بدأت بفرقة فوزى منيب بالإسكندرية ثم يوسف عز الدين وعلى الكسار بالقاهرة حتى جاء موعده مع الشهرة والنجومية وانفتحت له قلوب الناس ..

لم تكن حياة (كارم محمود) نهراً من عسل ولبن منذ اكتشف فى نفسه حلاوة الصوت.. تحدى وتمرد وقاوم ووصل به التمرد إلى الهروب من بيت أسرته فى دمنهور إلى الإسكندرية وهو ابن الثانية عشرة ليلتحق بفرقة فوزى منيب هناك ويصبح مطربها الأول.

وعندما نشرت الجرائد أخباره وصورته وعرف والده الشيخ (محمود أبو رية) قارئ مسجد سيدى عطية أبو الريش مكانه عاد (كارم محمود) إلى دمنهور ليتلقى على يد أبيه علقة ساخنة تكررت أكثر من مرة بعدما تكرر هروبه إلى الإسكندرية ليغنى هناك.

في إجدى الاستعراضات

معلم (كارم محمود) شقيقه الأكبر (محمد)

كان معلم (كارم محمود) الأول هو شقيقه الأكبر (محمد أبو رية) الذى كان يكبره بخمسة عشر عاماً عندما سمعه يغنى همساً لعبد الغنى السيد وأم كلثوم وكان محمد هو (صييت) البحيرة الأول وما جاورها من المديريات فى ذلك الوقت لحلاوة صوته عندما يلقى الأناشيد والموشحات فى السامر الذى كان يرفض أن يصطحب معه (كارم) إليه .

ومن جيب محمد سمح (كارم محمود) لنفسه أن يمد يده إلى قرشين صاغ ثمن التذكرة فى سينما البلدية بدمنهور ليشاهد فيلم عبد الوهاب (الوردة البيضاء) ويعود ومعه حلم أن يصبح عبد الوهاب آخر يلبس مثله ويغنى مثله ويمثل أيضاً مثله.

عن هذه المرحلة المبكرة يحكى (كارم محمود) أبو رية فيقول: إنه كان طالباً بمدرسة دمنهور السعيدية وفيها احتضن موهبته (توفيق أفندى حميدو) مدرس الموسيقى فأعطاه دوراًُ غنائياً فى مسرحية (شقاء اليتيم) فأبكى كارم الحضور بأدائه وخرجوا به يحملونه على الأعناق.

منذ ذلك اليوم وفريق مدرسة دمنهور يفوز بالمركز الأول بين كل فرق المديريات المجاورة بفضل نجمه الجديد.

لكن (كارم محمود) وبعد فشل هروبه المتكرر إلى الأسكندرية يفكر فى القاهرة ومعهد فؤاد الأول للموسيقى الذى نصحه بالالتحاق به (محمد حسن الشجاعى) رئيس قسم الموسيقى والغناء بالإذاعة وقريب الأسرة الذى كان يزور ملجأ الأيتام فى دمنهور وفيه درب كارم على الغناء وشجعه بعدما انبهر بصوته.

أما الشيخ (منصور الشامى الدمنهورى) جارهم وصديق والده ومقرئ الإذاعة المصرية المشهور والمعتمد الذى لجأ إليه (كارم محمود) ليساعده فى الغناء بالقاهرة فقد نهره وأحبطه وسخر منه !

ومات الوالد فتولت الأم المسئولية، سألت ابنها ماذا سيفعل؟  هل سيكتفى بأن يكون منشداً فى مديرية البحيرة وما جاورها مثل شقيقه الأكبر (محمد) أم أنه يرى رأياً آخر؟!

(كارم محمود) في معهد فؤاد الأول

كانت الأم تعرف جواب السؤال فهى تعرف ابنها لكنها سألته حتى تتخذ قرارها، وجاء القرار هو الانتقال إلى القاهرة، كان ذلك عام 1983 عندما جاءت الأم ومعها الفتى المشحون بحب الغناء والأحلام الكبيرة ليقيما فى شقة متواضعة بحى السيدة زينب حتى يكون كارم قريباً من حلمه.

من معهد فؤاد الأول للموسيقى.. وبالفعل تقدم (كارم محمود) للامتحان أمام لجنة من عتاولة الموسيقى العربي كان على رأسهم مصطفى بك رضا عميد المعهد ومدير الإذاعة المصرية.

والغريبة فعلاً أنه رغم اقتناع اللجنة بصوت النجم الجديد إلا أن مصطفى رضا الذى بهره صوته تعمد إسقاطه لصغر سنه وهو ما يخالف نظام المعهد ثم خوفاً من ناحية ثانية على هذا الولد الموهوب من أن يداخله الغرور فيفقد موهبته بسرعة أو أن ينضج سريعاً فيحترق سريعاً !!

لكن (كارم محمود) لم ييأس، وتقدم للامتحان مرة ثانية معتمداً هذه المرة على وساطة أحد جيرانه وكان صديقاً لمصطفى رضا حتى يتجاوز عن شرط السن ويقبل الفتى الموهوب .

فى هذا الإمتحان تفوق (كارم محمود) على أوتار آلة القانون وسبقها وارتفع عليها واضطر مصطفى رضا أمام ضغط اللجنة وموهبة (كارم محمود) أن يعتمده مطرباً فى الإذاعة ليقدم حفلتين فى الأسبوع وسنه لم يتجاوز 15 سنة !

(كارم محمود) وعبد الحليم حافظ

فى معهد الموسيقى التقى الطالب (كارم محمود) بزملائه عبد الحليم شبانة (حافظ) وأحمد فؤاد حسن ومحمود عفت، ومن المفارقات الغريبة أن عبد الحليم حافظ عازف الأوبوا كان أحد أفراد فرقة كارم محمود وعزف خلفه فى أغنيته المشهورة (على شط بحر الهوى) وكان أجره فى الليلة جنيهاً واحداً بالتمام والكمال!

ومن خلال الإذاعة سمعته الفنانة بديعة مصابنى فأسرعت تبحث عنه لتطلب منه أن ينضم إلى فرقتها بأى شروط يضعها وبأى أجر يطلبه فالتحق بالفرقة عام 1949 ليغنى على مسرحها بجوار كوبرى الجلاء واحدة من أحلى أغانيه هى (على ورق الورد).

كما سمعته سيدة الغناء العربى أم كلثوم وقالت إن أفضل أصوات الرجال عندها صوت (كارم محمود) ومحمد قنديل .

ولمع نجم (كارم محمود) بسرعة فقدم للإذاعة عدداً كبيراًَ من الأوبريتات والصور الغنائية منها (قطر الندى، عوف الأصيل، راوية، على بابا والسوق، ونزهة مع شافية أحمد وسيد مصطفى) أما على المسرح فقد لعب بطولة 6 مسرحيات هى: (البيرق النبوى وليلة من ألف ليلة والعشرة الطيبة والباروكة وهدية العمر).

أجاد (كارم محمود) كل فنون الغناء العربى الأصيل من موشحات وأدوار وطقاطيق وقصائد موال وبرع فى الغناء الوطنى والعاطفى والشعبى وغنى لأساتذة النغم أمثال (محمد عثمان وعبده الحامولى والشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب وداوود حسنى وكامل الخلعى).

كما غنى للسنباطى وأحمد صدقى ومحمد القصبجى ومحمود الشريف وعبد العظيم عبد الحق ومحمد الموجى، إضافة إلى غنائه من ألحانه لنفسه وشهرته فى العزف على العود.

مع فردوس محمد

طاف (كارم محمود) الوطن العربى

وطاف (كارم محمود) بفنه معظم بلاد الوطن العربى، وأقام العديد من الحفلات فى الولايات المتحدة والدانمارك والبرازيل وكندا، وفى إحدى الحفلات فى لوس أنجلوس بدأ إحساسه بالإرهاق فأدخل العناية المركزة بالمستشفى مصاباً بأزمة قلبية عاد بعدها إلى القاهرة ليتوقف عن الغناء سنوات.

عاد بعدها إلى الغناء مرة أخرى وإلى إعادة بعض أغانيه بتوزيع جديد كان سبباً فى تشجيع عدد من المطربين على إعادة توزيع أغانيهم بشكل جديد مثل محمد رشدى وشفيق جلال.

ثم كانت لحظة انطفاء هذا النور الوهاج يوم الأحد 15 يناير سنة 1995 فى مستشفى سانت مارى بلندن، لتسدل الستار على واحدة من أجمل وأكمل المواهب الغنائية المصرية الأصلية، أما نهر فنه وإن توقفت حياته فما زال يجرى هادراً يمتع كل عشاق الطرب الأصيل داخل مصر وخارجها.

…………………………………………………………………………………

20 فيلماً للسينما .. أولها (أبو حلموس)

مثل كارم محمود للسينما المصرية 20 فيلماً بدأت بدور صغير فى فيلم “أبو حلموس” مع نجيب الريحانى وتقاضى عنه 200 جنيه دفعها خلواً لشقة فى شارع الملكة نازلى (رمسيس) كانت تقيم بها زوزو ماضى والمطربة صباح والملحن فريد غصن.

وكانت آخر أفلامه “تحيا الرجالة” أمام شريفة ماهر ومحمود شكوكو وشملت أفلام: ( شادية الوادى، مملكة الجمال، فتنة، نص الليل، معلهش يازهر، لسانك حصانك، ليلة غرام، المنتصر، حضرة المحترم، دستة مناديل، نور عيونى، تار بايت، حلاق بغداد، خبر أبيض، فايق ورايق، جزيرة الأحلام، عينى بترف).

أما بطلات أفلامه فمنهم (تحية كاريوكا وشادية وكاميليا وسعاد مكاوى وشريفة ماهر وزمردة وليلى مراد وهدى شمس الدين ونجاح سلام وليلى فوزى وداليدا وسميحة توفيق ونعيمة عاكف وثريا حلمى وزوزو شكيب)، ومثل فيها أمام كل من (يوسف وهبى وإسماعيل يس وسراج منير وشكوكو وحسن فايق ونجيب الريحانى).

مع ليلى فوزي

غنت المجموعة له (الله أكبر)!

اختار الفنان محمود الشريف المطرب (كارم محمود) ليغنى نشيد (الله أكبر) أثناء العدوان الثلاثى على مصر وبحث عن الفنان فلم يجده فى كل مكان يحتمل أن يجده فيه .  ولما حانت لحظة التسجيل ولم يعثر على كارم محمود قرر محمود الشريف أن تغنى المجموعة النشيد .

أما (كارم محمود) فكان قد اصطحب أسرته إلى عزبته فى دمنهور بعيداً عن القاهرة بعدما أبلغه بعض الأصدقاء أن الطيران الإسرائيلى يخطط لضرب حى مصر الجديدة وكان الفتى يقيم مع أسرته فيه.

فى خلال إحدى السهرات الرمضانية بالإسكندرية جاء إلى الفنان (كارم محمود) من يحذره من أن الفنان محمد الكحلاوى قد ضاق صدره بنجاح كارم ولهذا قرر الاستعانة بعشرين فتوة لتحطيم المسرح ومنع كارم من الغناء.

ولجأ (كارم محمود) إلى أكبر فتوات الأسكندرية يستنجده لينقذه وينقذ الحفل وحكى له الحكاية فوعده الفتوة الكبير بأنه منذ هذه اللحظة قد أصبح فى حماية الله وفى حمايته وصعد (كارم محمود) إلى المسرح فبدأ فتوات الكحلاوى فى قذف الكراسى وتحطيم الموائد وإشاعة الرعب بين الحاضرين.

لكن رجال الفتوة الكبير ينقذون الموقف ويتفهم الكحلاوى حقيقة الدس الذى حدث بقصد إفساد العلاقة بين المطربين الكبيرين ومن يومها صارا من أعز الأصدقاء يرحمهما الله.

غنى لاستقلال (تونس)، و(ثورة الجزائر)

غنى كارم محمود أغنية وطنية ضد الاحتلال الفرنسى لتونس فاعتقلته السلطات الفرنسية وألقته فى السجن لمدة ثلاثة شهور حتى تدخلت جمعية المؤلفين والملحنين فى باريس وأفجت عنه .  كما غنى كارم فى الجزائر لثورتها وتحدى الاستعمار الفرنسى وقد منحته تونس كما منحته الجزائر أرفع أوسمتها تقديراً لمواقفه الوطنية .

كان حفل زفافه فوق السطوح!

تزوج الفنان (كارم محمود) بعدما أعجب بفتاة أحلامه التى شاهدها فى أحد محلات الإسكندرية بملابس المدرسة وكانت ابنة لواحدة من الأسر الكبيرة بالإسكندرية هى أسرة الزهيرى.

أما حفل الزفاف فقد أقامه (كارم محمود) فوق سطوح أكبر عمارة بشارع رمسيس وفى الحفل غنى محمد فوزى وعبد الغنى السيد ومحمود شكوكو ورقصت ببا عز الدين، وتولت الفنانتان بديعة مصابنى وببا عز الدين زفة كارم محمود إلى عروسه وقد حضر الحفل من الفنانين كل من قرأ خبر الزفاف فى الجرائد والمجلات حتى الذين لم توجه إليهم الدعوة.

أشهر أغنيات (كارم محمود)

( ناوى على عنادى – ياليالى ملاح – أمجاد ياعرب أمجاد – أمانة ياليل – عينى بترف – والنبى ياجميل – ياانا يا العزال – سمرة ياسمرة – عنابى – كلفة قميصك قصب – الحلو اللى شغل بالى – على شط بحر الهوى – ذكرياتى – ياصانع المعروف – قولوا لابوها – ياطيف الأمل – قالوا عنك – حبيبى – ياضنين الأمس – سمراء – عرف الشوق يوصل لى – عنابى – قمر 14 – الأولانى – سهارى ياليل – ياحلو نادى لى – ويل قلبى – يابو العيون السود – المهر غالى – حوش عنى هواك – ودعاء رمضان).

زرياب يجمع بين كارم وفيروز

فى نهاية الخمسينات استعان الأخوين رحبانى (بكارم محمود) ليشارك فيروز أكثر من أوبريت إذاعى لإذاعة الشرق الأدنى بدلاً من المطرب اللبنانى (نصرى شمس الدين) ، من هذه الأوبريتات (زرياب، نوار ياحلم الصباح).

وبهذا يكون “كارم” هو المطرب المصرى الوحيد الذى شارك فيروز الغناء ، وبعد ذلك (الأخوين رحبانى) بالغناء الإذاعى(محمد الطوخى) ليشارك فيروز كراوٍ وليس مطرباً فى الصورة الغنائية (غرباء)التى تتحدث عن الفلسطينيين.

………………………

مع المليجي وهدى شمس الدين والمطرب محمد أمين

قالوا عنه

صوت (كارم محمود) يمتاز بحلاوة الصوت وسلامته وقوته ، بالإضافة إلى هدوء طبعه ودماثة خلقه، ومحافظته على صحته، فقد احتل مكانة قلما تمتع بها مطرب أو مطربة فى الوسط الفنى.

الملحن والناقد الموسيقى عبد الحميد توفيق ذكى

القدرة على التحكم فى نغم الصدر والحلق والرأس والوقفة الصحيحة

صادق، صوت سليم، قوى يُعد من الأصوات التى تتميز بالصفاء المنغم والتى يصول ويجول صوتها بين الأنغام والمقامات المختلفة فى عفوية وتلقائية ومرونة تجعل له حركة الماء الجارى فى نهر لا تقف فيه عوائق أو منحنيات فتجعل لغنائه ذلك الانسياب الذى يجرى بلا تكلفة ومن دون تصنع.

إن لصوت (كارم محمود) تلك الصفات التى يحتاجها مطرب المسرح الغنائى من الجهد والرخاوة والشدة ، إلى جانب مواصفات التنفس السليم والقدرة على التحكم فى نغم الصدر والحلق والرأس والوقفة الصحيحة فضلاً عن قدرته على تلوين الصوت أو الإمساك السليم بالطبقة وتغييرها حسب الموقف .

الناقد الموسيقى: محمد سعيد 

“كارم” سبب ظهور “عبد الحليم حافظ”

عرف (كارم محمود) بالتزامه التام فى مواعيد تسجيلاته وإذاعاته المباشرة على الهواء،  ولكن يبقى (لكل جواد كبوة)، فقد كان مقداراً فى بداية الخمسينات أن يذاع على الهواء مباشرةً (ياسلام) كلمات المخرج الراحل (حسن الإمام)،ولحن عبد الحميد توفيق ذكى.

ولظروف طارئة اضطر (كارم) للسفر إلى لبنان، وقبيل موعد الإذاعة بربع ساعة كادت المصادفة وحدها المسئول أن يدعو عازف آلة “الأوبوا” عبد الحليم شبانة الذى كان يهوى الغناء ويتمنى أن يكون مطرباً وجاءته الفرقة فى تلك الليلة لكى يجرى تجربة بروفة على اللحن.

وفعلاً قام بالغناء ونجح فيه، وكانت هذه نقطة تحول لعبد الحليم شبانة لكى يكون بد ذلك المطرب عبد الحليم حافظ نتيجة لغياب (كارم محمود).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.